شجون

نشر في 13-01-2015
آخر تحديث 13-01-2015 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي  لا نريد أن نقارن الكويت بأي بلد، فنظامنا فريد من نوعه، إنه عقد وميثاق بين الحاكم والمحكوم، سُطر بمداد دماء الشهداء منذ معارك «الصريف» و«القرين»  و«الرقة»، وصولا إلى الغزو الغادر من جار جائر، فلم تستطع تلك الجيوش الجرارة أن تنال من إرادته وتصميمه، فاستطاع بصموده أن يحول تلك الآلة العسكرية إلى أكوام من السكراب.

كم هو رائع هذا الوطن، كم هي جميلة الكويت الغالية، مهما حاولنا وحاولت أجهزة الإعلام بكل أنواعها وكتّاب الرأي والزوايا التركيز على السلبيات فهناك إيجابيات تفوق ذلك بكثير، إنها الكويت حلوة بكل ما فيها حتى السلبيات، فهي تعطينا المادة للكتابة والانتقاد وإبراز حياة ديمقراطية تأصلت منذ ما ينوف على أربعمئية عام، وهي مكان فخر واعتزاز لنا ومثار غيرة من غيرنا.

 ولا نريد أن نقارن الكويت بأي بلد، فنظامنا فريد من نوعه، إنه عقد وميثاق بين الحاكم والمحكوم، سُطر بمداد دماء الشهداء منذ معارك "الصريف" و"القرين" و"الرقة"، وصولا إلى الغزو الغادر من جار جائر، فلم تستطع تلك الجيوش الجرارة أن تنال من إرادته وتصميمه، فاستطاع بصموده أن يحول تلك الآلة العسكرية إلى أكوام من السكراب.

عزيزي: هل جربت أن تسير في الصباح الباكر على ساحل الخليج العربي من دوار البدع حتى أبراج الكويت؟ كم هو رائع منظر البحر الهادئ الممتد بلا نهاية يضم بين جنباته الخير وفي أعماقه يستقر الدر واللؤلؤ، وسواحل رملية تحاكي تراب الذهب، وأمواج تدنو برفق لتلامس ثرى هذا الوطن الذي أسكنه أهله بين ضلوعهم!!

ما أروع تلك اللوحة التي يغلفها الضباب الخفيف مع لمسات من الندى، تترقرق على صفحات الأزهار وسعف النخيل والمساحات الخضراء الجميلة الممتدة على الساحل حتى أبراج الكويت، التي تقف شامخة احتراماً وتقديراً لقصر دسمان العامر، ويزين هذه اللوحة ذلك "البيرق" الذي يعانق الغيوم عزة وفخراً!!

 وإذا ما وقفت في محاذاة الساحل ونظرت إلى البحر، وأخذت نفساً عميقاً ونظرت من حولك إلى النعم التي لا تعدّ ولا تحصى، فما أروع ذاك الشعور بالأمن والأمان ورغد العيش وراحة نفسية عظيمة لا تقدر بثمن.

 آه ما أروعك من وطن،

فهذه الكويت التي أعشقها وعشقتها... منذ الأزل

 قبل أن يخلق الله الوجود

 قبل أن يأمر ملائكة السماء لآدم بالسجود

غرس الرب حبك في قلبي سطرة في سفر الخلود

منذ أقبلت على الدنيا بنفس راضية

رضعت لبان حبك من صدر أم حانية

نما الغرس في كياني وغدت قطوفه دانية

فدعينا ننسج من شذى الورد بردا

بالعز يكسونا

دعي الأقمار ترقص

جذلى على أنغام شادينا

فيغدو الماضي

والحاضر والخلود

جزء من تلاقينا.

back to top