تصاعدت حدة أزمة تلوث المياه في مصر، سواء فيما يتعلق بمياه نهر النيل أو مياه الشرب، وبات كأن بلد النيل، يعاني أزمة «فوبيا المياه الملوثة».

Ad

فبعد نحو أسبوع من غرق «صندل» محمل بـ500 طن فوسفات، في مياه نهر النيل، قرب محافظة قنا، أقصى صعيد مصر، أعلنت وسائل إعلام مصرية، أن نحو 700 مواطن من مركز الإبراهيمية التابع لمحافظة الشرقية، شمال القاهرة، تم نقلهم إلى عدة مستشفيات، بسبب إصابتهم باشتباه في حالة تسمم جراء شربهم لمياه ملوثة.

إلى ذلك، تصاعدت حدة الانتقادات على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بعد اختلاط مياه الشرب في محافظة الإسكندرية الساحلية بمواد بترولية، في وقت أعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي حالة الطوارئ في محافظتي الإسكندرية والبحيرة، إثر حدوث انفجار في أحد خطوط الغاز والبترول، التي تمر بعرض إحدى الترع المغذية، لـ6 محطات مياه شرب تابعة لشركتيّ المياه، ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من المواد البترولية إلى الصنابير في المنازل.

خبير المياه والصرف الصحي وأستاذ العلوم البيئية في المركز القومي للبحوث، د. حمدي العوضي، قلل من خطورة فوسفات الكالسيوم في مياه النيل، مشيراً إلى أن «ما سيترسب في القاع، بعد عمليات الانتشال ستكون نسبته بسيطة ولا تؤدي إلى أي تلوث»، لافتا إلى أن تسمم سكان الإبراهيمية في الشرقية، يرجع إلى أن مواطنين شربوا مياهاً مجلوبة من «ترومبات مياه حبشية»، تعتمد على المياه الجوفية، ومن السهل أن تختلط بمياه الصرف الصحي. وأضاف: «تلوث مياه الشرقية ميكروبيولوجي أو بكتيري، لأن محطات الشرب يصعب تلوثها».

من جانبها، حذرت المتخصصة بعلاج السموم في المركز القومي للسموم نشوى شرف الدين، من التسمم الناتج عن تلوث المياه، مؤكدة أنه من أخطر أنواع التسمم.

وأضافت شرف الدين لـ«الجريدة»: «التسمم الناتج عن تلوث المياه يتسبب بشكل رئيسي في مرض التيفويد، وتلوث المياه بمرور الوقت، قد يتسبب في الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي)».