تراجع الحريات تراجع للمجتمع
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
واقع الأمر أن أغلب الأحكام التي صدرت على قضايا رأي وانتهت بالحبس، هي جزء من حقبة مضت، مداخلها سياسية، صار على السلطة التنفيذية تحديداً مراجعتها، والخروج من القمقم الذي لا يبدو أنها قادرة على الخروج منه. بالطبع لا حاجة لدينا إلى التذكير بأن ما كان يسمى بالأغلبية كانت قد ارتكبت خطيئة كبرى، في غمرة اندفاعها ضد حرية التعبير، عندما أوصلت العقوبة ضد "تويتر" إلى الإعدام، وتواطأت معها الحكومة، ولله الحمد استخدم سمو الأمير حقه الدستوري في إعادة ذلك القانون المعيب، ولنا أن نتخيل لو أن ذلك القانون الذي يعدم البشر على "تويتة" مازال على قيد الحياة، فكم يا ترى سيكون عدد "المتوتين"، الذين يُحاكَمون بمجرد "تويتة"، الذين قد يتم إعدامهم.الاندفاع المحموم ضد حرية التعبير، سياسياً كان أو من أي شكل، أو من أي جهة، حكومة أو جماعات سياسية أو غيرها، لا يؤدي إلا إلى إضعاف المجتمع، وتفتيته، وتكسيره.الآن نحن بحاجة إلى ضبط النفس، ومراجعة وسحب كل القضايا المستندة على خلافات سياسية، والسعي إلى الإفراج عن كل المحبوسين، على قضايا رأي، كما كانت مبادرة محمودة سابقة لصاحب السمو أمير البلاد، عندما عفا عن المحكومين بهذا الخصوص، وسموه الوحيد الذي له هذا الحق بشكل مطلق.وإلا فإننا سنظل في إعادة إنتاج التضييق على حرية التعبير حتى نوصلها إلى العدم.