النجوم العرب في هوليوود... بين الإخفاق والنجاح

أعلن الممثل أحمد السقا أنه سيشارك في فيلم سيضم نجماً من كل قارة، وأن النجم الهندي شاروخان سيشارك في بطولته إلى جانب جام كلود فان دام. أما من الولايات المتحدة الأميركية فإما سيلفستر ستالون أو بروس ويلز، وأكد السقا أنه على تواصل دائم مع فان دام، وأن التحضير للفيلم ما زال مستمراً، ولكن تنفيذه لم يبدأ حتى الآن.

في إطار محاولات الوصول إلى العالمية، خاض التجربة النجم خالد النبوي محققاً بعض أحلامه بالمشاركة في فيلم  Kingdom of Heaven}مملكة الجنة} عام 2005، ورغم حذف غالبية مشاهده في النسخة التجارية، فإنه لم ييأس وظهر مجدداً في فيلم The Citizen {المواطن} مع جورج كلوني، وقدم أخيراً مسرحية بعنوان {كامب} أدى فيها دور الرئيس المصري السابق أنور السادات، وحققت نجاحاً ملحوظاً.

قطع الممثــل المصــري عمــرو واكــد شوطاً كبيـراً إلى العالمية، فبعد مشاركته جورج كلوني فيلم  Syrianفي العام 2005، شارك في House of Sadam في العام 2008، وأدى أدواراً أخــرى في السينما العالمية، من بينها دوره في فيلم Salmon Fishing in Yemen، حتى وصل إلى أن يكون أول نجم عربي يتصدر فيلمه المشارك فيه (لوسي) قائمة {البوكس أوفيس} في الولايات المتحدة الأميركية.

وذاع صيت النجم السوري غســان مسعـــود على مستوى العالم، بعد دوره التاريخي في {مملكة الجنة} حيث جسّد شخصية البطـل العربي المسلم الأشهــر (صلاح الدين الأيوبي) ببــراعة، وظهــر أيضاً في فيلم قــراصنة الكاريبي .

طــوني شلهـــوب الفنان الأميركي اللبناني الشهيــر، ذاعت شهــرته بعد دوره العبقــري في مسلســلMonk ، وحاز من خلاله جائــزة الغولدن غلــوب، كذلك شــارك في أفلام معروفة عدة، أشهرها دوره الطـريف كمخلوق فضائي فيMen In Black . أما أليكســاندر صدِّيــق فهو أحد أبــرز الممثلين العــرب في السينما الأميركية والعالميــة اليوم، اسمه الأصلي صدّيق الطاهر، وهو سوداني الأصــل بريطاني الاكتشاف .

سيـــد بدريـــة الممثل البورسعيدي المعروف، ظهر أيضاً في عشــرات الأفلام، وساعدته لحيــته وملامحه العــربية في إتقــان أدواره بشكــل مميــز، فشارك في فيلم  Iron Man مع الممثل اللامع روبرت داوني جونيــور .

فإلى أي حد نجح نجومنا خارج حدود بلادهم، وما مدى تأثيرهم الحقيقي، وتبعات ظهورهم وجدواه؟

تقدم ملحوظ

يرى الناقد الفني رامي عبدالرازق أن النجوم العرب عموماً والمصريين خصوصاً أحرزوا تقدماً ملحوظاً نحو العالمية أخيراً، معتبراً أن مشاركتهم التي تأتي غالبيتها في أفلام تجارية أميركية «أمر مقبول»، قائلاً إن هؤلاء النجوم وآخرهم عمرو واكد يراعون تماماً تنوع مشاركاتهم واختياراتهم الجيدة للشخصيات .

واستطرد عبدالرازق: {ليس كل ممثل عربي يشارك في فيلم هوليوودي يصبح عالمياً بالضرورة، فهذه مغالطة وضمن المفاهيم الخاطئة، وإنما الفنان العالمي هو من يملك أداوته جيداً وأولها اللغة والعلاقات الممتدة والحضور الطاغي والاختيار الجيد للشخصيات المناسبة، والمهارة الفائقة في أدائها، فإذ عرض الفيلم في أي بقعة من الأرض يتمكن شعب هذه الدولة من التواصل مع ما يقدمه الممثل} .

وأشاد عبدالرازق بتجربة عمرو واكد، ووصفه بـ{أنشط} من ظهروا في أفلام تحمل جنسية أخرى غير بلده، ربما لكونه لا يحرص على حصر نفسه في قالب واحد وشخصية عربية معينة، فعلاوة على ظهورة في فيلم lucy كضابط فرنسي، سبق أن قام بدور شيخ بدوي في {صيد السلمون}، وإرهابي في {سريانة}، وتحدث الإيطالية في {الأب والغريب}.

واختتم الناقد الفني بأن واكد على وشك أن يكرر نموذج عمر الشريف، قائلاً: {ظهوره بشكل مختلف في تجاربه كافة يعني أنه على طريق العالمية بمفهومها الحقيقي وليس الدعائي}.

ومن جانبها قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله إنه بعيداً عن مستوى النجوم واختياراتهم فعلى الدولة دور تأهيل هؤلاء النجوم، موضحةً أن علينا {الإصلاح من الداخل}، وتسويق الأعمال الجيدة محلياً، وفتح مساحات لعرض التجارب الفنية بمعايير العالمية وعدم تصنيف الأعمال كأفلام مهرجانات وأخرى للشباك والتذاكر، لنسهم بذلك في انتشار الفيلم المصري الجيد على المستوى المحلي أولاً قبل أن نفكر في المنافسة الخارجية.

وأضافت أن نشر {الوعي الفني} لا يأتي من دون التنوع في طرح ألوان عدة من الفنون، سواء أفلاماً تجارية أو مستقلة أو أفلاماً أجنبية حازت جوائز مختلفة في المهرجانات الدولية، مطالبة بتعريف الجمهور بأننا سبق وقدمنا نجوماً شاركوا في أعمال عالمية، ما يعني أن الأمر ليس {بعيداً عنا}.

واختتمت خيرالله كلامها بأنه يجب تعريف الجمهور بأسماء أخرى غير مشهورة اقتربت من العالمية، ودراسة حالاتها، فالنجم الكبير رشدي أباظة كان يجيد التحدث بأربع لغات بطلاقة ولكنه رفض التحول إلى أدوار ثانوية في هوليوود، وتحية كاريوكا كانت تتكلم خمس لغات ولم تتمكن من المشاركة في أي من الأعمال العالمية، وفريد شوقي شارك في أحد الأفلام الإيطالية، وظهر شكري سرحان في فيلم عالمي باسم {ابن كيلوباترا}، وقدمت فاتن حمامة فيلماً واحداً تم تصويره في إسبانيا باسم {صمت القصور}، ولم يعرض في العالم العربي حتى الآن.