«داعش» يحرق نفط تكريت وسيطرته تتراجع إلى 30%

نشر في 06-03-2015 | 00:05
آخر تحديث 06-03-2015 | 00:05
No Image Caption
العبادي يتعهّد للأمم المتحدة بمعاقبة «المنتهكين» ويبدي إشارات إيجابية في موضوع «اجتثاث البعث»
بعد حقول الألغام والعبوات المزروعة على جانبي الطريق ونيران القناصة، اصطدمت القوات العراقية المشتركة التي تهاجم محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت أمس، بقيام مقاتلي «داعش» بإحراق آبار نفطية يسيطر عليها لإعاقة الغارات الجوية.

أنهت العملية العسكرية الواسعة التي يقوم بها حوالي 30 ألفاً بين جنود ينتمون إلى الجيش العراقي ومقاتلين من ميليشيات «الحشد الشعبي الشيعية» ومقاتلين عشائريين  سنة يومها الرابع أمس لتحرير محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت.

وأقدم مقاتلو «داعش» على إشعال النار في آبار نفطية بحقل عجيل شرقي مدينة تكريت، في محاولة لتعطيل هجمات جوية تهدف إلى إخراجهم من الحقل النفطي.

وقبل سيطرة التنظيم المتشدد على الحقل النفطي في يونيو الماضي كان ينتج 25 ألف برميل من الخام يومياً وكان إنتاجه يشحن إلى مصفاة كركوك إلى جانب 150 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً كانت تضخ إلى محطة كهرباء كركوك التي تسيطر عليها الحكومة.

ويقع حقل عجيل على بعد نحو35 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من تكريت. في المقابل، أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أن القوات العراقية تمكّنت من تحرير 70 بالمئة من أراضي محافظة صلاح الدين، وأن «داعش» يسيطر فقط على 30 بالمئة من المحافظة.

فيديو «داعش»

وبثّ «داعش» أمس، تسجيلاً مصوراً على الإنترنت ظهر فيه مقاتلون من التنظيم في تكريت والعلم وهم يسخرون من مهاجميهم. وقال أحد الأشخاص «لقد ادعيتم كما هي عادتكم أنكم قد اقتحمتم على أهل السنة ديارهم وأخذتم الدور والعلم وتكريت وغيرها لقد كذبتم والله».

الأنبار

وعلى جبهة أخرى، تواصلت العمليات العسكرية في محافظة الأنبار وسط غموض بشأن حجم هذه العمليات وهدفها وتزامنها مع عملية صلاح الدين. وأعلن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع أمس، بدء عملية تحرير ناحية كرمة الفلوجة، فيما أشار مصدر أمني الى أن قوات الجيش و«الحشد» تتقدم على قرية الصبيحات بالناحية.

اتصال بايدن

في السياق، أجرى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأول، نوه خلاله باشراك مقاتلين سنة من محافظة صلاح الدين في عملية تحرير المحافظة من «داعش»، ودعا إلى «ضمان عودة السكان النازحين إلى منازلهم بعد هزيمة التنظيم».

انتهاكات وتعهدات

إلى ذلك، اثار مقطع مصور يظهر جنوداً من الجيش العراقي أو من ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية الموالية له وهم يعدمون طفلاً يقارب عمره 11عاماً عبر إطلاق رشقات من الرصاص على رأسه في محافظة ديالى، الكثير من ردود الفعل المستنكرة.

في المقابل، أكد العبادي في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أمس الأول، أنه أصدر أوامر للقوات التي تهاجم محافظة صلاح الدين باحترام حقوق الإنسان والحفاظ على ممتلكات المواطنين، مؤكداً أن «أي تجاوزات وكما أكدنا سابقاً ستقابل بالعقوبات». في المقابل، أعلن بان كي مون «دعمه لجهود العبادي في المصالحة الوطنية ومشاركة جميع أطياف الشعب العراقي في الحكومة».

أوغلو

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، أن بلاده لن تشارك في المعارك ضد تنظيم «داعش» في العراق، قائلاً: «نحن ندعم الهجوم في الموصل لكننا لن ندخل مباشرة في المعارك».

وكان وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أكد خلال زيارته لبغداد أمس الأول، دعم بلاده لحكومة العبادي وتدريب قوات الجيش العراقي وتجهيزها.

وجاءت زيارة يلماظ لبغداد غداة إرسال أنقرة طائرتين عسكريتين محملتين بالمساعدات العسكرية للعراق. وقال مصدر عسكري في أنقرة إن هذه المساعدات لا تشمل أسلحة.

«قانون البعث»

على المستوى السياسي الداخلي، أكد رئيس الوزراء العراقي أمس، أن «البعث حزب متآمر لا ينفع الحوار معه»، مبينا أن «البعثيين الذين تعانوا مع تنظيم داعش لا مكان لهم في العراق».

وقال العبادي في كلمة له بمناسبة عيد المرأة: «مع وجود مناقشات بشأن قانون المساءلة والعدالة، نؤكد أن لا عودة لحزب البعث الصدامي إلى العراق»، مضيفاً «إننا نفرق جيداً بين الذين انضموا للحزب كرها وخدموا العراق بعد أحداث 2003، وبين الذي انضموا وصفقوا لتنظيم داعش».

وكان مجلس الوزراء صوّت من دون توافق في شباط الفائت على مشروع قانون المساءلة والعدالة وحظر حزب البعث بالإضافة إلى قانون الحرس الوطني، وأحاله إلى مجلس النواب.

وأعاد رئيس المجلس سليم الجبوري القانونين إلى الحكومة لإدخال تعديلات عليهما. ويعتبر ملف «البعث» وملف الحرس الوطني أبرز نقاط الخلاف بين القوى الشيعية والسنية في البرلمان العراقي.

(بغداد ـــــــ أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

back to top