اقتراع رمزي اليوم حول استقلال مقاطعة كاتالونيا الأسبانية

نشر في 09-11-2014 | 12:28
آخر تحديث 09-11-2014 | 12:28
No Image Caption
دعي الناخبون في كاتالونيا إلى التعبير عن موقفهم من مسألة استقلال هذه المقاطعة الاسبانية اليوم الأحد في تصويت غير مسبوق ولا قيمة قانونية له تنظمه السلطة التنفيذية في المنطقة على الرغم من اعتراض مدريد.

وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس أن مراكز التصويت فتحت أبوابها عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي.

وطبع سؤالان على ملايين من بطاقات التصويت هما "هل تريد أن تصبح كاتالونيا دولة؟" وإذا كان الرد بالايجاب "هل تريد أن تكون مستقلة؟"، لهذا الاقتراع الذي يتمتع بقيمة رمزية لكن لا نتائج ملزمة له كما في اسكتلندا في 18 سبتمبر.

لذلك جازف رئيس المنطقة القومي المحافظ ارتور ماس بالتعرض لملاحقات لدعوته إلى "عصيان مدني" باسم "حرية التعبير" و"حرية العقيدة" لشعب كاتالونيا.

وعلقت المحكمة الدستورية مرتين وبطلب من مدريد، إجراء تصويت في هذا الشأن، لذلك سينظم تصويت بديل من قبل السلطة التنفيذية، مع متطوعين، بلا تعداد ولا لجنة انتخابية.

نظرياً، يمكن أن يدلي حوالي 5,4 ملايين ناخب من أصل 7,5 ملايين نسمة سكان كاتالونيا "يبلغ عدد سكان اسبانيا 47 مليون نسمة"، بأصواتهم بما فيهم الأجانب والشبان الذين تجاوزوا السادسة عشرة من العمر.

إلا أن هذا الرقم لن يتحقق عملياً لأن معارضي الانفصال لن يدلوا بأصواتهم، وتشير التقديرات الأكثر تفاؤلاً إلى امكانية تصويت حوالي مليوني ناخب فقط.

وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن نصف سكان هذه المنطقة الساحلية الغنية والجبلية في شمال شرق اسبانيا يرغبون في الاستقلال، وهناك عشرون بالمئة يعارضون هذه الفكرة بينما ما زال ثلث السكان مترددين وبعضهم يفضل حكما ذاتياً أوسع.

ويشكل هذا اليوم الذي يسمونه "ناين-ان" "أي التاسع من نوفمبر" فصلاً جديداً في سلسلة الخلافات مع مدريد الحادة جداً منذ 2010.

ففي تلك السنة، قامت المحكمة الدستورية التي لجأ إليها الحزب الشعبي اليميني بقيادة ماريانو راخوي بتعديل "وضع" سار في كاتالونيا منذ 2006 يقضي بنقل صلاحيات واسعة إلى المنطقة ويمنحها وضع "الأمة".

والغى القرار جزءاً كبيراً من هذه المكتسبات بينما كان معنويات سكان المقاطعة الغارقة في الأزمة متدنية.

وبعد ذلك طالبت المنطقة التي تمثل عشرين بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي لاسبانيا ولم تتقبل فكرة تلقي مبالغ من الأموال أقل من تلك التي تدفعها للدولة "بميثاق ضريبي" جديد لكن مدريد لم تلب طلبها.

وقالت الناشطة في برشلونة ادا كولاو أن الأزمة لم تكن "اقتصادية" فقط، بل "مؤسساتية" و"ديموقراطية" مع "قضايا فساد تطال كل الأحزاب في كل الأراضي".

وأضافت هذه السيدة التي أسست حركة للدفاع عن الذين يطردون من منازلهم أن "الرغبة في التغيير" دفعت بالكثير من الكاتالونيين إلى حضن الاستقلاليين.

ورأت مورييل من حركة امنيوم إحدى أهم الجمعيات التي تقف وراء التظاهرات الكبيرة للمطالبة بالاستقلال أن "التغيير يحصل عبر تطهير وبناء بلد جديد"، واقترب ارتور ماس اليميني تدريجيا من الاستقلاليين حتى وصل إلى درجة قطع وعد باجراء استفتاء في 2012.

لكن مدريد لم تصغ، ونجحت حكومة راخوي مرتين في الحصول على قرار من المحكمة الدستورية بتعليق عمليات استفتاء تريد الرئاسة الكاتالونية تنظيمها.

لكن المدافعين عن الاستقلال لا تهمهم شرعية القرار، وقال المحامي الاستقلالي ريكارد جين أن "المطالبات بحق التصويت للمرأة كان في وضع غير قانوني أيضاً فهل كانت حركتهم شرعية؟".

وكتب على بيانات وزعت في برشلونة "يريدون اسكاتنا" و"حان الوقت، شاركوا" في التصويت.

أما المعارضون فيتحدثون عن عملية "غسل دماغ" خضع لها الكاتالونيون في أوج الأزمة ويعتبرون هذا التصويت مخالفاً للقانون والديموقراطية.

وقالت مرسيدس غارغايو التي تعارض التصويت "نحن اسبانيون وكاتالونيون لكن لا أحد يصغي إلينا".

back to top