إسرائيل ونظرية المؤامرة!
إسرائيل المستفيد الأول والأخير من الحالة الكارثية التي يعيشها العرب، ليس من حيث إنها آمنة ومحصنة سياسياً وشرعياً من الجهاد والمقاومة، بل أيضاً من حيث إنها باتت جزءاً من قواعد اللعبة الإقليمية وتكتيكاتها وأدواتها، فمنطقة الشرق الأوسط تشهد حروباً مستعرة شرق إسرائيل وغربها، شمالها وجنوبها، دون أن تخترقها رصاصة واحدة.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
المستفيد الأول والأخير من هذه الحالة الكارثية هو بالطبع إسرائيل، ليس من حيث إنها آمنة ومحصنة سياسياً وشرعياً من الجهاد والمقاومة، بل أيضاً من حيث إنها باتت جزءاً من قواعد اللعبة الإقليمية وتكتيكاتها وأدواتها، فمنطقة الشرق الأوسط تشهد حروباً مستعرة شرق إسرائيل وغربها، شمالها وجنوبها، دون أن تخترقها رصاصة واحدة، فكيف كان هذا التحول؟ وأين ذهبت أدبيات العرب وقرارات القمم والمؤتمرات؟ وأحلام الزعماء الجهابذة في مسح هذا الكيان الغاصب وإلقائه في البحر أين تبخرت؟هذه ليست دعوة إلى تجهيز الجيوش العربية أو إعلان النفير العام أو إصدار فتاوى الجهاد لتحرير فلسطين، فالعرب برموزهم ومشايخهم وأحزابهم الدينية وأموالهم وثرواتهم كانوا كالدمى، وأصيبوا بكل أمراض الجبن وضعف مناعة الغيرة والحياء طوال العدوان الأخير على شعب غزة لمدة شهرين متتاليين معظمها كان خلال شهر رمضان، وقد يكون التفسير السياسي وحتى انغماسهم في ذبح بعضهم ورقة التوت لتغطية عورتهم، ولكن أن تتحول إسرائيل إلى أداة وإلى حليف وإلى صديق في إذكاء هذا الخزي فهذا ليس له تفسير، ولعن الله نظرية المؤامرة التي نتهم دائماً بأننا نؤمن بها لتفسير ما ليس له تفسير، فقد قالها شمعون بيريز بأن إسرائيل لا تنعم بالأمن إلا عندما يقتل العرب بعضهم!