يريدون بقاء «داعش»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
الكل سمع وشاهد الأخضر الإبراهيمي، هذا الدبلوماسي المبدع والعروبي الكبير والمناضل الشجاع في ثورة المليون ونصف المليون الجزائرية العظيمة، وهو يقول لفضائية "العربية" في إطار حديث حول مهمته الدولية في العراق، بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003: "إن بعض المسؤولين العراقيين، بتوجيه من إيران، قد طلبوا من الأمم المتحدة ألا تبعث لهم مندوباً من قبلها لا عربياً ولا مسلماً سنياً"... وفي الحقيقة هذا التوجه هو الذي بقي يهيمن على هذا البلد العربي، وهو الذي وفرَّ لـ"داعش" البيئة التي يريدها والتي نما وترعرع فيها. كانت "المعادلة" التي اتفق المندوب الأميركي بول بريمر عليها مع العائدين من الخارج، من إيران تحديداً، التي لا تزال مستمرة ولا يزال العراق يُحكَم بها، هي أنَّ العرب السُّنة هم المهزومون، وأنهم صدام حسين ونظامه وحزبه، وأنه لابد من تهميشهم وتشريدهم وإخراجهم من الحياة السياسية العراقية نهائياً، وهذا هو ما حصل، ولا يزال يحصل حتى الآن، ويبدو أنه سيبقى مستمراً إلى أن يتم تمزيق هذا البلد وشرذمته وتقسيمه. لا يمكن التشكيك في رئيس الوزراء حيدر العبادي ولا في نواياه ولا في إخلاصه وحرصه على العراق وعلى تمتين علاقاته بأمته العربية، لكن المشكلة تكمن في أن القرارات المهمة والحاسمة ليست في يده، بل في يد قاسم سليماني ووكيله نوري المالكي، ولذلك فإننا رأينا كيف تم إقْحام ميليشيات "الحشد الشعبي" في معركة "تكريت" لترتكب كل هذه الجرائم البربرية التي ارتكبتها!ماذا يعني هذا...؟ إنه يعني دفع العرب السُّنة دفعاً إلى الاحتماء بتنظيم "داعش"، وإجبار أهل الموصل على التمسك بهذه المجموعات الإرهابية والاحتماء بها، ودفع العراق إلى التقسيم في النهاية، كما يعني أيضاً أن الذي يحكم هذا البلد العربي الآن هو إيران، وأن إيران هي التي "خلقت" هذا التنظيم الإرهابي من أجل هذه الغاية وهذه المهمة.