لكل فنان اهتمام وطريقة معينة في تحضير جديده، وإذا كان البعض يحرص على طرق أبواب كبار الشعراء والملحنين ليفوز بعمل غنائي متكامل ويضمن إقبال الجمهور عليه، يحرص البعض الآخر على المغامرة عبر التعاون مع شعراء شباب وملحنين يشقون طريقهم في الوسط الفني، إيماناً من هذا البعض بأن الشباب لديهم أفكار تتماشى مع العصر الحالي وتحاكي التغيرات الحاصلة في المجتمع، فضلا عن أنها ثورية ومتمردة حيناً وتحمل جديداً حيناً آخر...

Ad

في الأحوال كافة، يركز الفنانون على الصورة التي ستظهر فيها الأغنية ومدى تفاعل الناس معها، لذا لا  يجد كثر  مشكلة إذا تماشت افكار مواهب شابة مع أفكارهم ونجحت في إيصال رسالتهم، وإضافة جديد على مسيرتهم االفنية.

حول المعايير التي يختار المطربون  على أساسها الملحنين والمؤلفين، ومدى تعاونهم مع المواهب الصاعدة والجديدة، استطلعت الجريدة  آراء مجموعة من المطربين العرب.

عبدالله الويس

«أختار أعمالي وفق معايير فائقة الدقة والبحث، ولا أنفذ أي أغنية منفردة أو كليب إلا بعد دراسة تامة»، يؤكد الفنان عبدالله الويس موضحاً أنه تعاون في أعماله الأخيرة مع عناصر شابة، لافتاً إلى أن التعاون مع هؤلاء يعطيهم دفعاً معنوياً لتقديم مزيد من الأعمال والمشاريع الغنائية المميزة.

يضيف: «في البداية يجب أن أعترف بأنني أعشق التعاون مع الشباب لأنهم الفئة التي أنتمي إليها وأعلم تماماً المعايير التي يستخدمونها للتعاون مع الفنانين الآخرين، وأعتقد بضرورة التعامل مع الشباب  بطريقة مميزة كونهم سيتسلمون مشعل الغناء من الذين سبقوهم في هذا المجال».

يتابع: «التنويع مطلوب وأفضل التعاون مع  ملحنين وشعراء كثر، وهذا ما يجب أن يحدث حتى لا يقع المطرب في دائرة التكرار، فضلا عن أنني أعتمد، في غالبية الوقت، على جهودي الخاصة التي أستطيع من خلالها التعبير عما في داخلي بصورة واضحة، لذلك  الجمع بين التلحين والغناء أمر جيد بالنسبة إلى المطربين خصوصاً فئة الشباب».

أحمد المطوع

 

«من الصعب أن يحافظ الفنان على أدائه طوال مشواره في الوسط الفني، لذلك يجب أن يخوض تجارب ويحافظ على نفسه من خلال مجموعة من المعايير والعمل الجاد»، يوضح الفنان أحمد المطوع مؤكداً أنه ينوع في  خياراته وفي تعاونه مع الفنانين، ولا يركز على فنان واحد، لذلك علاقته مع الفنانين في الوسط الفني متميزة.

يضيف: «إذا وجدت أن  ثمة شخصاً ما يشبه أفكاري، على الفور أعمل معه سواء كان ملحناً أم شاعراً، ففي بعض الأحيان أجد لدى شخص ما لم يسبق ان تعاونت معه أفكاراً معينة لا أجدها لدى كثير من الشباب المميزين، من هنا أتعامل مع من يراودني بالأفكار ويشابهني بالخواطر».

يتابع: « يحاول الفنان الوصول إلى القمة دائماً من خلال التعاون مع ملحنين وشعراء كبار، وهذا أمر غير صحيح لأن كثراً من الملحنين والشعراء الشباب  يمتلكون أفكاراً عصرية بمستوى رائع يليق مع الشارع الغنائي في الوقت الراهن».

يشير إلى أنه لا يحب الاختلاط مع من يطالب بأجور مرتفعة ليتعاون معه، «لا تتعلق المشكلة بالمادة وإنما بالشخص نفسه، لأن من يطلب مبالغ هائلة لا يريد أن يقدم فناً من أجل الفن بل يعمل من أجل المادة».

قتيبة أسد

 

«في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد عودتي إلى الساحة الفنية، أحاول التعاون مع الشباب بشكل أكبر من الماضي»، يؤكد الفنان قتيبة أسد لافتاً إلى أن الفنان، إذا أراد الوصول إلى أعلى المراتب، عليه أن يعمل خطوة خطوة وألا يسبق الزمن وأن يبدأ من الصفر.

يضيف: «جميعنا بدأنا من الصفر، من النادر أن تجد أن ثمة  فناناً وصل إلى القمة بسرعة البرق، الأمر نفسه متعلق بالملحنين والشعراء، وبما أننا لم نصل إلى القمة مبكراً علينا البحث عن الشباب ومساعدتهم وعدم الاعتماد  على جيل الرواد  بشكل أكبر، لاختلاف الأغنية في السابق عما هي عليه في الوقت الحالي».

ينوَع قتيبة بين الملحنين والشعراء الشباب وجيل الرواد ويتعاون مع من يستطيع أن يصل من خلاله إلى الفكرة التي يريدها، ويتابع: «تجذبني أعمال ملحنين وشعراء شباب لذلك أتعاون معهم بين فترة وأخرى، كذلك لا يمكن أن أتخلى عن جيل الرواد، لأنهم مدرسة في الوسط الفني، ومن الضروري  التنويع والتوازن بين الطرفين. وبالنسبة إلي أحضر أعمالي الغنائية وفق معايير محددة، فلا أؤدي أي  أغنية إلا بعد دراسة واستشارة المقربين والذين لهم باع طويل في المجال الغنائي، السرعة والتسرع ليسا من صفاتي لذلك أنا مقلّ في الأعمال الفنية التي لها معايير أخرى كانت وراء تأخيرها».