تمكنت اللجان الشعبية الموالية للشرعية في اليمن من استعادة زمام المبادرة في مواجهة زحف المتمردين الحوثيين باتجاه المحافظات الجنوبية عامة، وفي عدن بشكل خاص، وفي حين أعلنت روسيا عن أسفها للتدخل العسكري، طالبت الصين بوقف إطلاق النار.

Ad

استردت اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي زمام المبادرة، وحققت تحولا في دفة القتال ضد المتمردين الحوثيين وقطاعات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح في محافظات الجنوب بشكل عام وفي عدن بشكل خاص.

وأشارت تقارير من المناطق الجنوبية إلى أن الأوضاع في العديد من المناطق انقلبت أمس ميدانيا لمصلحة اللجان الشعبية والقوى المناهضة للحوثيين وللرئيس السابق.

وتراجعت القوات الحوثية عن التقدم في كثير من المناطق والمديريات في محافظة شبوة، بعد تعرضها لهجمات عنيفة وتحولت من قوة مهاجمة ومتوسعة إلى قوة منكفئة.

وخسرت القوات الموالية للمتمردين في أبين بشكل شبه كامل مديرية لودر، غداة تعرضها لخسائر فادحة في منقطة العند، وخسارتها قاعدة العند العسكرية بسبب الضربات الجوية لـ«عاصفة الحزم» التي أنهت أمس يومها الـ13.

وفي عدن، لم تتمكن الجيوب الحوثية المدعومة من قوات الجيش الموالية للرئيس السابق من التحرك من مواقعها، وانسحب المتمردون من أحياء سكنية كانوا دخلوها أمس الأول على أطراف العاصمة المؤقتة.

حشود عسكرية

في غضون ذلك، أعلنت مصادر أمس أن حشود قبلية وعسكرية موالية لهادي بدأت الزحف نحو مدينة عدن من المحافظات المجاورة مدعومة بطائرات تحالف «عاصفة الحزم».

وأكدت المصادر أن الحشود ستدخل عدن من محورين؛ شرقي وشمالي، وأن الحشود المدعومة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة قادمة من محافظة أبين ولحج المجاورتين لمدينة عدن.

في السياق، قصفت طائرات تحالف «عاصفة الحزم» ظهر أمس قاعدة عسكرية لوحدات الدفاع الجوي وأماكن لإقامة الجنود يسيطر عليها الحوثيون في مدينة إب وسط البلاد، حيث أصيب قائد القاعدة التي تبعد 160 كيلومترا جنوبي صنعاء.

الوضع الإنساني

إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أن الوضع الإنساني في اليمن صعب جدا و»كارثي على أقل تقدير» في مدينة عدن التي ينقصها الغذاء والماء، وخصوصا اللوازم الطبية والجراحية، مشيرة إلى أن «الجثث لا تزال ممددة في الشوارع العاصمة المؤقتة التي تشهد قتال في كل زاوية»، بينما «يتعرض عمال الهلال الأحمر للقنص عند محاولتهم انتشالها».

في السياق، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن 540 شخصا قتلوا من بينهم 74 طفلا وأصيب 1700 بجروح في اليمن منذ 19 مارس وحتى أمس الأول، مشيرا إلى أن المنظمة تعتبر عدد الأطفال القتلى أعلى بكثير.

وأعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس، في بيان، أن 100 ألف يمني هجروا منازلهم هربا من الموت منذ بدأت عمليات «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين.

نقاش باكستاني

في هذه الأثناء، مدد البرلمان الباكستاني نقاشه الذي بدأ أمس الأول بشأن مشاركة بلاده في «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين المدعومين من إيران خلال جلسة عقدها أمس.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال مشاركته في جلسة البرلمان، أمس، إن بلاده «ليست على عجلة من أمرها» لاتخاذ قرار حول مشاركتها في «عاصفة الحزم»، مؤكدا أنه يجب ضم إيران الى حوار بشأن الأمن في اليمن، مضيفا أنه يجب «إعادة تقييم سياسة إيران في اليمن إذا كانت صحيحية أم لا».

وبينما لم يتحدث أي عضو في البرلمان الباكستاني تأييدا للتدخل العسكري، طالب زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ، اعتزاز أحسن، الحكومة بأن توضح موقفها متسائلا: «ماذا يعني (وزير الدفاع) خواجة آصف بقوله انتهاك سلامة أراضي السعودية وبالرد القوي من باكستان؟ إذا كانت الحكومة تريد إرسال قوات إلى اليمن أو السعودية ماذا سيكون تفويضها على وجه التحديد؟».

من جانب آخر، من المنتظر أن يبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارة رسمية إلى باكستان اليوم.

مجلس الأمن

من جهة أخرى، من المنتظر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار تقدم به مجلس التعاون الخليجي بشأن الأزمة اليمنية.

ويشدد القرار الذي تقدمت به دول مجلس التعاون رسميا إلى المجلس الدولي ليتم طرحه للتصويت تحت الفصل السابع على أهمية الالتزام بالمبادرة الخليجية، ويطالب الحوثيين بوقف جميع أعمال العنف، إضافة إلى التخلي عن جميع الأسلحة التي استولوا عليها من الدولة، والامتناع عن أي استفزاز أو تهديد للدول المجاورة.

ويتضمن المشروع 20 فقرة إجرائية. وفي حال التزام الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس السابق بتنفيذ مشروع القرار إذا تم تمريره فإن مجلس الأمن سيطالب جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. أما إذا رفضت الميليشيات وصالح فإنه ووفقاً لمشروع القرار سيتم فرض مزيد من العقوبات على المتمردين.

وتبدو فرص تمرير القرار قوية مع تأييده من قبل معظم دول المجلس المكون من 15 عضوا، لكن روسيا تبدو مترددة حيال التصويت لمصلحة القرار بسبب سعيها إلى تقديم مشروع قرار آخر بشأن اليمن.

أسف روسي

وكانت روسيا أعربت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أمس الأول عن «خيبة أملها» للعملية العسكرية التي يقودها تحالف «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين من دون تفويض من الأمم المتحدة.

وقال لافروف إن «على الحوثيين أن يوقفوا عملياتهم في جنوب اليمن (...) وعلى التحالف أن يوقف غاراته الجوية».

وفي وقت لاحق تحدث لافروف هاتفيا مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بشأن الوضع في اليمن، وفق بيان للخارجية الروسية التي قالت إن الاتصال جرى «بمبادرة سعودية».

في سياق قريب، عبّرت وزارة الخارجية الصينية، أمس، عن مساندتها لدعوات بوقف إطلاق النار في اليمن، بعد أن طلبت روسيا والصليب الأحمر بوقف العمليات العسكرية للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين.

(صنعاء، عدن - رويترز، د ب أ، أ ف ب)

هادي يلتقي نائب وزير الخارجية الأميركي في الرياض

التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في العاصمة السعودية الرياض.

وأعلنت السفارة الأميركية في الرياض، على موقعها الرسمي في «تويتر»، أن هادي التقى بلينكن في العاصمة السعودية التي يقيم فيها منذ بدء التمرد الحوثي الزحف باتجاه محافظة عدن جنوبي اليمن. ولم تفصح السفارة عن تفاصيل اللقاء الذي يأتي في وقت تنفذ دول تحالف «عاصفة الحزم» عمليتها بقيادة السعودية وتستهدف مواقع عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومواقع تتمركز فيها الجماعة الحوثية المسلحة.