* البحرية السعودية تجلي عشرات الدبلوماسيين * إنقاذ طيارين بعد سقوط طائرتهما في البحر الأحمر نتيجة عطل

Ad

* صالح يناور ويطلق مبادرة * الفوضى تجتاح عدن * خطف 100 طالب سلفي وأنباء عن أسر طيار سوداني

في اليوم الثالث من عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، قصفت طائرات التحالف العربي بكثافة اليوم مواقع المتمردين الحوثيين في صنعاء.

وشهدت العاصمة اليمنية التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية منذ سبتمبر 2014 انفجارات مدوية لليلة الثالثة على التوالي، حيث بدت الغارات الأكثر كثافة منذ بدء العملية العسكرية الخميس الماضي.

واستهدفت الغارات الجوية بطاريات صواريخ في مطار صنعاء ومواقع عسكرية شرق صنعاء وغربها وجنوبها، وتمكنت من تدمير عدد كبير من الصواريخ الباليستية "21 صاروخ سكود" التي تقع تحت السيطرة الحوثية.

وتشارك في "عاصفة الحزم" أربع دول خليجية هي الإمارات والبحرين وقطر والكويت إلى جانب مصر والسودان والمغرب.

قصف تعزيزات

ولاحقاً، قصفت مقاتلات التحالف العربي صباح اليوم تعزيزات عسكرية للحوثيين كانت متجهة من أبين إلى مدينة عدن في جنوب البلاد.

وأوضحت مصادر أن ضربات التحالف أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين الحوثيين والموالين لهم من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

هجوم بحري

في هذه الأثناء، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي "اللجان الشعبية" الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وجماعة الحوثيين بالقرب من ميناء عدن، وذلك بعد رسو سفينة تقل 200 حوثي في إطار محاولتهم للسيطرة على المدينة التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة لليمن.

وقالت مصادر حكومية إن "الاشتباكات اندلعت عند رصيف شركة أحواض السفن الحكومية، وهو المكان الذي حاول الحوثيون الدخول منه بعد وصول السفينة القادمة من محافظة الحديدة الساحلية".

فوضى في عدن

من جهة أخرى، تزداد حالة الفوضى أكثر فأكثر في عدن بعد تمدد الاشتباكات بين المتمردين وأفراد "اللجان الشعبية" المعادية للحوثيين في عدد كبير من الأحياء في وقت تفرض "اللجان الشعبية" حظرا للتجوال وتقطع الطرق باستخدام حجارة.

وقال شهود إن "انفجارات هزت أكبر مستودع للأسلحة في عدن اليوم وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان من المجمع القريب من ممتلكات سكنية وتجارية".

وأفادت مصادر طبية بمقتل 54 شخصاً في الاشتباكات بعدن خلال الأيام الثلاثة الماضية من بينهم ثمانية أشخاص قتلوا في حرم مطار عدن.

إجلاء دبلوماسيين

في سياق متصل، أجلت البحرية السعودية عشرات الدبلوماسيين السعوديين والعرب والأجانب من عدن إلى مدينة جدة على البحر الأحمر في عملية أطلقت عليها "الإعصار".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن "عملية الإجلاء تمت صباح الأربعاء وبلغ عدد من تم إجلاؤهم 86 شخصا" على متن سفينتين، موضحة أن عملية الإجلاء جرت "بمشاركة الطيران البحري وعناصر من وحدات الأمن الخاصة".

أسر طيار

في المقابل، نشرت الميليشيات الحوثية مضادات طائرات في أحياء سكنية وفوق أسطح مبان بالعاصمة وأعلنت عن إسقاط طائرة في منطقة بني حشيش شمال صنعاء وأسر قائدها، وقالت إنه يحمل الجنسية السودانية.

ستة أشهر

إلى ذلك، أعلن مسؤولون دبلوماسيون من الخليج أن "عاصفة الحزم" يمكن أن تستمر فترة تصل إلى ستة أو خمسة أشهر، وقالوا إنهم يتوقعون ردودا إيرانية بشكل أعمال إرهابية لزعزعة استقرار المنطقة، وخصوصا البحرين والمنطقة الشرقية بالسعودية.

وندد مسؤول خليجي بـ"الدعم اللوجتسي والعسكري" الذي تقدمه طهران للحوثيين، قائلا إنه بحسب التقديرات "هناك 5 آلاف إيراني وعناصر من حزب الله (اللبناني) وميليشيات عراقية (موالية لطهران) على الأرض في اليمن".

وقال دبلوماسيون في الخليج إن السعودية وحلفاءها قرروا الرد ضد الحوثيين حين أظهرت صور الأقمار الاصطناعية في نهاية يناير تحريك صواريخ سكود نحو شمال الحدود السعودية مع قدرة يمكنها أن تبلغ الأراضي السعودية.

تحرك بري

وفي وقت سابق، ومع تزايد الجدل بشأن توسع الحملة العسكرية لتشمل أعمالا برية بالإضافة إلى الغارات الجوية، أكد الناطق باسم "عاصفة الحزم"، العميد أحمد العسيري، في اليوم الثاني للعملية أن قوات التحالف استهدفت بطائرات الأباتشي والمدفعية، تحركات برية للميليشيات الحوثية على الحدود اليمنية - السعودية.

خطف سلفيين

في موازاة ذلك، اختطفت الميليشيات الحوثية بمساندة قوات أمنية 100 طالب سلفي في صنعاء وتم نقلهم إلى جهة مجهولة.

وقال مصدر لوكالة الأنباء الألمانية إن "الطلاب المختطفين هم ممن تم تهجيرهم مطلع العام الماضي من منطقة دماج في محافظة صعدة بعد مواجهات بين سلفيين وحوثيين هناك".

دعم غربي

دولياً، أعلنت عدة دول غربية من بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا دعمها أمس لتدخل التحالف العربي في اليمن، وأكدت الولايات المتحدة حليفة الرئيس هادي في مكافحة الإرهاب، دعمها لعملية "عاصفة الحزم" بعد أن أعلنت عن تقديم دعم لوجستي.

واتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وأكد له دعم واشنطن للعملية العسكرية من أجل التوصل لاستقرار مستديم في اليمن ترعاه الأمم المتحدة وتشارك فيه كل الأطراف كما تنص عليه مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.

إنقاذ أميركي

وفي إطار الدعم اللوجستي، أنقذت القوات الأميركية ليل الخميس - الجمعة طيارين سعوديين من مياه خليج عدن بعدما قفزا من طائرتهما الحربية، وهي من طراز اف-15، قبالة سواحل اليمن. وأكدت الرياض ان الطيارين أنقذا "بالتعاون مع الجانب الأميركي"، مشيرة إلى أن الحادث نجم عن إصابة الطائرة بـ"عطل فني".

مبادرة صالح

على صعيد آخر، دعا الرئيس اليمني السابق المتحالف مع الميليشيات الحوثية، مساء أمس إلى وقف العمليات العسكرية الجارية واستئناف الحوار بين فرقاء اليمن برعاية الأمم المتحدة في الإمارات أو في أي من مقرات الأمم المتحدة.

وقال في البيان، انه يدعو إلى "وقف كل الأعمال العسكرية فورا من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية الشقيقة وبالتزامن مع ذلك وقف العمليات العسكرية فورا من قبل الحوثيين وميليشيات هادي وتنظيم القاعدة".

حظر أسلحة

من جهة ثانية، قال سفير السعودية لدى الأمم المتحدة أمس عبدالله المعلمي، إن "دول الخليج العربية تتفاوض مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بشأن مسودة قرار يتعلق باليمن، ومن شأنه فرض حظر على إرسال أسلحة إلى الجماعات التي تفسد عملية السلام والعملية السياسية".

(صنعاء، عدن - أ ف ب، د ب أ، رويترز)