سربت اللجنة الفنية باتحاد كرة القدم بإيعاز من مجلس إدارة الاتحاد إلى وسائل الإعلام المختلفة مقترحاً تدرسه في الوقت الراهن لتفعيله في المستقبل القريب، وربما في الموسم المقبل.

Ad

ومفاد المقترح تقليص عدد المحترفين في الأندية الكويتية، لإتاحة الفرصة للاعبين الوطنيين لإبراز مواهبهم، وبالطبع ترى اللجنة  الفنية في مقترحها أن المحترف الأجنبي يقلص فرص مشاركة اللاعبين المحليين مع أنديتهم، ما يجعل مردود هذا على المنتخب الوطني الأول سلبياً جداً.

وبعيداً عن مقترح اللجنة الفنية، فإن دولاً مثل مصر والسعودية والإمارات وعمان وقطر وتونس والمغرب والجزائر، ليست لديها نية في الوقت الراهن لتقليص عدد محترفيها بل ربما تزيد العدد.

وبعين مجردة وحيادية تامة استطلعت «الجريدة» آراء عدد من الخبراء والمدربين واللاعبين حول هذا المقترح، لمعرفة إيجابياته وسلبياته على حد سواء، دون أن توجه أحداً، لإطلاع القارئ على مدى استفادة الكرة الكويتية من هذا المقترح أو الأضرار التي ستلحق بها في حال تطبيقه، وفي ما يلي التفاصيل:

أكد أمين السر في النادي العربي عبدالرزاق المضف ان توجه الاتحاد مرفوض وسلبي وسيعود بالكرة الكويتية الى الخلف، وسيؤدي إلى تراجع كبير في مستوى الرياضة الكويتية مستقبلا، ويجب على اتحاد الكرة متابعة الاتحادات العالمية الناجحة التي تعتمد اعتمادا كليا على المحترفين، والتعلم منها لا مخالفتها في ما لا يخدم الكرة الكويتية بشكل عام.

وقال المضف إن «وجود المحترفين في الاندية الكويتية ليس له تأثير سلبي على المنتخب الاول، بل يفيد اللاعبين المحليين بشكل كبير من خلال نقل الخبرات إليهم»، لافتا إلى أن «السبب الرئيسي في سوء نتائج منتخبنا الوطني يرجع إلى سوء اختيار اللاعبين في الاندية، وإذا أردنا بناء منتخب قوي فيجب تطبيق حسن الاختيار والمساواة على جميع الاندية لا اختيار لاعبين معينين أكل الدهر عليهم وشرب ولم يقدموا اي انجازات في البطولات الماضية».

وأضاف «يجب اعطاء الفرصة لجميع اللاعبين لإثبات قدراتهم للحصول على أحقية انضمامهم الى المنتخب الوطني، كما رأينا في وقت سابق اختيار اللاعب فتحي كميل من نادي التضامن لتمثيل المنتخب الوطني، وعدم التركيز على ناد أو ناديين لاختيار التشكيل الاساسي للمنتخب الوطني».

وأشار إلى أن هناك بعض الاندية لا تستطيع ان تتعاقد مع محترفين، وهذا لا يعطي الاتحاد الحق في فرض جلب محترفين للأندية، فمن يستطيع جلب محترف فله كل الحرية ومن لا يستطع فعليه الاعتماد على اللاعبين المحليين فقط، وعدم تكرار التجربة التي لاقت فشلا ذريعا في تقليص اعداد المحترفين في كرة الطائرة والسلة، والتي ساهمت في هبوط مستويات أنديتنا وبطولاتنا المحلية».

واختتم المضف حديثه بأنه يجب على اتحاد الكرة التراجع عن هذه الفكرة وتدارك الأمر.

الحسيني: جلب محترفين أكفاء

 قال نجم المنتخب الأول ونادي كاظمة السابق أيمن الحسيني إنه من غير البديهي أن يتم التعاقد مع أربعة محترفين، في حين لا يسمح الاتحاد إلا بمشاركة ثلاثة فقط منهم في المباريات، مضيفاً، للأسف الشديد، 80 في المئة من المحترفين الذين تتعاقد معهم الأندية مستواهم أقل من مستوى اللاعبين المحليين، وهذا الأمر يرجع إلى الميزانية الضعيفة التي يتم تحديدها للتعاقد مع محترفين.

وأشار الحسيني إلى أن المحترفين يأتون للكويت من أجل السياحة فقط دون تقديم جديد للكرة الكويتية، وعدد صغير منهم يستفيد منه اللاعبون المحليون، لافتا إلى أن هناك اقتراحا يُفضَل العمل به، وهو التعاقد مع محترفَين فقط بنفس سعر المحترفين الأربعة، ما يدفع الأندية إلى جلب محترفين أكفاء، يستفيد منهم اللاعبون المحليون، مبيناً أن اقتراحه سببه مادي في المقام الأول.

وأوضح أن الحديث عن المقترح الخاص بتقليص عدد المحترفين لا يعد علاجا لمشاكل الكرة الكويتية التي باتت مزمنة، ويصعب حلها، بل هو من أحد المسكنات التي يتم اللجوء إليها.

وأضاف أن «اللاعب المحترف يجب ألا يكون محترفاً داخل البساط الأخضر فحسب، بل وفي كل مناحي حياته، بمعنى الأكل بنظام، والنوم المبكر، والتدريب بنظام والسلوك الجيد، والتصرفات المتزنة داخل المستطيل الأخضر وخارجه».

وطالب الحسيني القائمين على الكرة بأن يولوا اهتمامهم للناشئين، مشيرا إلى أن «هذا هو الخيار الأوحد والأمثل والمتاح لدينا في الوقت الراهن، وهذا لن يحدث إلى بزيادة الميزانية المخصصة للناشئين».

الشمري: مقترح غير مقنع

من جهته أكد مدرب المنتخب الأولمبي السابق والصليبيخات ماهر الشمري، أنه يتعين على اتحاد الكرة واللجنة الفنية قبل إقرار المقترح والموافقة عليه عقد أكثر من اجتماع مع جميع مدربي الأندية، للوقوف على سلبيات وإيجابيات المقترح، ومن ثم يتم تفعيله او التراجع عنه.

وقال الشمري «أنا غير مقتنع بهذا المقترح على الإطلاق لعدم جدواه، كما أن كل دول العالم تجلب لاعبين من الخارج، ومع ذلك يعملون على تقليص عدد المحترفين، حتى الدول التي قررت في وقت سابق سريعاً ما تراجعت عن قرارها».

وأضاف أن «اللاعب الكويتي هو من يتعين عليه الارتقاء بمستواه أولا قبل الاتحاد أو النادي، فهو مطالب بالقتال من أجل الحصول على فرصته للدخول في التشكيل الأساسي، ومطالب أيضاً بالقتال للتأكيد على موهبته، واستحقاقه للعب».

ولفت إلى أن الكلام عن ندرة المهاجمين في الوقت الراهن، ليس سببه اللاعب المحترف، فالسبب الأول في هذا الشأن يرجع إلى الأندية، التي لم تجهز مهاجميها بالشكل الأمثل، والكلام على تقليص العدد بسبب المهاجمين، فهذا يمكن تلافيه بالتعاقد مع مهاجمين فقط.

العدواني: ما ذنب الأندية؟

أما مدرب النصر ظاهر العدواني فيرى أن وجود اللاعبين المحترفين في الملاعب الكويتية أمر لا بد منه، خصوصاً أن عددا كبيرا جداً من الأندية يعاني بقوة على المستويين الفني والبدني في ظل وجود المحترفين، متسائلاً: «كيف سيكون الحال عندما يتم تقليص عددهم؟».

وأضاف أن «هناك أندية اشترت لاعبين بمبالغ طائلة، فما ذنب هذه الأندية في الخسارة التي ستحل بها في حال تفعيل المقترح، كما أن أندية أخرى من بينها النصر تعاقد مع لاعبين مدة عام ونصف العام، فهل المطلوب من هذه الأندية التخلي عن لاعبيها بهذه السهولة بحجة الارتقاء بمستوى اللعبة؟».

وزاد متسائلاً»: «ما هو ذنب الأندية التي تشارك في البطولات القارية والعربية والخليجية؟، ولماذا تفقد أحد أهم مبادئ كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة؟»، لافتا إلى أن المقترح سيحرم الأندية الكويتية من محترفيها في حين ستكون صفوف المنافسين مدججة بمحترفين أكفاء.

وشدد على أن تقليص عدد المحترفين لن يحل مشكلة الكرة الكويتية، ولن يرتقي بها، وهذا ما ستثبته الأيام، هناك حلول أخرى، يجب على الاتحاد الاستماع إليها.

وأشار العدواني في ختام كلامه إلى أن «النادي لا يشتري محترفا إلا إذا كان في حاجة ماسة إليه، ولا يشتري محترفين إلا لسد المراكز الشاغرة فقط، ومن المؤكد أنه ليس هناك ناد يجلب محترفين لمجرد وجودهم في صفوفه».

علي: أتمنى زيادة العدد

بدوره، قال لاعب المنتخب ونادي الكويت وليد علي إن تقليص عدد المحترفين له سلبيات وإيجابيات، موضحاً أن السلبيات تتمثل في غياب المنافسة الحقيقية بين اللاعبين المحليين والمحترفين، لاسيما أن وجود المحترفين يجعل اللاعب المحلي يبذل جهودا مضاعفة للحصول على فرصته، أما الايجابيات فتتمثل في اكتشاف أكبر عدد من اللاعبين المحليين في مراكز مختلفة.

وأشار علي إلى أنه بالنسبة له يفضل زيادة عدد المحترفين إلى 5 أو 6 لا أربعة فقط، خصوصاً أن نادي مثل نادي الكويت برجالاته ومجلس إدارته وإمكانياته الهائلة قادر على جلب محترفين على أعلى مستوى.

وأضاف أن «مسؤولي الأبيض عندما يشترون محترفا من أصحاب الأسماء الرنانة بمبالغ طائلة، ولم يقدم هذا المحترف المردود المنتظر منه، يتم إنهاء عقده بالتراضي بين الطرفين، وهذا أمر رائع، ويعني الكثير بكل تأكيد».

وواصل كلامه قائلاً: «إنهاء عقود المحترفين بالتراضي يؤكد أن النادي لا يبحث إلا عن المحترف الذي يرتقي بالمستوى الفني للفريق، ومن ثم استفادة اللاعبين المحليين».

إبراهيم: النادي في حاجة للمحترفين

من جانبه، أكد مدرب نادي الكويت ومدرب المنتخب الوطني السابق محمد إبراهيم، ان التوجه يحمل في طياته أمورا ايجابية واخرى سلبية، لأنه يخدم المنتخب الوطني الأول فقط، ولا يخدم الأندية المحلية، موضحا أن الاتحاد اجتمع مع المدير الفني للمنتخب الوطني نبيل معلول الذي طلب هذا التوجه بعدما أكد أن العدد الكبير للمحترفين في الأندية لا يخدم الكرة الكويتية بشكل عام.

وأضاف إبراهيم أن المحترفين يعتبرون إضافة كبيرة للأندية التي تشارك في البطولات الخارجية، لأنها ستواجه أندية قوية ومحترفة تمتلك 4 محترفين على مستوى عال، مشيرا إلى أن الاتحاد درس مصلحة المنتخب الوطني فقط من خلال إعطائه الدعم للاعبين المحليين ولم يدرس مصلحة الأندية.

وذكر: «على سبيل المثال، نادي الكويت كان يمتلك في مشواره الماضي محترفين مميزين وشارك في بطولات خارجية كثيرة، كان المحترفون إضافة كبيرة للفريق بعد تحقيقه العديد من الانجازات المحلية والآسيوية، كذلك نجد نادي السالمية الذي يمتلك محترفين على مستوى عال في الفترة الحالية وإذا تم تقليلهم فسيقل بالتأكيد عطاء الفريق».

واختتم إبراهيم حديثه بأنه «في حال شارك النادي في دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي وبطولات مجلس التعاون الخليجي، فانه سيكون في أمس الحاجة إلى المحترفين ضمن صفوفه، خصوصا أن النظام المحلي لا يطبق نظام الاحتراف الذي يدعم اللاعب المحلي»، مؤكدا أن القرار يخدم المنتخب الأول ولا يخدم الأندية المحلية.

دهيليس: التوجه ليس له أساس

أكد مدرب نادي السالمية محمد دهيليس أن هذا التوجه الذي يتجه الاتحاد الكويتي إلى تطبيقه قرار ليس له أساس، لأن جميع الاندية والاتحادات المحيطة والقارية تعتمد نظام الـ3 محترفين إضافة إلى محترف رابع آسيوي في أنديتها، ومن الغريب ان يأتي الاتحاد الكويتي ليخالف لوائح هذه الاتحادات الناجحة دون أساس أو منطق.

وأضاف دهيليس أن الاندية التي تمتلك القدرات المادية، بعكس بقية الاندية المحلية، ستكون الاكثر تضررا في حال تم تطبيق هذا التوجه، حيث انهم يتعاقدون مع المحترفين بعقود طويلة لا تقل عن 3 سنوات، لا سنة واحدة، حيث ستضطر هذه الاندية لإنهاء عقودها مع المحترفين ودفع مبالغ مالية كبيرة، أو أنها ستلجأ إلى دفع مرتبات المحترفين دون مشاركتهم مع الفريق للالتزام ببقية العقد الموقع.

وأشار إلى أن وجود محترفين ذوي مستوى عال مع الفرق المحلية سيعطي اللاعبين الشباب الذين يحتكون مع هؤلاء المحترفين في التدريبات والمباريات خبرة كبيرة، من خلال الاحتكاك بين اللاعبين في الفريق الواحد.

وتابع «على الاتحاد أن يجد البدائل في حال أراد مصلحة الكرة الكويتية، وذلك من خلال السعي إلى فتح الاحتراف في الاندية ما سيتيح الاختيار الجيد في عناصر المنتخب، بالإضافة الى ايجاد خطط مدروسة يضعها لرفع مستوى الكرة الكويتية بوجه عام، والابتعاد عن مثل هذه التوجهات التي ليس لها أساس، ومصيرها الفشل سواء للأندية او المنتخبات».

المشعان: فكرنا في المقترح

وحول المقترح علق المدرب المساعد للشؤون الفنية للمنتخب الأول الدكتور محمد المشعان قائلاً: «الجهاز الفني فكر في هذا الأمر في وقت سابق، ومن المؤكد أن اللجنة الفنية ستفكر في المقترح وتختار وستتخذ قرارها الذي سيصب في مصلحة الكرة».

وأضاف المشعان: «من وجهة نظري الشخصية تقليص عدد المحترفين ليس هو الحل الأمثل، فالمقترح لابد له من دراسة وافية، وهناك بعض الدول التي نفذت المقترح ذاته ونجحت، وهناك دول أخرى تعتمد بشكل أساسي على المحترفين مثل إيطاليا التي حصد منتخبها الأول بطولة كأس العالم أربع مرات، وأرى أن هناك حلولا أخرى تتمثل في تقليص عدد اللاعبين في قوائم الأندية كي تتاح الفرص لانتقال اللاعبين إلى أندية أخرى، ومن ثم المشاركة بشكل دائم».

السلامة: تقليص العدد

من جهته، قال لاعب المنتخب الوطني الأول ونادي القادسية السابق خلف السلامة، إن شكل البطولات المحلية الحالية وعدم المشاركة في دوري أبطال آسيا، يتطلب تقليص عدد المحترفين إلى محترفَين فقط.

وأضاف السلامة أن «المحترفين في الكويت باستثناء اثنين منهما أو ثلاثة على أقصى تقدير مستواهم أقل من مستوى اللاعب المحلي، لذلك علينا منح الفرصة للاعبين المحليين من أجل صقلهم وتنمية مهاراتهم».

ولفت إلى أن الإبقاء على عدد المحترفين كما هو دون تقليص يجب أن يتم في حال واحد هو الارتقاء بمستوى البطولات المحلية والمشاركة في دوري أبطال آسيا، مطالباً جميع الأندية بالبحث عن محترفين أكفاء على غرار الذين تتعاقد معهم الأندية في دول الخليج العربي والدول العربية في شمال إفريقيا.