تتجه الأنظار اليوم إلى ما سيقوله الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد تمكن الحزب من الثأر لعملية القنيطرة والكوادر الذين خسرهم، من خلال استهداف موكب عسكري إسرائيلي أمس الأول.

Ad

وذكرت مصادر متابعة أن كلام نصرالله سيركز على «مسألة قواعد الاشتباك وتنظيمها مع ترك هوامش للطرفين في حال اللجوء إليها. وسيقدم معادلة رياضية ستدقق القيادة الإسرائيلية جيدا في مضمونها منعاً لتكرار عملية القنيطرة».

وكانت القرى الحدودية في جنوب لبنان استعادت الهدوء بعد يوم أعاد لذاكرتهم مشاهد حرب تموز بسبب الخوف من تفاقم الوضع، تجلى بإقفال بعض محطات البنزين والافران إضافة الى المدارس. إلا أن الحياة عادت إلى طبيعتها أمس، اذ فتحت المدارس مجددا وعاد المزارعون الى الارض حتى المحاذية للحدود.

ورغم استمرار تحليق طائرة الاستطلاع من دون طيار في اجواء المنطقة منذ بدء العملية يوم امس الأول بشكل متواصل وعلى علو منخفض وخرق الطيران الحربي الاسرائيلي الاجواء ايضا، فقد لوحظ غياب التحركات العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود.

وكان لافتا ما كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنّ «حزب الله لا يريد التصعيد وزيادة التوتر على الحدود الشمالية، مستندةً بذلك إلى رسالة وصلت إلى القيادة العسكرية في إسرائيل ليل الأربعاء - الخميس عبر قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل».

ولفتت الصحيفة إلى أنّ «رئيس بعثة اليونيفيل القائد العام الجنرال الإيطالي لوسيانو بورتولانو نقل رسالة من حزب الله إلى إسرائيل الليلة الماضية (قبل الماضية)، أكّد خلالها الحزب أنّه لا يريد التصعيد»، مضيفة: «نقل بورتولانو أنّ ردّ حزب الله أتى انتقاماً لغارة القنيطرة التي سقط فيها شهداء للحزب أبرزهم جهاد عماد مغنية ومسؤولون إيرانيون بينهم ضابط كبير، مؤكدا أنّ عملية شبعا بنظر الحزب هي العين بالعين والسن بالسن وهو غير معني بالتصعيد».

وبحسب الرسالة، فإنّ «حزب الله قصف هدفه دون اجتياز الخط الأزرق، لعدم السماح لإسرائيل باكتساب شرعية دولية أو الحصول على أي ذريعة لشنّ هجومٍ موسّع».

«14 آذار»

إلى ذلك، أشارت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» إلى أن «عملية مزارع شبعا أمس (الاول) تجعلنا نسأل: من يقرر السلم والحرب وهل مصلحة اللبنانيين مرهونة بحسابات إيران وإسرائيل وسورية؟».

وتلا منسق الأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد البيان التالي، في ختام اجتماع استثنائي عقدته في مقرها في الأشرفية: «ناقشت الامانة العامة لقوى 14 آذار أحداث البارحة، وأكدت بكامل أعضائها أن لبنان لا يحكم عبر موازين قوى تفرضها دوائر القرار الإقليمية والسلاح غير الشرعي، إنما يحكم بالقانون والدستور والمؤسسات الشرعية وعكس ذلك لن يكون لبنان».

وأضاف البيان: «تابعت الامانة العامة التطورات الأمنية والعسكرية الخطيرة والمقلقة التي شهدتها المنطقة الجنوبية من لبنان، والتي بدأت مع استهداف حزب الله دورية إسرائيلية داخل مزارع شبعا وانتهت باستهدافٍ اسرائيلي للأراضي اللبنانية في كفرشوبا والمجيدية وغيرهما، والتي ذهب ضحيتها جندي إسباني سقط شهيدا دفاعا عن الشرعيتين اللبنانية والدولية المتمثلة بالقرار 1701».

وتابع: «ترى الأمانة العامة أن ما حصل يتجاوز الجدل القانوني حول أحقية أو عدم أحقية حزب الله في القتال داخل أراض متنازع عليها، ويتجاوز الكلام التقني حول الخط الأزرق، ويدخل في صلب سؤالٍ يطرحه اللبنانيون على أنفسهم منذ عام 1969: من يقرر السلم والحرب في لبنان؟ وهل حصرية الدولة للسلطة والسلاح ضرورية أو لا، وهل مصلحة اللبنانيين وأرزاقهم واقتصادهم وأمنهم مرهونة بحسابات إيران وإسرائيل وسورية؟».

وقال إن «اللبنانيين مدعوون إلى الوقوف وقفة واحدة خلف حكومتهم ومطالبتها بالدفاع عنهم، والإمساك بمصالحهم وبقرار الحرب والسلم، ولا يجوز أن يتحكم حزب الله بأرزاقنا ومصالحنا وكأننا غير موجودين في لبنان».

وختم: «ينبغي التذكير مجددا بالقرار 1701، وهو القرار الذي وقعه حزب الله في كل البيانات الوزارية من عام 2006 حتى اليوم، وهذا القرار ينص بوضوح: أنه لن تكون هناك أسلحة أو سلطة في لبنان غير اسلحة الدولة اللبنانية وسلطتها».

«أو تي في» تحوِّر تصريحاً لستريدا

لم تسكت النائبة في حزب «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع على المشهد الذي التقطته محطة «او.تي.في» لها في مجلس النواب، والتي تظهر فيه متمتمة: «ولعت بالجنوب؟ إنشالله يا رب»!، وذلك تعليقاً على خبر عملية شبعا في الجنوب اللبناني.

وأشارت مصادر إلى أن ما نشر فيه تحريف واجتزاء لكلام جعجع، مستبعدة أن تؤثر هذه اللقطة على الحوار الدائر بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، في وقت كان التعاطي الإعلامي بين الفريقين اتخذ منحى متسماً بالهدوء وعدم التجريح.

وأصدر المكتب الإعلامي لجعجع البيان التالي: «تأسف النائبة ستريدا جعجع لتحوير وسيلة إعلام مرئية مقطعاً من حديثها مع الصحافيين بالأمس في مجلس النواب واستعماله لأهداف مشبوهة، مستغربةً كيف انتشر مقطع فيديو بعنوان: ولعانة بالجنوب؟ إنشالله يا رب، والذي هو محوّر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة اشتعال النار في الهشيم، في محاولة لتصوير جعجع كأنها تؤيد الاعتداء الإسرائيلي على جنوب لبنان».

وأوضح البيان أنه «حين كان النواب بالأمس ينتظرون في القاعة العامة، دخل الصحافيون للتصوير والتغطية كالعادة. قامت الإعلامية دنيز رحمة فخري بإلقاء السلام والتحية على جعجع من على الشرفة وقالت لها: الأوضاع في الجنوب تتطور. فأجابت جعجع: إن شالله يا رب ما يصير شي. عندها قالت رحمة فخري: يقولون إن عدد القتلى بلغ الـ17. فسألت جعجع: عندن أو عنا؟ أجابت رحمة فخري: عند الإسرائيليين. فردت جعجع: انشالله يا رب».

وتابع البيان: «وانطلاقاً مما تقدم، تأسف جعجع أن تقوم وسيلة إعلامية بهذا التحوير المبتذل لمجرد الدعاية السياسية السلبية الرخيصة. ومن هنا وضعت هذه المعطيات كاملةً أمام الرأي العام ليكون هو الحكم».