بعد أيام الرخاء والأرباح السهلة والتغني بالأمجاد، دبت الخلافات بين «فرسان الزمن الجميل»، الذين قادوا شركات مدرجة إلى خسائر كبيرة وديون هائلة، ووصل كثير من الخلافات إلى المحاكم، لاسيما بشأن مكافآت نهاية الخدمة والعمولات والامتيازات.
انفجر الصراع المكتوم بين قيادات شركات سوق الكويت للأوراق المالية التي ذاع صيتها في الماضي وتحدثت وتغنت بأمجادها، وانتهت العلاقة الحميمة التي كانت تجمع شركات ومجاميع استثمارية في السوق بأسماء معينة، أطلق عليهم في ذلك الوقت «فرسان الزمن الجميل».مصادر استثمارية تحدثت لـ»الجريدة» عن خلافات عدة أثيرت الفترة الماضية بين شركات معروفة وقيادييها الذين كانوا سببا في صناعة أمجادها، وتعدى الأمر إلى أن وصلت الخلافات الى أبواب المحاكم للفصل فيها، لاسيما أن هناك خلافات كبيرة حول العمولات والامتيازات ومكافآت نهاية الخدمة.خلافات مستمرةوكشفت المصادر عن اجتماعات لمحاولة التوفيق بين الاطراف المتنازعة إلا أن الخلافات لاتزال مستمرة، مشيرة إلى أن الأرقام التي تدور حولها الخلافات عبارة عن مئات الآلاف وبعضها يتجاوز الملايين.وقالت ان دماء السوق تجددت كليا «فالفرسان ترجلوا عن صهوات جيادهم»، اذ كشفت أزمات السوق الماضية عن نماذج لشركات ولدت من رحم مشوه اعتمدت على المضاربة في سوق الأسهم وتركت الأنشطة التشغيلية لتحقيق أغلب العوائد، واستغل هؤلاء طفرة السوق لتحقيق مكاسب وفق سياسة القطيع المعمول بها في السوق.ولما تغيرت خارطة الاستثمار عشية الأزمة المالية كان من الملزم تغيير هياكل مجالس إدارة هذه الشركات، خوفا من تكرار الأخطاء السابقة، اذ تغير أغلب مديري الاستثمار في شركات الاستثمار وابتعدوا عن الساحة بعدما تم الكشف عن أخطائهم الفادحة.عمولات بالملايينولفتت المصادر إلى أن هناك خلافات حاليا حول عمولات بالملايين تجوب أروقة المحاكم للفصل فيها، مبينة أنه لو تم الكشف عنها لتجددت الخلافات ونشبت بين مساهمي هذه الشركات ومجالس إداراتها.وقالت إن أزمات السوق الماضية كشفت عن خيبة وندم قيادات أغلب الشركات، وفي الوقت ذاته أتت بدماء جديدة نجحت في العبور بهذه الشركات من أزماتها التي استمرت طوال الفترة الماضية.وبينت أن أغلب القياديين السابقين لم ينجحوا في العثور على عمل خلال الفترة الماضية، وبعضهم استطاع جمع كل ما يملك من أجل تأسيس شركة جديدة، أو الاستثمار في السوق المالي بنفسه بعد جمع كل رفات مكتسبات العهد السابق، لاسيما أن الثقة بهم معدومة، إلا أن الغالبية العظمى منهم مارس أعمالا تجارية خاصة.قيادي سابق يقول: «لم اترك بابا لم اطرقه، وبعد فشلي الذريع في إقناع شركات عدة للعمل بها لم أجد طريقا أمامي سوى إدارة تجارة الوالد، حتى أستطيع مجابهة تكلفة المعيشة والحفاظ على المستوى الذي كنت أعيش فيه».خوف واكتئابويشير دكتور متخصص في علم النفس إلى أنه نتيجة الحالة التي تعرض لها السوق في الماضي انتاب عدد من القيادات السابقة حالات خوف واكتئاب واصيبوا بهاجس الفشل، وفقدان الثقة بالنفس والخوف من مواجهة الآخرين، وفي المقابل هناك آخرون استطاعوا الاستفادة من الطفرات السابقة وجنوا مكاسب من عمولات وبونصات لصفقات استطاعوا من خلالها بداية حياة جديدة.«حيص بيص»مصدر آخر قال ان هناك شركات مستمرة في تعثرها، لاسيما أنها لم تتجه صوب ايجاد عقول تعيد لها الثقة من جديد، فبالرغم من مرور 6 سنوات على الأزمة المالية، فان هناك شركات لاتزال متعثرة ووقع مساهموها في «حيص بيص»، ومن المفترض أن تتم محاسبة المتسبب في أزمة هذه الشركات.ويضيف: «تغيرت مجالس إدارات هذه الشركات واتت بآخرين يعلنون خططا لإعادة الهيكلة، ورفع قضايا ضد المجالس السابقة، إلا أن الفترة الماضية شهدت عمليات تفريغ لأصول هذه الشركات لسداد رواتب ومكافآت».
آخر الأخبار
«فرسان الزمن الجميل» في الشركات المتعثرة يتنازعون على المكافآت والعمولات والامتيازات
10-11-2014