يبدو أن التطورات الميدانية المتسارعة في العراق، وحصول بغداد على دعم دولي واسع مشروط باستكمال تشكيل الحكومة وإجراء إصلاحات سياسية دفعا القوى السياسية العراقية إلى التوافق وتعيين وزير للدفاع وآخر للداخلية، وفق التسوية التي اتت بحيدر عبادي إلى السلطة خلفا لنوري المالكي.

Ad

استكمل العراقيون أمس تشكيل الحكومة التي يرأسها حيدر العبادي، بعد موافقة البرلمان على تعيين وزيري الداخلية والدفاع، بينما استكمل تعيين الوزراء الأكراد الذين ادوا اليمين الدستورية.

واجتمع البرلمان أمس برئاسة رئيسه سليم الجبوري وحضور 233 نائبا، كما حضر الجلسة رئيس الحكومة حيدر العبادي، ووافق النواب على تعيين مرشح تحالف القوى الوطنية (سني) خالد العبيدي وزيرا للدفاع.

والعبيدي (55 عاما) سني من مدينة الموصل الشمالية، الواقعة الآن تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وينتمي إلى حزب نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي رئيس البرلمان السابق، وهو صديق حميم لشقيقه أثيل النجيفي محافظ نينوى، وكان العبيدي ضابط أركان في القوات الجوية العراقية ابان حكم صدام حسين، وأستاذا جامعيا يحمل شهادتي ماجستير في الهندسة والعلوم العسكرية، ودكتوراه في العلوم السياسية.

كما وافق البرلمان على تعيين مرشح التحالف الوطني (شيعي) محمد الغبان (53 عاما) وزيرا للداخلية. والغبان ينتمي الى منظمة بدر الشيعية المسلحة التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة عمار الحكيم، والتي رفضت عدة قوى تعيين قائدها هادي العامري في منصب وزير الداخلية.

وانضم الغبان منذ عام 1977 الى المعارضة العراقية ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين، واعتقل عام 1979 قبل ان يهاجر الى ايران عام 1981، ويحمل الغبان شهادة بكالوريوس في الآداب من جامعة طهران، وشهادة ماجستير من لندن.

وحصل الغبان على 197 صوتا، بينما نال العبيدي 173 صوتا من اصل 233 نائبا حضروا الجلسة، ويبلغ عدد نواب المجلس 328 عضوا.

وتضع هذه الخطوة حدا للتباينات التي حالت لاكثر من شهر دون تعيين وزيري الدفاع والداخلية، وهما المنصبان اللذان كانا يداران بالوكالة طوال الاعوام الاربعة الماضية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وأدى الوزراء الأكراد اليمين أمام البرلمان الذي صوت على تعيين هوشيار زيباري وزيرا للمالية، وتعيين النائب عن التحالف الكردستاني روز نوري شاويس نائبا لرئيس الوزراء.

طهران والجامعة

وجاء هذا التطور في ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيجري زيارة رسمية لطهران غدا برفقة عدد من الوزراء العراقيين.

وسيصل الى بغداد اليوم وفد من الجامعة العربية يرأسه الأمين العام للجامعة نبيل العربي، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وتأتي الزيارة بناء على ما تضمنته قرارات مجلس الجامعة وما صدر عنها من بيانات مشتركة لتأكيد التضامن العربي مع العراق حكومة وشعبا ودعم جهودها التي تبذلها من أجل محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار في جميع ربوعه.

وسيناقش الوفد العربي تطورات الاوضاع في العراق وسبل تقديم الدعم لبغداد والشعب العراقي في هذه الظروف الحرجة التي تعيشها المنطقة جراء تداعيات الاعمال الارهابية التي تتطلب تضافر الجهود من خلال العمل العربي المشترك لمواجهة ظاهرة الارهاب على جميع الصعد.

ومن المقرر ان يلتقي الوفد خلال زيارته رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم والعبادي ورئيس مجلس النواب د. سليم الجبوري ونائب رئيس مجلس الوزراء هوشيار زيباري ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري وعددا من المسؤولين العراقيين.

العبادي ومعركة بيجي

وكان العبادي التقى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم قبل الجلسة. وتحدث العبادي عن "انتصارات احرزها الجيش العراقي في معارك بيجي بمحافظة صلاح الدين"، وأكد أن "تلك المعارك ستؤمن انبوب النفط الى بغداد وتعيد الخط البري للتحرك الى نينوى".

وكان الجيش العراقي بدأ أمس الأول عملية عسكرية واسعة بدعم جوي من الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش" وبتوصية أميركية لقطع امدادات "داعش" من الموصل. وأكد العبادي أن "بيجي باتت تحت سيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي، ويجب فتح الطريق البري إليها لفتح الطريق بالكامل الى شمال العراق والتحرك باتجاه نينوى".

وأعلن نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين خالد الخزرجي أمس نجاح العمليات العسكرية في مناطق شمال تكريت في مرحلتها الأولى، وفي ما أكد تحرير بعض المناطق ومسك الأرض فيها، بين أن المئات من أبناء عشائر المحافظة ساندوا القوات الأمنية. وافاد الجيش بأنه بات يسيطر بشكل كامل على الطريق الدولي الواصل بين تكريت وبيجي.

شرطة الأنبار

الى ذلك، كشف مجلس محافظة الانبار أمس عن عدم تسلم قائد شرطة المحافظة الجديد اللواء الركن كاظم محمد الفهداوي مهامه، لحين تجهيز قواته بالأسلحة والعتاد من قبل وزارة الداخلية.

وقال رئيس المجلس صباح كرحوت إن "وزارة الداخلية عينت اللواء الركن كاظم الفهداوي قائدا لشرطة الانبار قبل أربعة أيام، لكنه لم يتسلم مهام عمله حتى الآن".

وأضاف كرحوت أن "الفهداوي سيتسلم مهامه عندما يتم تجهيز قواته بالأسلحة والعتاد من قبل وزارة الداخلية"، مبينا أن "الدعم مهم لإعانة القوات الأمنية والعشائر على تحرير المحافظة من المجاميع الإرهابية".

(بغداد - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، كونا، السومرية)

مبادرة عراقية تجاه الرياض للعدول عن إعدام النمر

أعلن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أمس أن الحكومة العراقية بدأت إقناع السلطات السعودية بالعدول عن قرار إعدام الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر.

 وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الاسترالية جولي بيشوب في بغداد "بدأنا بشكل خاص محاولة إقناع السعودية بالعدول عن قرار إعدام الشيخ نمر النمر"، وأضاف الجعفري أن "هناك نية لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم زيارة السعودية ولكننا جدولنا العمل بشكل خاص وننوي تحريك هذا الملف".

في السياق نفسه، طالب مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف أمس السلطات السعودية بإعادة النظر في تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.

ودعا القيادي في مكتب الصدر بالنجف الشيخ جابر الخفاجي الى الإفراج عن النمر، محذراً من أن "عدم الاستجابة لذلك سيفتح باباً لتأجيج الطائفية في المنطقة".