خيراً رأيت، وفي قول آخر "برافو" يا وزارة الشؤون على قرارك الموفق بحل مجلس إدارة جمعية الشفافية، وبدورنا نحن جموع قاطني "ضاحية الشفافية" من مساهمي الجمعية، نؤيد خطوة الوزارة المباركة التي أرجعت الأمور إلى نصابها الصحيح.

Ad

 جمعية الشفافية متأخرة فعلاً عن كثير من أخواتها الجمعيات التعاونية الأخرى، سواء في الخدمات المقدمة أو بأسعار السلع الاستهلاكية، خذ عندك مثلاً تنزيلات الخضار عندنا التي تزيد أسعارها أضعافا مضاعفة عن تنزيلات الجمعيات الأخرى! هذا إن توافر الخضار أصلاً، البطيخ مثلاً نادراً ما يتوافر على أرفف جمعية الشفافية! ولك أن تتخيل مجرد التخيل عدم توافر البطيخ في "ديرة" يعرض فيها البطيخ بأنواعه السياسي والاقتصادي والإعلامي أكثر من الطلب! أما "الخيار" فحدّث ولا حرج، سعره صار ينافس سعر الخيارات الاستراتيجية في "شبرات" عالمية كـ"ستراتفور" و"بروكينجز" و"كارينغي"، وللأمانة قد نعذر مجلس إدارة الجمعية لعدم توفيره زيت الذرة لظروف اتفاق (5+1) النووي، ولكن ندرة البطيخ والخيار تبقى خطأ لا يغتفر!

وأيضاً التحطم بالتحلطم يذكر فإن سعر السلع الأخرى مرتفع جداً، "قوطي القيمر" كمثال غالٍ جدا، حتى إن جارنا "بو صالح الشفافي" رحمه الله وأطال لنا في عمره، ما إن يسمع أغنية "يا أم العيون السود ماجوزن أنا، خدك القيمر أنا أتريق منه"، حتى تغرورق عيناه بتسونامي الدموع، ثم يتنهد بعدها تنهيدة يذوب من هول زفراتها القطبان معجلة بتفاقم الاحتباس الحراري، تنهيدة تغرق لشوشتها في كولسترول "الآآآه"، تصدق عليها نظرية عالم جيولوجيا القوافي الأشهر أحمد شوقي:

 بثثْت شكواي فذابَ الجليدُ

 وأَشفق الصخرُ ولان الحديد

والأدهى والأمرّ أن مجلس الإدارة ترك كل واجباته الاستهلاكية تجاهنا نحن "جموع الشفافين" وتفرغ للخوض في السياسة والعياذ بالله! بل تجرأ على توجيه الانتقادات نحو مجلس أمتنا أطال الله بقاءه، ومدّ في أدوار انعقاده، وقد قال الأقدمون: "من تمنطق فقد تزندق"، وقال بعدهم الأحدثون: "من تسيس فقد تسوس"؛ ولذلك كان تدخل "فلورايد الشؤون" في محله للمحافظة على ابتسامة ديمقراطيتنا الهوليودية.

إن انتقاد نواب الأمة هو انتقاد للأمة جمعاء، والأمة– حسب مذهب الحكومة- كالجسد الواحد إن اشتكى منها "عضو" تداعت له الوزارات بالشكوى والحل، يا قومنا اتركوا القوم يعملون بصمت فلا أقل من تركهم ينجزون بهدوء بلا أدنى حس أو نفس ولا حتى رمشة عين سهمها ذباح، لا تعكروا مزاج الإنجازات الرائق بتغاريد قد تتناقلها ألسن "الريتويتات" في شايات ضحى التواصل، وتسير بها لا قدّر الله ركبان "المنشنات". حريتكم تقف عند حدود حرية الآخرين فتصرفوا بلباقة وخذوا رقما و"صفوا بدور الانعقاد" أو "مرونا باكر"... "قف للنائب وفه التبجيلا... كاد النائب أن يكون وزيراً".

 وما أجمل أن يحمي "المنفذ" ظهر "المشرع" ويغطي "المشرع" ظهر "المنفذ"، ويعطي الاثنان "ظهرهما" للشعب ليعملا في هدوء تام وصمت زؤام؛ ليحققا الإنجازات تلو الإنجازات و"يعيشونا في سبات ونبات"! وبالأخير نحن لا نريد نواطير الدستور ومؤسسات المجتمع المدني، بل نريد قطف "بطيخ" التنزيلات فقط.