انتقد المتحدث الرسمي لحزب «الدستور» خالد داود، عدم اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى الآن مع الأحزاب السياسية، مشيراً إلى أن الرئيس يبدو غير مهتم بالحوار مع الأحزاب، وأوضح داود خلال مقابلة مع «الجريدة» أن رئيس الحكومة إبراهيم محلب مجتهد، إلا أنه يفتقد الرؤية السياسية، مشيراً إلى أن تأخر إجراء انتخابات مجلس النواب مُقلق، وأن عودة الإخوان إلى المشهد السياسي محالة، وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف ترى أداء الرئيس السيسي وحكومة محلب؟

- الرئيس غير مهتم بالحوار مع الأحزاب، ولم يعقد اجتماعا لسماع وجهة نظرها ورؤيتها السياسية والأمنية والاقتصادية، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، كما رفض الاستماع إلى وجهة نظر الأحزاب في قانوني الانتخابات والتظاهر، وتأخير موعد الانتخابات البرلمانية مُقلق، وعدم إجراء نقاش مجتمعي حول القوانين والقرارات التي يصدرها الرئيس، وعدم توافر معلومات حول المشروعات التي يتم إعلانها، وفي ما يخص رئيس الحكومة إبراهيم محلب، فهو مجتهد لكنه لا يمتلك رؤية سياسية.

• وكيف ترى المشهد السياسي الحالي؟

- المشهد السياسي الحالي مُعقد جداً، فتصاعد العمليات الإرهابية، كان أحد أسباب تأخر إجراء انتخابات البرلمان، التي طالما طالبنا بوجوده ليُراقب تصرفات الحكومة، فضلاً عن إجهاض الجهود المبذولة من قبل أحزاب تحالف «التيار الديمقراطي»، من أجل تعديل قانون التظاهر، حيث التقى القيادي في التيار جورج إسحاق، مع رئيس الحكومة إبراهيم محلب نهاية الشهر الماضي، وسلمه مذكرة تتضمن تعديلات للقانون، وكان لدينا أمل في طرح هذه القضايا للحوار، إلا أن تعاقب الأحداث الإرهابية أفسد تلك المساعي.

• ماذا عن الحالة الحقوقية في مصر؟

- الأوضاع الحقوقية في مصر تراجعت بشكل ملحوظ، خصوصا في ما يتعلق بالأحكام التي خرجت في حق عدد من الشباب بتهمة خرق قانون التظاهر، إلى جانب استخدام الحبس الاحتياطي كعقوبة، حيث تكتظ السجون بمتهمين من الشباب، محبوسين احتياطياً لشهور طويلة، كما أدى عناد جماعة «الإخوان» ورفضها الاعتراف بالأمر الواقع، ومحاولاتها المستمرة في تعطيل الحياة والضغط على النظام، إلى المزيد من الإجراءات الأمنية، فتوسعت الأجهزة الأمنية في استخدام العصا مع كل أنصار التيارات السياسية، وليس فقط أفراد الجماعة، لذلك لابد من تقديم فكر بديل لذلك يحترم القانون وحقوق الإنسان.

• ما أسباب اشتراك حزب «الدستور» في تأسيس «الجبهة الوطنية» لمكافحة الإرهاب؟

- لأن الحزب يعارض الإرهاب والعمليات الإرهابية، ويدعم القوات المسلحة في حربها ضده، وهذا هو موقفنا الواضح، ولكننا نطالب بشفافية ودراسة للموقف بشكل واضح، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث الإرهابية، كما أننا نُريد أن نضمن اتخاذ كل التدابير لحماية الجنود والضباط، سواء بتوفير تدريب جيد أو تسليح جديد، كما أن تصاعد دور الجماعات الإرهابية، في ليبيا وسورية والعراق، يتطلب المزيد من الدعم والتأييد للقوات المسلحة.

• هل هناك فرص لعودة «الإخوان» إلى الحياة السياسية؟

- عودة «الإخوان» إلى المشهد السياسي أمر مُحال، ولا أعتقد وجود فرصة لعودتهم للحياة السياسية، وعلى الأجهزة الأمنية أن تضع في اعتبارها أن الاكتفاء بالحلول الأمنية فقط يفاقم المشكلة، وعلى «الإخوان» أن يعترفوا بتغير الواقع، حتى تكون هناك فرصة في المستقبل لممارسة دور سياسي بعيداً عن الفكر القديم الذي أثبت فشله، وبشكل عام إذا خاض «الإخوان» انتخابات النواب فلن يحصلوا على نسبة مؤثرة.

• ألا تزالون رافضين للتحالف بين القوى المدنية وفلول «الوطني»؟

- نحن في حزب «الدستور» وتحالف «التيار الديمقراطي» لدينا خط أحمر لن نتجاوزه، ولن نتحالف مع من يعتبر ثورة 25 يناير مؤامرة و30 يونيو انقلاباً، والشعب المصري سيرفض رموز عصر مبارك من الفاسدين، وفي حال التحالف معهم سنفقد مصداقيتنا واحترامنا لأنفسنا، ونحن كقوة ديمقراطية مدنية تؤمن بالعدالة الاجتماعية لا يمكن أن نتحالف مع «الإخوان» ولا عناصر بارزة في النظام «المباركي» الفاسد.