مع اقتراب الاختبارات النهائية لطلبة جامعة الكويت أيد العديد من الطلبة معاقبة الذين يقومون بعمليات غش في الاختبارات.

Ad

وسط ضجيج الطلبة وهم يسترجعون آخر ما قرأوه من «المذكرة»، أنبرت صيحات رجال الأمن ومن خلفهم الأساتذة تعلن بدء دخول القاعة الدراسية المخصصة لتقديم الامتحان في كلية الحقوق.

ويبدأ المشوار من الباب، حيث يصطف الطلبة «المتوترون» في دور، بينما المراقب على الباب يتأكد من شخصية المتقدم عبر طلب إثباته، في حين الأستاذ المكلف بمراقبة الممتحنين يبدأ توزيع الداخلين على الكراسي كل حسب دوره.

وبعد توزيع الأوراق تبدأ «الحفلة»، مهمة التأكد من التزام جميع من في القاعة بالتعليمات واللوائح المنظمة في الجامعة، فأي التفاتة لا داعي لها من الممكن ان تورط صاحبها، او اي ورقة صغيرة مليئة بالمعلومات تعتبر محرمة وتؤدي بمستخدمها الى التهلكة.

وجاء اضطرار الطلبة للعودة الى استخدام الاساليب القديمة في الغش بعد ان واكب الأساتذة التطور التكنولوجي، الذي ابدع فيه البعض، من سماعات بلوتوث او شفافة وغيرها.

شيء عجيب

وقال مصدر أكاديمي لـ«الجريدة» إن «ما يفعله الغشاشون شيء عجيب، وتشيب له الرؤوس، فحتى بطاقة البنك المصرفية وضعوا فيها شريحة تتصل بسماعة صغيرة في الأذن، ولها اتصال بشخص بالخارج، لذلك احضر بعضنا جهازا صغيرا يشبه أجهزة المناداة (البيجر) يطلق صوتا أو يهتز اذا مر بالقرب من ذبذبات».

ولفت المصدر الى انه «في البداية يطوف العامل بالجهاز، واذا اهتز يبلغ الاستاذ المراقب، ويكون التركيز على هذا الطالب قويا، وعندما يسلم ورقته يتم تفتيشه خارج القاعة للتأكد من عدم وجود نقال معه» مشيرا «الى ان بعض مفاتيح السيارات الجديدة والالمانية من الممكن ان تصدر منها ذبذبات كتلك التي تخرج من الهواتف الذكية».

وذكر طالب، طلب عدم الكشف عن اسمه، «يهمنا اكتشاف الغشاشين، فلا يعقل ان يكون خريج الحقوق غير ملتزم بالقوانين، لكن لنا رجاء للأساتذة بأن يسمحوا لنا برؤية أوراق الاجابة بعد ظهور النتيجة»، مضيفا: «من غير المعقول ان تكون درجة بعضنا 4 من 30، وعندما نطلب رؤية الاجابات يرفض الدكتور!».

مساعد عميد «الإدارية» لـ الجريدة•: عقوباتنا صارمة

ذكر العميد المساعد للشؤون الطلابية والتوجيه والإرشاد في كلية العلوم الادارية بجامعة الكويت د. محمد الفهد أن وسائل وطرق الغش كثيرة، مشيرا الى ان اكثرها شيوعا الموبايل والآلة الحاسبة التي يمكن تخزين المعلومات بها.

وقال د. الفهد، في تصريح لـ«الجريدة»، إن الجامعة تعتبر دخول جهاز الموبايل قاعة الاختبار بمنزلة محاولة للغش، وتمنع استخدام بعض الانواع من الآلات الحاسبة، لافتا الى ان العقوبة اول مرة اعتبار الطالب راسبا في جميع مواد الفصل الدراسي، ووضعه على قائمة انذار المعدل، اذا ثبت قيامه بالغش، واذا تكرر الفعل يفصل الطالب من الجامعة.

آراء طلابية

اعتداء على الآخرين

أشار الطالب عبدالرحمن علي إلى أن الغش ظاهرة تعتمد على الاعتداء على حق الآخرين بأخذ الإجابة، وانتشرت بكتابة الإجابة على الطاولات، أو الاتفاق مع طالب آخر بغرض إعطائه الإجابة، وغيرها من الطرق التقليدية التي تستحل حق العديد من الطلبة، ولا تنصرهم في مسيرتهم العلمية.

مهمل وفاشل

قال الطالب عبدالعزيز الحساوي إن الغش ظاهرة سيئة، وهو سلوك سيئ، لا يفعله إلا المهمل الفاشل، ومع الأسف، انتشرت هذه الظاهرة في المدارس والجامعات وجميع المؤسسات الأكاديمية بين الطلاب والطالبات، من دون وجود ردع يمنع هذه الظاهرة.

تحديد الوقت

أوضحت الطالبة شيخة المشري أن أساليب الغش في الوقت الحالي لم تتغير كثيرا عن الطرق التقليدية المتبعة أثناء الاختبارات، مثل حرص بعض الطلاب على الجلوس في أماكن قريبة من بعضهم البعض، حتى ينجحوا في تبادل الإجابات واستراق النظر الى أوراق زملائهم، بحثا عن أجوبة لأسئلتهم، مشيرة إلى أن معظم أسئلة اختبارات مقررات تخصصات الهندسة مقالية، وتتطلب وقتا لحلها، لذا فإن محدودية الوقت المتاح لحل الامتحان تحول دون تمكن الطلاب من الغش.

إجابات خاصة       

قالت الطالبة آلاء الراشد إن هناك عددا قليلا من الطلاب يلجأ إلى استخدام الهواتف النقالة كوسيلة للغش عن طريق التواصل مع زملائهم، أو باستخدام الإنترنت، لافتة إلى أن بعض الأساتذة عمدوا إلى استخدام أجهزة كاشفة لحالات هواتف الطلبة إن كانت مغلقة أو تم تشغيلها، حتى يتم التأكد من عدم وجود أي حالة غش في قاعة الامتحان، مشددة على أن بعض تخصصات الجامعة تجعل من الغش عملية مستحيلة، فعلى سبيل المثال، بعض مقررات هندسة الكمبيوتر تفرض على الطلاب أن يأتوا بإجاباتهم الخاصة دون نسخ من كتاب أو من زملائهم، وإلا خسروا عددا من الدرجات.