الأغلبية الصامتة: تبخير الخصوم

نشر في 16-10-2014
آخر تحديث 16-10-2014 | 00:01
 إبراهيم المليفي ما حصل منذ أن دخلنا مرحلة العناد والعناد المضاد هو أننا وصلنا إلى محطة الأفكار الشيطانية، بالفعل سياسة تبخير الخصوم وإلغاء وجودهم القانوني فكرة شيطانية بامتياز بلا شك؛ لأنها اختصرت كل الطرق لمعاقبة الخصوم وبثت الخوف في صدور من يتوقعون ابتكار أي سبب قد يلحق أسماءهم بكشوفات المسح الأسبوعي.

ليكن واضحاً من البداية وبدون كلمة- لكن- أننا ضد سياسة تبخير الخصوم، ونقلهم إلى خانة العدم... ليس بسبب الحجة المقيتة وهي: "اليوم أنا وغداً أنت"، بل لأني أرفض هذه السياسة وأي سياسة تستهدف الرأي المخالف في كيانه ورزقه وعياله.

خصمي السياسي وإن جار عليّ لن أصفق لمن يجور عليه، وأقول أبدان تسلطت على أبدان، بل أقدم للمجتمع المثال الذي أريده في دولة القانون والمواطنة لا دولة الثارات والمحاصصة.

ما حصل منذ أن دخلنا مرحلة العناد والعناد المضاد هو أننا وصلنا إلى محطة الأفكار الشيطانية، بالفعل سياسة تبخير الخصوم وإلغاء وجودهم القانوني فكرة شيطانية بامتياز بلا شك؛ لأنها اختصرت كل الطرق لمعاقبة الخصوم وبثت الخوف في صدور من يتوقعون ابتكار أي سبب قد يلحق أسماءهم بكشوفات المسح الأسبوعي.

في المقابل عادت نفس الوجوه التي ضيعت كل الفرص لتقدم نفسها بحلة تتناسب مع الشعارات الرنانة التي ترفعها لممارسة التناقضات نفسها في أسلوب ممارستها لما يسمى عملاً سياسياً، وأول الغيث هجوم على تجنيس أهل الفن والغناء رغم أن هذا الموضوع أصبح من الماضي، وأخيراً التحريض على سحب "جناسي" نواب وشخصيات عامة، وعقد مقارنات تؤجج الأوضاع وتبعثر القضية الأساسية، وهذا بالضبط ما يريده مؤيدو سياسة تبخير الخصوم.

لقد تحامق من تحامق من مختلف الأطراف في التعامل مع قضية سحب "الجناسي"، وهناك من تحول إلى صنبور تصريحات وتغريدات من نواب نجحوا على ظهر الكراهية، وأدوات تبحث لها عن دور كل هؤلاء، لا أعتب عليهم لأنهم عرضوا بضاعتهم الفاسدة، وهناك من اشتراها بفرح طفولي، عتبي الشديد على من يملك الصوت ولا يتكلم،

عتبي على المنصفين عندما يملون من المحاولة، عتبي على من يرى شمس الحقيقة ويتوارى عنها لشيء في صدره والله عليم بذات الصدور.

قريباً وأنا مليء بالثقة عندما ستتبدل موازين العملية السياسية سنتذكر من قال كلمة، ومن حسبها بالآلة الحاسبة، ومن دفن رأسه بالأحقاد، أخيراً من لديه رأي فليقله الآن، ومن لديه موقف فليعلنه الآن، وليصور -سيلفي- معه لأن من سيحاول ممارسة الكذب لاحقاً سينكشف لا محالة.

back to top