الأكراد يستعيدون المبادرة في كوباني وعُطل أسقط طائرة الأردن

نشر في 28-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-12-2014 | 00:01
No Image Caption
• غارات حلب تدخل يومها السادس والقتلى إلى أكثر من 52
• المعارضة تخسر قادة في «وأد الفتنة»
أخذ المقاتلون الأكراد زمام المبادرة في كوباني، مدعومين من قوات البيشمركة العراقية وفصائل الجيش الحر وطائرات الائتلاف الدولي. في وقت تأكد سقوط الطائرة الأردنية بسبب عطل فني، وليس بصواريخ "داعش".

استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية خلال الأيام الأخيرة أجزاء واسعة من مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا من تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش) مدعومين بغارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وبدأ التنظيم الجهادي المتطرف في 16 سبتمبر هجوما واسعا على عين العرب (كوباني)، وتمكن خلال أسابيع من الاستيلاء على أكثر من نصف المدينة. إلا ان تقدمه توقف في بداية شهر نوفمبر تقريبا، ثم استعاد المقاتلون الأكراد زمام المبادرة، مدعومين من قوات البيشمركة العراقية وفصائل الجيش الحر الذين دخلوا المدينة عبر الحدود التركية، ومن طائرات الائتلاف الدولي التي لم توقف غاراتها منذ ذلك الحين في كوباني ومحيطها وغيرها من مناطق سيطرة التنظيم.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، أمس ان «أكثر من 60 في المئة من المدينة بات الآن تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، علما بأن تنظيم الدولة انسحب من مناطق إضافية لم يدخلها الأكراد خوفا من المفخخات»، مضيفاً أن التنظيم «يلجأ بانتظام الى تبديل مقاتليه حرصاً على رفع معنوياتهم، في ظل التراجع الحاصل على الأرض».

وأوضح الصحافي الكردي مصطفى عبدي، الذي يتابع الوضع في المدينة عن قرب، أن «تقدم الوحدات حصل على كامل خط الاشتباك في اتجاه الشرق»، مشيرا الى أن ذلك تم تدريجيا خلال الأسبوع الماضي.

وانسحب «داعش» من المربع الأمني لوحدات حماية الشعب والحكومة الكردية المحلية والواقع شمال شرق المدينة، بينما بات الحي الجنوبي بكامله والمركز الثقافي وتجمع المدارس في المنطقة الشرقية تحت سيطرة الأكراد. وقبل يومين، تمكن مقاتلو الوحدات من الوصول الى مبنى البلدية في وسط المدينة الذي دمر بشكل شبه كامل بسبب المعارك، وفق ما ذكر عبدي.

أنفاق «داعش»

وأكد مدير إذاعة «آرتا إف إم» الكردية الموجود في منطقة تركية حدودية مع كوباني أن تقدم مقاتلي الوحدات «تم في جزء كبير منه بفضل الغارات الجوية التي يشنها التحالف»، مشيرا الى أن «17 غارة من غارات التحالف الـ31 المعلن عنها خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، استهدفت مدينة كوباني» ومواقع «داعش» فيها.

وذكر عبدي أن التنظيم «بات يعتمد في تحركاته على الأنفاق المحفورة تحت الأرض لتجنب الغارات، وهو السلاح الذي لجأ اليه بعد أن فشل اسلوب السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة».

وفجّر عشرات الانتحاريين من التنظيم أنفسهم في كوباني في محاولة للسيطرة على ما تبقى منها، لكنهم فشلوا في احتلالها بكاملها. وسقط في معارك كوباني مئات القتلى من الطرفين.

وأشار عبدي الى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» بات يتحصن حاليا، خصوصا في حيي كاني (شرق) قرب الحدود التركية، ومقتلة (جنوب شرق المدينة).

الطيار الأردني

على صعيد مواز، أكد المرصد وناشطون مساء أمس الأول أن عطلاً فنياً أصاب مقاتلة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي أسره «داعش» الأربعاء في سورية، قبل أن يغادرها إثر إطلاق النار وصواريخ في اتجاهها.

وقال عبدالرحمن إن «مصادر في المنطقة رأت الطائرة تحلق على علو منخفض. كان هناك عطل فني. المصادر رأت بعد ذلك عناصر التنظيم وهم يطلقون النار من أسلحة رشاشة ثقيلة وصواريخ محمولة على الكتف في اتجاه الطائرة».

وأضاف أن «الطيار غادر الطائرة بعدما منعه العطل الفني من أن يحلق بها على مستوى أعلى». وشدد من جهتهم ناشطون في الرقة على أن عطلاً فنياً أصاب الطائرة قبل أن يقفز منها الطيار.

وسقطت الطائرة الأردنية المشاركة في عمليات الائتلاف الدولي، الأربعاء، قرب مدينة الرقة، معقل «داعش»، في أول حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد هذه الجماعة المتطرفة في سورية قبل ثلاثة أشهر.

غارات حلب

وعلى جبهة ثانية، أفادت حصيلة جديدة، أمس، عن ارتفاع قتلى غارات النظام السوري لليوم السادس على التوالي مناطق في مدينة الباب بريف حلب إلى 52 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أطفال.

واستهدفت هذه الغارات مناطق في مدينة الباب وبلدة قباسين الواقعتين في محافظة حلب الشمالية والخاضعتين لسيطرة «داعش»، وفقا للمرصد، الذي أوضح أن عشرات الجرحى هم في حالة خطرة.

تقدم المعارضة

في المقابل، أكد المرصد سيطرة فصائل المعارضة، أمس الأول، على نقاط جديدة في منطقة (المعامل) قرب مخيم حندرات شمال حلب، وسط استمرار الاشتباكات مع قوات النظام مدعومة بكتائب البعث الموالية لها في محيط قلعة حلب ومنطقة السبع بحرات.

كما دارت اشتباكات بين جبهة أنصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الاسلام) وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف وقوات النظام من طرف آخر في محيط قرية حندرات، وعلى أطراف منطقة الملاح شمال حلب.

معركة «وأد الفتنة»

وفي محافظة القنيطرة، ارتفع إلى 17 على الأقل، بينهم قائد لواء مقاتل وقائد ميداني في لواء إسلامية وقيادي عسكري في حركة إسلامية، عدد قتلى القصف والاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في معركة «وأد الفتنة» التي أعلنتها الفصائل، والتي تتضمن تحرير كل من النقاط العسكرية التالية «تل الكروم، تل البزاق، سرية منط الحصان، قرية جبا» ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات النظام بريف القنيطرة.

(دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top