«فزاعة» حققت المونودراما في عروض «الكويت للمونودراما»
تقنيات عالية في أداء الممثل الصالحي وإخراج البلوشي
أخيراً رأينا عرضاً مونودرامياً في مهرجان الكويت للمونودراما الثاني، عبر «فزاعة» فرقة تواصل العُمانية.
اختتمت فرقة تواصل المسرحية من جامعة السلطان قابوس، عروض مهرجان الكويت للمونودراما بدورته الثانية، مساء أمس الأول على مسرح الدسمة، من خلال مونودراما «فزاعة»، التي كانت فعلاً مسك الختام.عنوان مونودراما «فزاعة» أو خيال مآتة، يعني دمية عادة على شكل الإنسان الفلاح، مصنوعة من القش المخبأ في ثياب، تستخدم الفزاعات عادة لإخافة الطيور لمنعها من التغذي على الحبوب والنباتات الصغيرة، أو كأهداف للتدريب على الرمي أو ضربات السيف أو كدمى للحرق.وفي العرض يلقي أحد الفلاحين بالفزاعة في قبو مظلم، بعد أن استغنى عنها، فهي لا تتحرك ولا تعطي أي رد فعل مناسب، أي مسلوبة الإرادة.تريد هذه الفزاعة أن تنبض فيها الحياة، بالخروج من هذا السجن أو القبو، لكن جل محاولتها باءت بالفشل، فتبقى مجرد دمية، بلا حياة، لا تتحرك ولا تدافع حتى عن نفسها، وأصبحت مكانا لتفريغ مخلفات الطيور.ترمز «الفزاعة» في هذا العرض إلى الإنسان المغلوب على أمره، المسلوب لأبسط حقوقه وهو التمتع بالحرية، أما «الفلاح» فهو القوة المتسلطة صاحبة الجبروت. إذ تقدم هذه المونودراما شكلاً مبتكراً، الهدف منه انتقاد جبروت السلطة واستفرادها بحكم الناس والاستئثار بمقدراتهم. مقاومة الظلم والفساد والدفاع عن حقوق الناس. أداء الصالحيقدم الفنان عبدالحكيم الصالحي أداءً رفيعاً ومتقناً ورشاقة سواء كان في التلوين الصوتي أو التمثيل الصامت، إضافة إلى مخارج الحروف السليمة، لذا يستحق التحية والتقدير والتشجيع على الاستمرار في هذا المجال، لأنه مفاجأة من العيار الثقيل. واستخدم المخرج خليل البلوشي المنهج التمثيلي للروسي مايرهولد، في الطريقة الـ«بيوميكانيكية»، حيث يكون الممثل كالآلة الروبوتية الحية على خشبة المسرح، وهذا ما تجسد في العرض من خلال «الفزاعة»، كما يتبين تأثر المخرج البلوشي أيضاً بالمخرج الفرنسي جاك ليكوك، الذي يعنى بشعرية الجسد وببلاغة الحركة. يشار إلى أن عرض «فزاعة» قد حاز الكثير من الجوائز منها مهرجان المسرح الجامعي المونودرامي الأول - سلطنة عُمان، ومهرجان فاس السادس - المملكة المغربية.الجزارأما عرض «الجزار» الذي سبق «فزاعة»، فهو لفرقة باك ستيج غروب تمثيل عبدالله الخضر وتأليف وإخراج محمد الحملي، فكان بعيداً كل البعد عن الأعمال النوعية التي تمتاز بها المهرجانات، إذ خرج عن حدود اللياقة، وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي هل الابتذال والاستخفاف بقدسية المسرح ورسالته سينقل إلى مهرجان الكويت للمونودراما؟.