أعرب العيسى عن أمله أن يسهم مركز أبحاث البترول بالأحمدي في توفير مستوى متقدم من الدعم العلمي والتقني لصناعة النفط والبتروكيماويات في الكويت والمنطقة.

Ad

اكد وزير التربية وزير التعليم العالي رئيس مجلس أمناء معهد الكويت للأبحاث العلمية د. بدر العيسى ان الحكومة تتابع جهود معهد الكويت للأبحاث العلمية في مجالات البحث والتطوير وما يقوم به من برامج مستحدثة وخطط واعدة تنعكس بشكل ايجابي على قطاعات الدولة.

وأشار العيسى خلال افتتاحه صباح امس نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مبنى مركز أبحاث البترول في الاحمدي "المرحلة الثانية" التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية بحضور وزير النفط الدكتور علي العمير، الى ان الحكومة تقدر اهتمام المعهد بتطبيق نتائج أبحاثه في مبانيه الجديدة وخاصة ما يتعلق بكفاءة استخدام الطاقة والمياه، حيث قام بتطبيق أحدث تقنيات الطاقة المتجددة في هذا المبنى، لتكون نموذجا يحتذى به في مرافق الدولة.

وأعرب العيسى عن امله في أن يسهم هذا المركز في توفير مستوى متقدم من الدعم العلمي والتقني لصناعة النفط والبتروكيماويات في الكويت والمنطقة كلها، لافتا الى ان النفط يعتبر العنصر الأساسي في التنمية الوطنية، ويشكل العمود الفقري للاقتصاد الكويتي، وقد أدرك معهد الكويت للأبحاث العلمية أهمية هذا القطاع وأولاه المكانة التي يستحقها في خططه البحثية.

واعتبر العيسى ان نجاح الخطط التنموية للبلاد يتطلب تضافر الجهود، مع الحرص على الاستفادة من النتائج البحثية المتميزة، باعتبارها أولى الخطوات الضرورية لتحقيق التقدم، قائلا: "نحن حالياً نعمل على توفير البيئة المناسبة للنهوض بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي للمساهمة في تحسين الإنتاجية، ودعم الخطط التنموية".

وأعرب عن ثقته بان الإبداعات والابتكارات العلمية ستتواصل على أيدي كوادر مركز أبحاث البترول، وخاصة بعد توفير البيئة المناسبة للإبداع والابتكار لنؤكد قدرة الإنسان الكويتي على التميز والإبداع في أكثر المجالات البحثية رقياً وتقدماً، وهو مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.

قيادات شابة

من جهته، قال المدير العام لمعهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري ان الأرقام تؤكد أن الإنسانية تَتَعاظم حاجتِها إلى النفط يوماً بعد آخر؛ فالعالم في عام 2012 استهلك 88 مليون برميل نفط يومياً، مقارنة بـ 78 مليون برميل يومياً في عام 2002 أي تقريباً بمعدل زيادة مليون برميل إضافي في كل عام، وإذا كان حجم استهلاك النفط حالياً يصل إلى تسعين مليون برميل يومياً فإن دراسات تتوقع ارتفاع الاستهلاك العالمي إلى مئة وخمسة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2025.

ولفت الى انه في الكويت يعتبر النفط عماد الاقتصاد ويُمثل النفط اليوم حوالي 52 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ونسبة 95 في المئة من إجمالي إيرادات الصادرات و92 في المئة من الإيرادات الحكومية.

واشار الى ان السنوات الماضية شهدت اهتماماً كبيراً بتطوير البنية التحتية للمعهد، وكان على رأس ذلك الاهتمام بالعنصر البشري وتطوير قيادات شابة، وشمل ذلك أيضاً تطوير مرافق متهالكة كان قد مضى على تشييدها ثلاثون عاماً، وتطوير مراكز بحثية جديدة، مع تمكينها من حَصدِ اعتراف دولي بكونها مراكز تميز بحلول عام 2030 بحسب مشروع التحول الاستراتيجي، الذي قطع فيه المعهد شوطاً كبيراً ، ذاكرا ان مركز أبحاث البترول يأتي كأحد هذه المشاريع التطويرية، وقد شملت هذه المرحلة منه استحداث وتطوير مُختبرات مُتخصصة تُساهم في منح المركز قُدرات تنافُسية تُضاف إلى ما يتميز به من امتلاك رصيد وافر من المعرفة في مجال الصناعة النفطية في البلاد وإِلمامِه الواسع بظروف البيئة المحلية.

ومن جانبها، أشارت المديرة التنفيذية لمركز أبحاث البترول في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتورة مينا معرفي إلى أن المعهد قام بتحديد الاستراتيجية البحثية لمركز أبحاث البترول بالتنسيق مع القطاع النفطي بحيث تعكس التحديات التي يواجهها القطاع، موضحة أن تنفيذ الخطة الاستراتيجية للمركز يقوم به فريق من العلماء والمهنيين والفنيين ذوي التخصصات الدقيقة المختلفة.

وأضافت أن تنفيذ الخطة يسانده مرافق بحثية متخصصة تشمل كافة المجالات العلمية والتكنولوجية، وأن المبنى ويوفر المساحات المطلوبة لتنمية المرافق وفق الخطة الاستراتيجية تمت زيادة المساحة الإجمالية المبنية من 7500 م2 إلى 21800 م2، ورفع عدد المختبرات من 12 مختبراً إلى 32 مختبرا ومكاتب الباحثين والمهنيين من 51 مكتباً إلى 108 مكاتب.

وأشارت معرفي إلى أهم إنجازات المركز خلال السنوات الأربع (2010-2014) ما يقارب 103 مشروعات ونشاطات تعاقدية مع المؤسسة أو شركات القطاع النفطي، كما سجل المركز براءتي اختراع مع المكتب الأميركي ونشر كتابين مرجعيين ذوي قيمة علمية عالية، ونشر 66 ورقة علمية محكمة في المجلات العلمية المتخصصة وتم عرض 140 ورقة علمية في مؤتمرات إقليمية ودولية، وتم إصدار 140 تقريرا نهائيا وتقريرا فنيا حول المشاريع المنجزة والخدمات التقنية المقدمة من المركز.

العمير: البديل الاستراتيجي مشروع دولة

قال وزير النفط الدكتور علي العمير في تصريح للصحافيين على هامش الحفل ان البديل الاستراتيجي مشروع دولة وليس مشروع وزارة ولا يتعلق بوزارة النفط او مؤسسة البترول، لافتا الى ان مجلس الوزراء أحاله الى مجلس الامة وهو الان يدرس في لجنة الموارد البشرية وكل من لديه ملاحظة عليه لا شك ستكون محل اهتمام وتقدير.

وحول اكتشاف مكامن جديدة للنفط قال العمير: «نحن سعداء باكتشافات جديدة لمكامن وحقول جديدة ولكن التحدي الذي يواجهنا هو في الانتاج، اذ ان هناك استراتيجية 2020 بان يصل انتاج الكويت من النفط الى 4 ملايين برميل يوميا وهناك بعض المكامن التي بدأ استخراج النفط منها يصبح صعبا وبالتالي لا بد من الاستفادة من هذه الاكتشافات والعمل على تطوير عمليات الانتاج بما يتوافق مع هذه الاستراتيجية.

وعن الاكتشافات النفطية في أوروبا وما اذا كانت أوبك سترفع حجم الانتاج قال العمير ان هذا الامر تقرره «أوبك» وهناك اجتماع قادم للمنظمة في شهر يونيو المقبل، لافتا الى انه من الطبيعي ان اي اكتشافات نفطية لا تعني زيادة في الانتاج ما لم يتم استخراجه.