تلقفت الأحزاب المصرية وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام بترحيب واسع، مؤكدة شروعها في تنحية الخلافات جانباً، في وقت أعلنت وزارة العدالة الانتقالية جاهزية مشروع القانون المتكامل لمكافحة الإرهاب.
رحبت الأحزاب المصرية، أمس، بمخرجات لقائها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ووعده بإقامة الانتخابات البرلمانية، قبيل نهاية العام الحالي، مؤكدة استعدادها لتنحية الخلافات جانبا، وإعلاء المصلحة الوطنية تنفيذاً لرغبة القيادة السياسية.وشدد السيسي، خلال اجتماعه أمس الأول مع 17 من رؤساء الأحزاب السياسية، على أهمية التكاتف الوطني في المرحلة المقبلة، لانتخاب مجلس نواب قادر على الاضطلاع بمهمتي الرقابة والتشريع على الوجه الأكمل، مؤكدا أن مؤسسة الرئاسة مستعدة لمساندة قائمة موحدة لكل الأحزاب والقوى السياسية.وأوضح المتحدث باسم الرئاسة، علاء يوسف، أن «مبادرة المشروع الموحد» لتعديل قوانين الانتخابات، التي وقع عليها 38 حزبا سياسيا كانت محل تقدير من الرئيس، وتمت إحالتها إلى رئاسة مجلس الوزراء لدراستها، لافتا إلى تأكيد الرئيس على الحاجة إلى إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الحالي والوقوف على أفضل النظم لإجراء الانتخابات، مرجحا اتباع نظام القائمة النسبية واقتصار القوائم المطلقة على تمثيل فئات بعينها فقط، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة.ترحيب ومبادرةورحبت أحزاب، وعلى رأسها «الوفد» و«النور السلفي» و«المحافظين» و«المصري الديمقراطي الاجتماعي» و«الدستور» و«الكرامة» بما خرج عن اللقاء، حيث قال رئيس حزب «الإصلاح والتنمية»، محمد أنور السادات، إن اللقاء أكد حرص الرئيس على استمرار التشاور مع الأحزاب في الشأن العام، مشيرا الى أن إحالة المشروع إلى الحكومة واللجنة المختصة دليل على ذلك.وقال السادات لـ»الجريدة»: «الرئيس أبدى رغبته في عقد لقاء شهري مع الأحزاب بصفة دورية، مشددا على ضرورة مناقشة الموازنة العامة للدولة وعرضها على الأحزاب ولجانها الاقتصادية والمالية، واستقلالية القضاء وعدم التدخل في شؤونه».وبينما أعلن حزب المحافظين، أمس، إطلاق «مبادرة القائمة الوطنية الموحدة» لجمع الأحزاب المصرية داخل كيان انتخابي واحد، قال الأمين العام لحزب الكرامة الناصري، محمد بسيوني لـ»الجريدة»: «أعربنا خلال اللقاء عن قلقنا الشديد من عواقب الاستمرار في انتشار الفساد وعودة الاحتكارات الاقتصادية الكبيرة، وطالبنا بالإسراع في تعديل قانون التظاهر، وتفعيل الدستور وإطلاق سراح المحبوسين».قائمة موحدةفي المقابل، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، حديث السيسي عن تشكيل قائمة انتخابية موحدة من الأحزاب، إلغاء لفكرة الانتخابات. وقال في تصريحات لـ»الجريدة»: «تشكيل قائمة موحدة مستحيل، وغير واقعي، وسوف يؤدي إلى إلغاء التنافس بين الأحزاب، وستصبح الانتخابات غير ديمقراطية».أميركا والعربفي سياق آخر، أجرى السيسي مباحثات أمس مع وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا تناولت مجمل العلاقات المشتركة بين القاهرة وواشنطن.ووفق المتحدث الرئاسي، أكد بانيتا أن مصر تعد شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة، ويتعين العمل معها بشكل وثيق، مشيرا إلى أهمية فكرة إنشاء «القوة العربية المشتركة» التي طرحتها مصر لما سيكون لها من أثر بالغ في إقرار الأمن وتحقيق الاستقرار والتوازن في المنطقة.قنابل «حديدية»وعلى الأرض، أعلن مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، اللواء سيد جادالحق، أمس، نجاح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول عبوة محلية الصنع، في محطة سكك حديد البدرشين بمحافظة الجيزة، مشيرا إلى أن عبوتين محليتي الصنع انفجرتا لاحقا على قضبان خط سكك حديد في محافظة الشرقية من دون وقوع إصابات.في السياق، كشفت مصادر مطلعة، في اللجنة العليا للإصلاح التشريعي، التابعة لوزارة العدالة الانتقالية، أن دوائر قانونية تعكف الآن على الانتهاء من إعداد مشروع قانون متكامل لمكافحة للإرهاب، يتضمن تعريف الجريمة الإرهابية، على أن يجرى إرساله إلى اللجنة العليا للإصلاح التشريعي.وأكدت المصادر لـ»الجريدة» أنه من المتوقع إرسال مشروع القانون في صورته النهائية، إلى اللجنة العليا للإصلاح التشريعي، خلال أيام، لتتمكن من مراجعته، تمهيدا لمناقشته قبل عرضه على الاجتماع المقبل للجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، أول يونيو المقبل، لافتة إلى أن اللجنة ستدرس مدى إمكان ضم قانون الكيانات الإرهابية إلى مشروع القانون الجديد، بشأن مكافحة الإرهاب، حال الحاجة إلى ذلك.6 أبريلفي غضون ذلك، دعت حركة «6 أبريل»، الجناح القريب من القيادي المحبوس أحمد ماهر، إلى المشاركة الشعبية في الإضراب الذي دعت إليه الحركة يوم 11 يونيو المقبل، بالتوازي مع احتفالات الذكرى الأولى لتنصيب الرئيس السيسي، في المقابل أعلنت أحزاب وقوى سياسية بينها ائتلاف «تحيا مصر» رفضها المشاركة في الإضراب، مشيرة إلى أن الدعوات التي أطلقتها الحركة للعصيان المدني، تسعى إلى عدم الاستقرار في البلاد، موضحا أن جماعة «الإخوان» هي الوجه الداعم لتلك الدعوات.مرشد «الإخوان»إلى ذلك، أفادت مصادر إخوانية بأن السلطات اعتقلت مساء أمس الأول عضو مكتب الإرشاد علي طه وهدان، الذي يعد على نطاق واسع، المرشد العام «البديل» للجماعة.وحتى عصر أمس، لم تعلن وزارة الداخلية الخبر، إلا أن المصادر أكدت لوكالة أنباء «الأناضول» أنه تم القبض على القيادي البارز في مدينة أكتوبر (غرب القاهرة).
دوليات
«الإرهاب» جاهز والأحزاب تتنفس الصعداء بعد «وعد» السيسي
29-05-2015