المعارضة تسيطر على بصرى... وتفصل درعا عن السويداء

نشر في 26-03-2015 | 00:05
آخر تحديث 26-03-2015 | 00:05
No Image Caption
«النصرة» تتوغل في مدينة إدلب... ونظام الأسد يشن ضربة جديدة بـ«الكلور»
بعد معارك استمرت أربعة أيام، أحكمت الفصائل المعارضة في درعا قبضتها على مدينة بصرى الشام الاستراتيجية جنوباً، في وقت حقق التحالف، الذي تقوده «جبهة النصرة» تقدماً كبيراً في إدلب شمال سورية.

تمكنت كتائب «الجيش السوري الحر» والكتائب الإسلامية المتحالفة معه في محافظة درعا جنوب سورية أمس من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة بصرى الشام، وهي مدينة سنية شيعية مختلطة، تقع في منتصف الطريق بين مدينتي درعا والسويداء اللتين يسيطر عليهما النظام.

وفي حال تمكن مقاتلو المعارضة من إحكام السيطرة على بصرى الشام والحفاظ عليها، فسيتمكنون من تأمين خاصرة درعا من الجهة الجنوبية الشرقية الملاصقة لريف السويداء الجنوبي الغربي، وبالتالي فصل درعا عن السويداء وقطع إمدادات النظام بين المدينتين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن فصائل المعارضة طردت المقاتلين الموالين للنظام السوري في المناطق الشيعية في بصرى الشام والتي تمثل نحو نصف المدينة، بعد معارك دامية قتل فيها العشرات على مدار أربعة أيام.

مدينة أثرية

وبصرى الشام، مدينة تاريخية آثرية مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو» بمسرحها الروماني وآثارها المسيحية القديمة جداً.

وفيما أشار المرصد إلى أن المعارك جرت بالقرب من المنطقة الأثرية، لم يوضح ما إذا كانت هذه الآثار قد تضررت.

تحرير إدلب

وعلى الجبهة الشمالية الغربية، توغلت أمس، الكتائب الإسلامية المنضوية في «جيش الفتح» بقيادة «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة في مركز مدينة إدلب، وسيطرت على العديد من مواقع النظام الرئيسية ونحو 16 حاجزاً وتجمعاً عسكرياً على أطراف المدينة.

وأوضحت غرفة عمليات «جيش الفتح»، الذي أعلن تشكيله أمس الأول، أن الكتائب المقاتلة استطاعت السيطرة على معمل الكونسروة في الجهة الغربية من المدينة ومعمل السادكوب في مدخل المدينة الشرقي، بالإضافة إلى معمل الغزل القديم والجديد والصوامع، وحاجز شيب والقلعة، وحاجز المداجن قرب بلدة الفوعة.

كما سيطرت الكتائب على السكن الشبابي والرام على طريق معرة مصرين، وثكنة المنشرة قرب حاجز الإنشاءات، وحاجز صباح قطيع، ومزارع بروما على أطراف المدينة، والتي تعد نقاط تجمع لمليشيات النظام.

ودمرت الكتائب مرصد دير الزغب على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة الفوعة وحققت إصابات مدفعية في مبنى الضباط داخل معسكر المسطومة الواقع على طريق إدلب- أريحا.

وفق ما نشره الحساب الرسمي لغرفة العمليات على موقع «تويتر»، فإن «جيش الفتح» أمن مساء أمس الأول انشقاق «سرية عسكرية» كاملة من قوات النظام في معسكر المسطومة يبلغ عدد مقاتليها 40 عنصراً بينهم خمسة ضباط.

وكان المرصد السوري أعلن أمس الأول بدء «جبهة النصرة» وحلفائها هجوماً واسعاً على مدينة إدلب من محاور عدة، بالتزامن مع تفجير مقاتلين اثنين من تنظيم «جند الأقصى» من جنسيتين خليجيتين عربتين مفخختين على حاجزين في محيطها، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة اضطرت النظام إلى اللجوء الى «القصف الجوي في محاولة لوقف تقدم المقاتلين».

الغاز السام

في الوقت نفسه، اتهم ائتلاف المعارضة قوات الأسد بقصف بلدة قميناس بريف إدلب بغاز «الكلور» السام أمس الأول، ما أسفر عن إصابة أكثر 30 مدنياً غالبيتهم من الأطفال دون سن العاشرة ، داعياً إلى إقرار إنشاء منطقة حظر جوي فوق أجزاء من سورية.

وقال الائتلاف، في بيان أمس، إن «مروحيات عسكرية قصفت مساء الثلاثاء بلدة قميناس بريف إدلب ببراميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور السام في خرق جديد للقرار الدولي رقم 2209»، مضيفاً أن «نظام الأسد نفذ 7 هجمات بغاز الكلور خلال أقل من 20 يوماً تلت صدور القرار المذكور دون أن يترتب على ذلك أي موقف من قبل مجلس الأمن أو الدول التي رعت ذلك القرار وصوتت لمصلحته».

وأضاف أن «الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت 6 خروقات حصلت بعد قرار مجلس الأمن 2209 الصادر بتاريخ 6 مارس 2015، وذلك في 32 منطقة في سورية، متسببة باستشهاد 59 شخصا خنقاً».

«داعش» والأكراد

وفي شرق البلاد، قتل 28 جهادياً من تنظيم «داعش» في مواجهات مع «وحدات حماية الشعب الكردي» في قرية الجبلية داخل محافظة الرقة معقل التنظيم. ووفق المرصد السوري، فإن المنطقة تشهد منذ أسابيع اشتباكات بين التنظيم و»الوحدات الكردية» خلال محاولة من الأخير التقدم في المنطقة.

صاروخ على تركيا

وعلى الجانب التركي، سقط صاروخ على بعد 200 متر من معسكر للقوات التركية قرب بلدة ريحانلي ما أدى إلى انهيار جزء من سطح وتهشم نوافذ كما لحقت أضرار بمركبتين للجيش، الذي رد بإطلاق النار على موقع للجيش السوري.

وأوضح الجيش التركي أن الصاروخ، الذي أطلق خلال اشتباكات بين معارضين وقوات لحكومة السورية، عبر الحدود وانفجر داخل تركيا، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص.

(دمشق، إسطنبول ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

النظام يفرج عن 700 معتقل

أفرج النظام السوري أمس، عن 300 معتقل يضافون إلى 400 أطلقوا أمس الأول، بإجمالي 700 معتقل من مختلف الفروع الأمنية.

وفسر مراقبون هذه الخطوة المفاجئة، والتي جاءت بدون أي مقدمات، بأنها تلبية لرغبة روسيا التي تحاول إنجاح «حوار موسكو2»، الذي ستعقد جولته الثانية في أوائل أبريل المقبل ولتقوية أوراق وحظوظ المعارضة الداخلية وكبادرة حسن نيّة من النظام ولتعزيز إجراءات الثقة بين الطرفين.

الى ذلك، أصدرت قوى المعارضة في الداخل المقبولة من النظام بياناً أمس، طالبت فيه بإطلاق سراح معتقلي «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، وهم مازن درويش وزميليه حسين غرير وهاني الزيتاني، الذين يحاكمون بتهمة ترويج للأعمال الإرهابية» وفقاً للمادة 8 من قانون الإرهاب الصادر بعد اعتقالهم.

وشددت القوى الموقعة، على البيان وهي «تيار بناء الدولة السورية»، حزب «الشباب الوطني  السوري»، حزب «الشعب»، حزب التنمية الوطني، حزب «سورية الوطن»، و»الحركة الوطنية الكردية للتغير السلمي»، على أن «استمرار اعتقال أعضاء المركز السوري للإعلام وحرية التعبير يشكّل انتهاكاً صارخاً لحقوقهم كمواطنين سوريين»، مضيفة أن «استمرار اعتقال الناشطين السلميين والتضييق عليهم هو من أهم أسباب ازدياد العنف والتطرف وتأخير عملية المصالحة الوطنية».

back to top