الحريري لن يخرج عن أجواء الحوار في «14 فبراير»

نشر في 12-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 12-02-2015 | 00:01
No Image Caption
• الجولة المقبلة بين «المستقبل» و«الحزب» ستبحث رئاسة الجمهورية

• «العميل شوربة» أحبط عشرات العمليات الخارجية لـ«حزب الله»

قبل يومين من الذكرى العاشرة لإغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري تتجه الأنظار إلى الكلمة المرتقبة لرئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في الاحتفال الذي سيقام في مجمع البيال.  وسيطل الحريري على المشاركين في الاحتفال من خلال شاشة، وسيشدد - بحسب مصادر متابعة- على تمسكه بعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلا أنه سيحرص على عدم تعكير الأجواء مع حزب الله.

وإذ أكدت المصادر، أن "الحريري سيجدد موقفه الرافض لتدخل الحزب في سورية"، أشارت إلى أنه "سيقارب العلاقة بين الحزب والمستقبل من زاوية ربط النزاع حرصاً منه على الأجواء الإيجابية والتي توّجت بعقد خمس جولات للحوار بين الطرفين".

ولفتت المصادر إلى أن "الحريري سيتناول موضوع الاستحقاق الرئاسي من زاوية حرصه على انتخاب رئيس مسيحي بأقرب وقت ممكن، ورفضه العراقيل أمام هذا الاستحقاق وحرصه على الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة".

في سياق متصل، نقل النواب عن رئيس المجلس النواب نبيه بري تأكيده، خلال لقاء الأربعاء النيابي، أن الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" مستمر، وسيتابع في الجلسة المقبلة التي سيحدد موعدها لاحقاً، متوقعاً أن يتناول النقاش، إذا ما فرغ الأطراف من البند الأول، موضوع رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن قرار الخطة الأمنية في البقاع متخذ.

في غضون ذلك، اعتبر مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مقال نشرته مجلة "الأمن العام" أن "أحداً لا يستطيع أن يتابع التطورات العامة إلا أن يتبين أن المنطقة العربية ذاهبة في اتجاه مشاريع جديدة تثير القلق والخوف، نظراً إلى طبيعتها التقسيمية والتفتيتية، منذرة بحرب الألف عام"، مشيراً إلى أن "ما يجري في العراق وسورية وسواهما من أحداث ومجازر، يرسم بالدم حدود الكيانات المذهبية والعرقية"، لافتاً إلى أن "ما يمثل فصولاً عند تخوم لبنان شرقاً وشمالاً يدل على أن هذه المشاريع هي في الحقيقة طروحات متداولة في كواليس السياسة الدولية والغرف المغلقة، المكتظة بنسخ عن خرائط دويلات مفترضة على أنقاض دول قائمة، يكاد ينتهي مفعولها عندما تلفظ معاهدة سايكس ـ بيكو أنفاسها".

إلى ذلك، كشف تقرير صحافي لبناني نشر أمس، نقل عن مصادر سياسيّة على علاقة متينة مع "حزب الله"، أن الأخير كان يُحضر لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، رداً على اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنيّة في دمشق في 12 فبراير 2008، غير أن القيادي في أمن حزب الله محمد شوربة أفشل العملية.

وبحسب المصدر السياسي اللبناني، فإن أبرز العمليات التي أفشلت بسبب شوربة، بالإضافة إلى اغتيال أولمرت، هي استهداف السفارة الإسرائيلية في أذربيجان عام 2009، إذ تفاجأ المنفذون بأن أجهزة الأمن كانت تنتظرهم، وكأنها تعلم مسبقاً كل تحركاتهم. وقد ربطت المعلومات التي سُربت عن عمل شوربة، بينه وبين كشف عدد من خلايا حزب الله في أميركا اللاتينية وأوروبا.

وكان أمين عام حزب الله حسن نصرالله أوضح، في مقابلة تلفزيونيّة، منصب شوربة كالتالي: "هو في وحدة من الوحدات الأمنية التي لها طابع حساس، عادةً نحن في التقسيم القديم كنا نقول مسؤول وحدة وتحته مسؤولو أقسام. هو مسؤول قسم من هذه الأقسام".

وأضاف نصرالله: "اكتشفنا أنه مخترق من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتم توقيفه واعترف بكل ما أعطى من معلومات وحجم المساهمة التي كانت بينه وبين الإسرائيلي".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة قد أشارت في تقرير لها عن تورط الاستخبارات الأميركيّة باغتيال مغنية، موضحةً أن من كلّفه حزب الله بالثأر لمغنية لم يكن سوى عميل لإسرائيل، في إشارةٍ إلى كشف علاقة محمد شوربة بالاستخبارات الإسرائيليّة.

وبحسب دراسة أعدها "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، فإن شوربة قد أسهم بشكل حاسم في إحباط العمليات التي حاول "حزب الله" تنفيذها خلال الأعوام الماضية، سواء في أذربيجان، أو تركيا، أو قبرص، أو تايلند، أو في البيرو أخيراً، ووضعت الدراسة هذه العمليات في إطار الردّ على اغتيال مغنية.

إلى ذلك، أعلن النائب خالد الضاهر تعليق عضويته في كتلة "المستقبل" وذلك منعاً لإحراج الكتلة مع تأكيد احترامه لكل الطوائف والمذاهب على حد تعبيره.

وقال: "أصبحنا في نظر البعض نعتدي على الآخرين، في حين نحن من أعتُدي على رمزه الديني".

وأشار إلى أن هذا القرار، جاء بعد موقفه الذي استنكر فيه التعرض للرموز الدينية لكل الطوائف، ومطالبته بتطبيق القانون على كل الأراضي اللبنانية، وذلك على خلفية "ما جرى في ساحة النور والاعتداء على رمز المسلمين الأول وركنهم، وأمام القرار الذي اتخذه محافظ الشمال رمزي نهرا والقاضي بإزالة الصور والشعارات السياسية والدينية، والذي طال ركن المسلمين الأول في تعدّ صارخ على أهل طرابلس وأهل السنة".

وكان الضاهر طالب بإزالة تماثيل للسيد المسيح والسيدة العذراء في منطقة جونيه المسيحية بسبب إزالة رموز إسلامية في طرابلس باتفاق بين "حزب الله" و"المستقبل".

مغنية أعطى الأمر النهائي لقتل الحريري

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقاً مطولاً، أعده الصحافي المتخصص في الشؤون الأمنية رونين برغمان، سرد خلاله التفاصيل حول جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وسير الموكب وشاحنة الـ"ميتسوبيشي" وشريط أحمد أبوعدس، لكن أبرز العناصر التي لم يسبق أن تناولها الاعلام بصورة موثقة هو الإشارة الى أن القائد العسكري لـ "حزب الله" عماد مغنية هو الذي أعطى الموافقة النهائية للمتهم مصطفى بدرالدين لتنفيذ عملية الاغتيال.

الجديد في ما نشرته "نيويورك تايمز" يبرز في المعلومات التي نقلها برغمان عن وثائق علنية تخصّ التحقيقات، وعمّا جاء على لسان مسؤولين إسرائيليين، إضافة الى معلومات من داخل التحقيق تسرّب للمرة الأولى.

وجاء في تقرير بيرغمان أن المحققين وجدوا أن المتهم بدرالدين، الذي كان يعيش حياة أخرى تحت اسم سامي عيسى، أجرى اتصالاً بعماد مغنية قبيل التفجير، ربما لأخذ الموافقة الأخيرة على العملية، قبل أن تصمت جميع أرقام هواتفه لمدة ساعتين، على غير عادته.

بدرالدين وهو قيادي في حزب الله، وحسب التحقيقات، كان أرسل قبل يوم من الاغتيال رسالة هاتفية الى صديقته تقول: "لو علمتِ أين كنتُ لأزعجك الأمر كثيراً".

ويتابع التقرير أنه "من الصعب معرفة إن كان بدرالدين قصد الاعتراف بخيانة صديقته أو أمراً أبعد من ذلك قد يزعجها لكونها مسلمة سنيّة".

وبحسب بيرغمان، فإن المحققين عثروا على "جزء كبير من أنف الانتحاري". ويظنّ المحققون أنه، وفق شكل الأنف، يرجّح أن يكون الانتحاري من إثيوبيا أو الصومال أو اليمن.

ومن بين المعلومات المسرّبة، يفيد تقرير "نيويورك تايمز" بأن المتهم حسن حبيب مرعي كان استخدم رقم الهاتف الخلوي التابع لشبكة الهواتف الأرجوانية التي شاركت في تنفيذ الاغتيال، لطلب مفروشات لمنزله في نوفمبر 2004.

ونقل بيرغمان عن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية أن حسن حبيب مرعي هو المسؤول عن عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو 2006، وأنه كان منذ عام 2003 قائد القوات الخاصة لحزب الله، ومرعي هو، حسب التحقيقات الدولية، من أدار شبكة الهواتف الأرجوانية في المجموعات التي شاركت في عملية الاغتيال.

يذكر أن بيرغمان قال في تقريره، إنه عمل على مدى عام كامل على جمع المعلومات من خلال مقابلات وأبحاث في سبع دول، واطلع على آلاف الصفحات التي تتضمن أدلّة عن التحقيقات، مبدياً تعاطفاً مع ضحايا التفجير، وخصوصاً أحمد أبوعدس الذي وصفه بـ"الساذج صاحب القلب الطفولي".

back to top