«لا أريد إلا حفنة من ضياء وأمضي»... قصائد ترفض إقصاء المرأة العربية وتحتفي بالتجريب

نشر في 17-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-02-2015 | 00:01
No Image Caption
وقَّعت الشاعرة نجلاء الباهي أخيراً ديوانها
«لا أريد إلا حفنة من ضياء وأمضي»، الصادر عن دار «وهج» للنشر، ويتضمن قصائد تحتفي بمغامرة التجريب واستلهام التراث، والتفاعل مع الأحداث العربية الراهنة، بحضور لفيف من النقاد والأدباء.
يتضمن ديوان {لا أريد إلا حفنة من ضياء وأمضي} 60 قصيدة، يتراوح مضمونها بين أسئلة الوجود والحياة والموت، وتشكيل ملامح صوت أنثوي رافض للعزلة والإقصاء، يصرخ باعتمالات روح قلقة. تكتب الشاعرة نجلاء الباهي: {سأحاول أن أكون سيدة عادية جداً، وأكلم الجدران، هكذا يستمع البشر}.

جسدت قصيدة {لا أريد إلا حفنة من ضياء وأمضي} ملامح صوت أنثوي حائر بين إرث من القيود، ورغبة في التمرد على العزلة، والخروج إلى الضوء، فيها تقول الباهي: {دع شجر التفاح، يرحل بعيداً، لعله يغفل عنوة، عن إرث حواء، وعن عجز التوت، وعني}.

أفردت الشاعرة القسم الأخير من ديوانها، لقصائد الفقد والحنين إلى الماضي، ومساءلة الموت: {كل ما يشير إلى الحياة، يعلن انتصاف الموت، والموت ظاهرة سلام، وباطنه غيب مستتر}، و{الموت القريب من هنا، لم يكن أبداً صاحب صاحبه، بل نذل جداً، يأتي دائماً دون استئذان}.

في احتفال بمناسبة توقيع الديوان قال الشاعر ماجد يوسف إن {لا أريد إلا حفنة ضياء وأمضي} يجسد هموم المرأة العربية، وطموحها لإثبات ذاتها، وتعبر قصائده عن صرخة أنثى في مواجهة القمع والإقصاء، ويشي بصوت شعري متفرد، ورفض لعالم متعدد الوجوه، وعبث الصراع بين البشر.

ألمح يوسف إلى منحى وجودي يتخلل {لا أريد إلا حفنة ضياء وأمضي}، وثنائيات {الحياة والموت، والفرح والحزن}، ويقين رافض للمثالب الاجتماعية والسياسية: {ألسنة لاغية، وأرواح لاهية، قد نختلف في تأويلها، فانتظر قليلا ريثما نعود للتراب}.

عن تجربتها قالت الشاعرة نجلاء الباهي: {كل من كتب عن الموت من قبل، كان يحاول مصادقته، ولم يصاحب الموت أحد، لم أكن أبداً أقصد تعطيله، كنت فقط أسعى إلى كسب وده، حتى لا يفاجئني بزيارة عاجلة}.

أكدت الباهي أن ديوانها يحمل وهج كتابة اليوميات، وأنها عمدت إلى التكثيف الشعري، والنأي عن التفاصيل العادية، والسرد المباشر، واستحضرت خبراتها الشعورية، وتجاربها الحياتية، وتفاعلت مع الأحداث الجارية بعد ثورات الربيع العربي.

لفتت الباهي إلى رفضها الخلط بين السرد الشعري والقصصي، واستدعاء تفاصيل لا تهم القارئ، وأن التخييل أحد مقومات القصيدة، والبوح قرين التكثيف، وخبرات الشاعر بماهية الإبداع، وطموحه إلى تفرد تجربته الشعرية.

ولفت الناقد د. جمال العسكري إلى تراوح قصائد الديوان بين التكثيف الشعري، والتناص مع مقولات تراثية، والتناغم بين النثرية والإيقاع التفعيلي، وتشكيل الصورة في فضاء المجاز، وسرد عالق بين صوت متورط في التجربة، وآخر مستعار من فن الرواية {الراوي العليم}.

أوضح العسكري أن الديوان يكرس لتأملات ذاتية وعزلة اختيارية، والحنين إلى الماضي، والاشتباك الدامي مع اللحظة الراهنة، والمغامرة اللغوية في بعض القصائد، مثل المزج بين العامية والفصحى في قصيدة {نهش الألم}، والتخييل في {قوس أرهقه شجن الكمان} و{البنت حافية القلب تتسول مأوى}.

back to top