عبَّر حقوقيون عن استيائهم من إطلاق متشددين في مصر حملة على موقع التواصل «فيسبوك» تستهدف التشهير بالنساء السافرات، من خلال التقاط صور لهن ونشرها عبر المواقع الإلكترونية المختلفة، ما اعتبره مراقبون أحد أشكال الإرهاب الذي ينال من حقوق المرأة وخصوصيتها، وينذر بفرض سطوة متشددة مستترة خلف الدين على نون النسوة.

Ad

الحملة التي تحمل عنوان «الغاية تبرر الوسيلة... إن لم تستر نفسها... نفضحها»، انطلقت قبل أيام، وأحدثت صدمة في الأوساط النسائية، لتحريضها على الفتيات اللواتي لا يرتدين «ملابس محتشمة» خلال شهر رمضان الذي يحل بعد أيام.

العديد من المبادرات الحقوقية المصرية تلقفت دعوة «حملة التشهير» ووجهت إليها انتقادات لاذعة، حيث اعتبرت أنها محاولة لفرض سطوة دينية على طريقة جماعة «الأمر بالمعروف»، ووصفوها بأنها أحد أشكال الإرهاب الجنسي الموجه ضد المرأة. وطالب البعض بتتبع مؤسسي الصفحة الإلكترونية من جانب أجهزة البحث الجنائي المعلوماتي لانتهاكها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

منسق مبادرة «شفت تحرش» أحمد بركات، اعترض على الحملة، مؤكداً أنها تخترق المادتين 3 و12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان اللتين تؤكدان حق كل فرد في الحياة وسلامته الشخصية، وألا يتدخل أحد في حياته الخاصة، مشيراً إلى أن مثل هذه الحملات تعتبر نوعاً من الإرهاب الجنسي، موضحاً أن العنف ضد المرأة هو أي فعل عنيف يترتب عليه أذى أو يُرجح أن يترتب عليه هذا الأذى، وهذا النوع من الحملات يدعو إلى ترسيخه.

بينما وصفت رئيسة منظمة «مصريات ضد الإرهاب» منال لطفي، الحملة بـ«المشبوهة» والمخالفة للدستور الذي ينص على الحريات العامة وحرية الأشخاص في الملبس، مضيفة لـ«الجريدة»: «ستعمل منظمتنا على مقاضاة مؤسسي هذه الحملة، لأن ما يفعلونه من تهديد للنساء يشكل إرهاباً واضحاً».

ورجحت الأمينة العامة المساعدة للمجلس القومي للمرأة مارجريت عازر، وقوف عناصر إخوانية وسلفية متشددة وراء الحملة، مطالبة بأن يكون هناك رد قانوني يعاقب من ينشر مثل هذه الحملات على مواقع التواصل.