بدعوة جميلة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي اجتمعنا بقصر بيان مع علماء الهندسة والطب والإدارة لنتعرف على الجهود المبذولة من المؤسسة لدعم الأبحاث العلمية وتشجيع العلماء والباحثين في الكويت والدول العربية الأخرى، وذلك عبر حضورنا لحفل توزيع جوائز التقدير لمن يمتلك الإنتاج الفكري المتميز، فكانت جائزة الكويت من نصيب العالم التونسي الدكتور حبيب عماري الذي يعمل مديراً للبحوث بقسم الرياضيات بالمعهد الوطني الفرنسي، والدكتور نجيب نصار وهو مصري ويعمل أستاذاً لعلم الوراثة والعلوم البيولوجية بالبرازيل.
وفي تخصص التراث العلمي والإسلامي حصل الدكتور عامر والدكتور محمد النجار وكلاهما من مصر متخصصان بالفلسفة الإسلامية، ويعملان حاليا في السويس، بالإضافة إلى الدكتور لطف الله قاري السعودي الجنسية والمتخصص بالتراث والمخطوطات ويعمل بالمملكة العربية السعودية، ومن خلال الفيلم السينمائي الذي تم عرضه شاهدنا العلماء العرب والكفاءات العلمية والبحثية في بيئة جاذبة للبحث العلمي؛ كالبرازيل التي جذبت علماء النبات والزراعة من العرب، وفرنسا التي وفرت المجال التنافسي لعلماء الرياضيات بعيداً عن الاختناق البيروقراطي. فهنيئاً لفرنسا والبرازيل لاحتواء العقل العربي المهاجر، والشكر موصول لمؤسسة التقدم العلمي والقطاع الخاص بالكويت لرصد الكفاءات العلمية العربية بالخارج. ومن الكفاءات العربية المهاجرة إلى الكفاءات المحلية التي نتمنى أن تسعى الدولة إلى رعايتها وتمهيد الطريق أمامها للوصول إلى العالمية، فمن قسم الكيمياء والرياضيات فاز الدكتور علي بومجداد والدكتورة إيمان الشماس بجائزة الإنتاج العلمي، ومن قسم الهندسة الكهربائية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي الدكتور أحمد الكندري، ومن العلوم الطبية فازت الدكتورة سعاد الفضلي العاملة بقسم المختبرات بكلية العلوم الطبية المساعدة.ومن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي أيضاً فاز الدكتور علي عبدالمحسن تقي متميزاً بالعلوم التربوية، ومن العلوم الإدارية فاز رئيس قسم التمويل الدكتور عبدالله العبيدان، ومن الملاحظ ازدياد عدد النساء الكويتيات الفائزات بالجائزة العلمية، وأذكر من النساء الكويتيات الفائزات خلال العام الماضي الدكتورة فائزة اليماني من الزراعة البحرية والثروة السمكية، ووالدكتورة نورة السويح من كلية الطب ميكروبيولوجي.ومن الملاحظ أيضا التميز العلمي والبحثي لأساتذة التعليم التطبيقي، فهل هو مجهود شخصي للباحثين أم أنها المؤسسة التي وفرت البيئة البحثية العلمية الملائمة؟ وإن لم تخني الذاكرة فالعالم الأردني الدكتور يوسف حنون الذي عرف بتطبيق علم المركبات الدهنية على أمراض السرطان قد فاز بجائزة الكويت في العام الماضي أيضا، وهو من مواليد منطقة الخليج، فلعل التسابق في التجنيس يصل إلى العلماء العرب لكي لا تهرب الأدمغة بعيداً عنا.وأخيراً وليس آخرا فالمؤسسة خاصة وغير ربحية، وقد ابتدأ عملها منذ عام 1976 وتتلقى الدعم المالي من الشركات المساهمة بمقدار 1% من صافي الأرباح السنوية؛ لتسعى إلى تمويل العلماء بالمنح لإجراء الأبحاث ونشرها وتكريم المساهمات العلمية المتميزة، فتحية للمؤسسة الفاعلة ومديرها الدكتور عدنان شهاب الدين، وكل الشكر والتقدير لسمو الأمير حفظه الله، والذي يرأس مجلس الإدارة على حرصه الشخصي على متابعة الإنجازات العلمية وتسليم الجوائز بنفسه. ويبقى السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: ما خطة الدولة لرعاية العلماء من الكويتيين؟ فهم يستحقون التأهيل للوصول إلى العالمية، وأيضا المشاركة في صنع القرار فيما يخص تصحيح المسار التعليمي.
مقالات
جائزة الكويت
29-10-2014