رأى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أمس، أن «جريمة القنيطرة تنطوي على أبعاد خطيرة»، مضيفاً في لقاء «الأربعاء النيابي»، أن «إسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجياً، وأن اللعب بالنار لايعني أن النار لعبة، وبهذه الجريمة تكون إسرائيل وضعت إيران على حدودها، وعلى تماس مباشر معها».

Ad

وأكد بري أن «لا تداعيات لهذه الجريمة على مسار الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل، وأن هذا الحوار أعطى ثماراً مباشرة على صعيد تخفيف الاحتقان وتحصين الوضع اللبناني».

وشدد على أن «الخطة الأمنية في البقاع ستكون خطة فاعلة وحاسمة لمكافحة المطلوبين والمجرمين الذين شوّهوا وجه المنطقة، وألحقوا بها ضرراً فادحاً»، مؤكداً أن «لا غطاء على أحد أياً كان».

وتعليقاً على الغارة الإسرائيلية، رأت الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، أن «حزب الله يقدّم البرهان تلو الآخر على أن تورّطه في القتال الدائر في سورية، يناقض الإجماع اللبناني العريض، حتى بات السؤال المطروح: لماذا يصرّ الحزب على قتال الشعب السوري التوّاق إلى الحرية؟ ولماذا يصرّ على إقحام لبنان واللبنانيين في صراعات المنطقة؟ لماذا يصرّ على القتال من أجل الحفاظ على نظام بشار الأسد؟ ألا يساهم حزب الله، بإصراره على القتال في سورية، في نقل الفتنة إلى لبنان، خلافاً لكل ادعاءاته؟»

وجدّدت الأمانة العامة في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي أمس، مطالبتها حزب الله بـ «الخروج الفوري من سورية والعودة إلى لبنان بشروط الدولة اللبنانية المحددة في الدستور اللبناني».

وحذّرت الأمانة العامة من «إمكانية استخدام لبنان للرّد على إسرائيل، مشددة على ضرورة التمسّك بالقرار1701 الذي أثبت فعاليته منذ تسع سنوات، أي منذ أغسطس 2006، وأفسح المجال أمام الأهالي في الجنوب للعيش بحالة من الاستقرار الفعلي والإنماء في القرى والمدن والاستثمارات على شتى أنواعها».

ورأت أن «مسؤولية الحفاظ على لبنان، وعدم إعادته أرضاً مستباحة للقوى الإقليمية وعلى رأسها إسرائيل وإيران، يعود إلى الحكومة اللبنانية وحدها. وهي مطالبة برفع الصوت والتأكيد على تمسّكها بقرارات الشرعية الدولية- الوسيلة الرئيسية لحماية لبنان».

إسرائيل

في غضون ذلك، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أمس باستمرار حال التأهب للجيش الإسرائيلي على امتداد الحدود الشمالية تحسباً لإقدام حزب الله على الرّد على غارة القينطرة.

وذكرت مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن «احتمالات تدهور الوضع على الحدود وفقدان السيطرة ضئيلة»، معربة عن «اعتقادها بان حزب الله ليس معنياً بتصعيد الموقف»، وأوضحت مع ذلك أن «جميع الإجراءات تتخذ لمواجهة أي سيناريو محتمل». وتحدثت تقارير صحافية عن نشر إسرائيل أمس، دبابات على الحدود مع لبنان.

قهوجي في عرسال

الى ذلك، نوه قائد الجيش جان قهوجي أمس خلال تفقده الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشرقية في منطقتي عرسال واللبوة بـ «جهود وتضحيات الجنود المتواصلة التي أدت الى وقف تسلل الارهابيين وعزلهم»، مؤكدا «عزم الجيش على منع امتداد الارهاب إلى لبنان مهما كلف ذلك من دماء وتضحيات»، لافتا الى أن «سهر الجيش على ضبط الحدود والانجازات اليومية التي يحققها على صعيد مكافحة الخلايا الارهابية في الداخل، هي التي حمت وستحمي وحدة لبنان من خطر الفتنة والفوضى».