تناقض المعلومات بشأن الأداء الاقتصادي في الصين
ثمة تباينات في الأرقام المتعلقة بالنشاط الاقتصادي في الصين. وحسب معلومات رسمية من بكين فإن الصين صدرت في شهر سبتمبر الماضي ما قيمته 37.6 مليار دولار الى هونغ كونغ. وتقول حكومة هونغ كونغ إن مستورداتها من الصين خلال الشهر نفسه وصلت الى 24.1 مليار دولار فقط. وكانت تلك الفجوة الأكبر من نوعها بين الأرقام التي صدرت عن الصين وهونغ كونغ في هذه السنة. والسؤال هو أين ذهبت كل تلك المليارات من الدولارات؟ يقول الاقتصادي في كابيتال ايكونوميكس في الصين جوليان ايفانز – بريتشارد إن النتائج التي أمكن التوصل اليها كانت «مريبة للغاية» وخاصة لأن التناقضات كانت متعلقة الى حد كبير بتجارة المعادن الثمينة.
ويضيف في حديث الى تلفزيون بلومبرغ في الأسبوع الماضي: «يبدو أن إدارة الجمارك الصينية تعمد بشكل أساسي الى زيادة تقييم تلك المجوهرات والمعادن الثمينة». وفي غضون ذلك تقوم إدارة الجمارك في هونغ كونغ بتقييمها بشكل أكثر صحة ودقة».نموذج التناقضاتيعتبر التناقض بين الصين وهونغ كونغ أحد الأمثلة في هذا الصدد. ويشير ايفانز – بريتشارد الى تناقضات مشابهة في ما يتعلق بمستوردات الصين من كوريا الجنوبية، ويقول: «ما يبدو أنه يحدث هو عملية انكفائية» تنطوي على ادعاء الشركات بأنها تستورد الأحجار الثمينة من كوريا الجنوبية بسعر معين ثم تقوم بتصديرها الى هونغ كونغ بسعر أعلى وتحقيق مكاسب من الفارق في هذه العملية. ومن شأن هذه الطريقة مساعدة الشركات المعنية على التهرب من المراقبة الحكومية للعملات في الصين في وقت تشتد فيه الضغوط من أجل تعزيز قيمة اليوان الصيني. وفي ظل هذه الظروف «يصبح من المنطقي جداً» أن تقدم الشركات الصينية على اقتراض الأموال بصورة رخيصة من الخارج وتأمين طرق لإدخالها الى البلاد.الحكومة الصينية ليست غافلة عن هذه المشكلة. وقد رصدت بكين نحو 10 مليارات دولار في عمليات احتيال تجارية على صعيد البلاد منذ شهر ابريل في السنة الماضية. وقد أبلغ نائب رئيس إدارة التفتيش الرسمية الخاصة بالعملات الأجنبية وو رولين الصحافيين في العاصمة الصينية في شهر سبتمبر الماضي ان الشركات المشار اليها عمدت الى «تزوير مستندات وإعادة استخدامها بصورة غير قانونية» لأغراض الاستيراد والتصدير.تشكيك في الأرقام الرسميةتمثل المستندات المزورة سبباً إضافياً لعدم تصديق الإحصائيات الاقتصادية التي تصدر عن الصين – وقد أبلغ شن جيانغوانغ وهو كبير الاقتصاديين لدى ميزوهو سيكيوريتيز آسيا بلومبرغ نيوز إن «هذه أدلة مهمة اخرى عن المبالغة في تسعير الصادرات الى هونغ كونغ من أجل تسهيل دخول الأموال الى الصين، ولذلك يتعين علينا عدم التفاؤل بشدة ازاء معلومات التصدير الأخيرة من الصين».* (بزنس ويك)