تتجه جماعة «أنصار الله» الحوثية بخطى متسارعة إلى السطو على السلطة في اليمن، فقد أمهل «المؤتمر الوطني الموسع» الذي نظمه الحوثيون مع حلفائهم في صنعاء القوى السياسية ثلاثة أيام لكي تتفق على إجراءات تنهي حالة الفراغ الدستوري الذي دخله اليمن عقب استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي منذ أسبوعين، والا فستفوّض الجماعة نفسها لاتخاذ ما تراه مناسباً.

Ad

وأعلن البيان الختامي للاجتماع الذي بدأ انعقاده منذ ثلاثة أيام بدعوة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أن «المؤتمر فوّض اللجان الشعبية وقيادة الثورة باتخاذ ما تراه مناسباً لإخراج البلاد من الفراغ الدستوري في حال لم تتوصل القوى السياسية إلى اتفاق ينهيه».

وأكد بيان الاجتماع الذي قاطعته قوى سياسية وأحزاب عدة ضرورة تعديل مسودة الدستور الجديد بحيث يتم حذف بند الأقاليم الستة. ودعا إلى «حل عادل للقضية الجنوبية».

وشدد على رفض أي وصاية أو تدخل خارجي في الشأن اليمني. واتهم الاجتماع الذي هيمنت عليه الجماعة الحوثية أطرافا سياسية بالتلاعب باتفاق «السلم والشراكة» وعرقلة تنفيذه. واعتبر البيان أن «استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي جاءت في سياق مناورة».

وطالب البيان بـ»تشكيل اصطفاف وطني لمواجهة من وصفها بالجماعات التكفيرية والإرهابية»، مطالباً الجيش بالقيام بدوره في محاربة تلك الجماعات.

وكان يحيى الحوثي عضو مجلس النواب وشقيق زعيم الجماعة قال مساء أمس الأول إن «المؤتمر سيعلن تشكيل مجلس وطني، ومجلس رئاسة من طرف واحد واختيار رئيس لمجلس الرئاسة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعيين قيادة عامة للجيش».

وجاءت تصريحات الحوثي في ظل استمرار الاجتماعات بين القوى السياسية بمشاركة ممثلين عن «أنصار الله» للبحث عن توافقات لتشكيل مجلس رئاسي بعد أن رفض هادي العدول عن الاستقالة، ودعا إلى اللجوء إلى الحلول الدستورية.

في غضون ذلك، أعلنت قوى جنوبية رفضها لما جاء في اجتماع صنعاء، واعتبرت أن الجماعة الحوثية تريد فرض رؤيتها وسطوتها على أبناء الأقاليم كافة من أجل الاستحواذ على ثرواتهم ومقدراتهم.

من جهة ثانية، اختطفت ميليشيا الحوثي المسلحة ناشطين شاركوا في تظاهرة طلابية مناوئة للحوثيين داخل جامعة صنعاء صباح أمس.

من جهة أخرى، تظاهر عشرات من أتباع «أنصار الله» أمس أمام مقر السفارة السعودية بصنعاء للمطالبة بالإفراج عن معتقلين يمنيين في السجون السعودية والمطالبة بعدم تدخل المملكة في الشأن اليمني ورفضاً لمحاولة تقسيم البلاد إلى أقاليم.

(صنعاء، عدن ــ رويترز، أ ف ب، د ب أ)