قطع أليكسيس تسيبراس، رئيس حزب «سيريزا» الفائز في الانتخابات التشريعية اليونانية، شوطا كبيرا منذ ايام شبابه الشيوعية، لكنه مايزال يزدري ربطات العنق ويرفض ارتداءها، ويكن حنيناً للمقاتل الشيوعي الارجنتيني الأصل تشي غيفارا.

Ad

ويعدّ تسيبراس (40 عاماً)، وهو أصغر رئيس وزراء لليونان منذ 150 عاما، أملَ اليسار الاوروبي الراديكالي المناهض لليبرالية، الذي توجه عدد من ممثليه الى اثينا أخيراً للمساعدة في نجاح حزب «سيريزا».

ورغم أنه غير متحدر من عائلة سياسية على عكس شخصيات يونانية كثيرة، فقد استهواه النشاط السياسي في مرحلة مبكرة. فقد اكتشفته اليونان ممثلا لحركة تلاميذ في برنامج تلفزيوني عام 1990، عندما أطلق بحزم رغم أعوامه الـ17 الشعار المطلبي التالي «نريد الحق في اختيار وقت دخول الحصة».

حصل تسيبراس على شهادة الهندسة المدنية من مدرسة البوليتكنيك العليا في اثينا، وبعد انخراطه في مرحلة اولى في «الشبيبة الشيوعية اليونانية» انضم الى حزب «سيناسبيسموس» الصغير الشيوعي ـــ الاوروبي المطالب بعولمة بديلة.

وانتخب في سن 33 رئيسا لهذا التشكيل الذي تحول في العام نفسه عام 2008 الى تحالف لعدة منظمات واحزاب يسارية حمل اسم «سيريزا».

هذا التحالف خاض معمودية نار سياسية بعد اشهر من الإعلان عنه أثناء أعمال شغب غير مسبوقة شهدتها البلاد نتيجة مقتل مراهق بيد شرطي في اثينا، عكست استياء الشباب اليونانيين.

واتهم «سيريزا» بدعم هذه الحركة ولم يحصل على اكثر من 4.6 في المئة من الاصوات في انتخابات 2009 التشريعية.

وأدى اندلاع ازمة الديون في 2010 وسنوات التدهور الاقتصادي التي رافقتها الى اعلاء صوت اليسار المتشدد وزعيمه، وفي غضون ثلاث سنوات تضاعفت حصيلة «سيريزا» الانتخابية خمس مرات.

ومنذ هذه الانتخابات حيث تصدر لائحة اليسار الاوروبية، بدأ تسيبراس يصقل صورته دولياً. فبعد تحسن كبير في اتقانه اللغة الانكليزية كثف رحلاته الى الخارج، وزار رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي ووزير المالية الالماني وولفغانغ شاوبله المدافع عن سياسة التقشف التي يرفضها، وكذلك البابا فرنسيس.

ورغم تليين خطابه قليلا، فإنه مايزال يرفض التسوية، وخصوصا في موضوع ربطة العنق، ويقول في هذا السياق: «مادمت لم أضع ربطة عنق حتى الآن، فمن غير المرجح أن افعل ذلك لاحقا»، وأخيرا قال ممازحاً: «قد ارتديها بعد الحصول على تخفيض للديون».

ويقيم تسيبراس المتكتم حول حياته الخاصة مع شريكته في السكن، وهو أب لولدين، في بلد محافظ من حيث التقاليد الاجتماعية.

(أثينا - أ ف ب)