استهلت إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب موسمها الثقافي الأول، بمحاضرة {عصور ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية}، أمس الأول على مسرح مكتبة الكويت الوطنية، حاضر فيها د. أحمد سعيد.

Ad

أشار د. سعيد في بداية المحاضرة إلى أن موقع {الجزيرة العربية} احتل مكانة استراتيجية في مراحل كثيرة خلال عصور ما قبل التاريخ، ومثّل حلقة وصل بين قارات العالم القديم الثلاث، وتميزت بتنوع تضاريسها وبيئاتها، مما كان له دور كبير في حياة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، وفي إعادة توزيع مواقعه من عصر إلى آخر، كما تعتبر من الناحية الجغرافية ملحقاً لقارة آسيا، كما تتصل بإفريقيا من طريق شبه جزيرة سيناء.

وتابع أن {الجزيرة العربية تأثرت بشكل كبير بالتغيرات المناخية، خصوصاً مع الأدوار الجافة، فضلاً عن الأدوار المطيرة خلال الفترات الانتقالية ما بين العصور الحجرية كالانتقال من الحجري القديم الأعلى إلى الحجري الحديث، وعلى العكس من البيئة الدافئة مع تشكيل الأنهار والبحيرات التي سادت أوروبا آنذاك، حدث دور جفاف شديد في كثير من مناطق الكرة الأرضية، ومنها منطقة شبة الجزيرة العربية والصحراء الإفريقية الكبرى}.

وأوضح أن أول بعثة علمية للمنطقة وصلت عام 1953، وكشفت عن كثير من التلال الأثرية في البحرين، مما شجع القائمين عليها إلى التوجه نحو الساحل الغربي من الخليج العربي، فأجرت مسوحاً أثرية في شرق الجزيرة العربية، وبعض التنقيبات في الكويت والإمارات وقطر.

وأكد د. سعيد دور موقع الخليج العربي والاتصال التجاري بين كل من جنوب العراق ووادي السند في ترسيخ الصلات، ووجود تقارب حضاري وفكري نشأت على اثره مراكز حضارية مهمة مثل: فيلكا، وتاروت، والبحرين، وأم النار، وهيلي وغيرها من المواقع المنتشرة على طول ساحل الخليج العربي.