تحسُّن متواضع في أسعار النفط مدفوع بارتفاع معدلات الطلب العالمي

نشر في 17-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-03-2015 | 00:01
الولايات المتحدة ستتحول إلى بلد مصدر في 2025
شهدت أسعار النفط في الأشهر القليلة الماضية موجة من التقلبات والهبوط الحاد في بعض الأحيان، ما دفع الدول المصدرة للخام الى البحث عن حلول تبدو صعبة المنال في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يهيمن على العديد من الأسواق العالمية.

وتشير تقارير ميدانية الى حدوث درجة متواضعة من التحسن في الأسعار مدفوعة بارتفاع معدلات الطلب العالمي وزيادة الاستهلاك، إضافة الى قوة الدولار، كما أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع تحقيق نمو في الطلب العالمي بأكثر من 900 ألف برميل يومياً في الوقت الراهن، نتيجة تراجع الإنتاج الليبي والشكوك المحيطة بالوضع السياسي في العديد من بلدان الشرق الأوسط، ما يهدد الإمدادات بصورة عامة.

ويشكل تناقص عدد عمليات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة عاملا مؤثرا في هذا الصدد، وتشير الدراسات الى أن النسبة قد تصل الى حوالي ربع العدد بحلول فصل الخريف المقبل.

وكانت موجة التنقيب عن الزيت الصخري التي تركزت في الولايات المتحدة وكندا قد أفضت الى انكماش في أسعار النفط الأحفوري، بسبب زيادة المخزون وسهولة عمليات الاستخراج من مكامن تنتشر بكثرة في البلدين.

يذكر أن الأوساط النفطية تابعت بقلق خلال السنوات القليلة الماضية الأنباء التي ترددت حول حدوث طفرة حقيقية في عمليات استخراج الزيت الصخري – التي تشير معلومات الأسبوع الحالي الى أنها هبطت الى أدنى مستوى لها منذ شهر أغسطس من عام 2011 – والتي تؤكد الدراسات عدم جدوى المضي فيها في حال استمرار هبوط أسعار النفط الحالية لفترة طويلة من الزمن بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج وتباين المعلومات حول الأرقام الحقيقية للمخزون في باطن الأرض.

تحديات تقنية

وفي حين تقول مصادر في الولايات المتحدة إن ذلك البلد سوف يتحول الى دولة مصدرة للنفط بحلول عام 2025 فإن أوساط هذه الصناعة تشكك في تلك الاحتمالات، لأن هذا الهدف يواجه تحديات تقنية واقتصادية تشمل بلوغ تكلفة انتاج برميل واحد حوالي 80 دولارا في الحد الأدنى، ما يفقد هذا العملية جدواها الاقتصادية، كما أن انتاج الزيت الصخري يتطلب إعادة حفر آبار جديدة خلال فترة قصيرة من الزمن بخلاف الحال في آبار النفط التقليدية المتدنية التكلفة، والتي تعمر لعقود طويلة، إضافة الى التأثيرات البيئية المختلفة ومعارضة أنصار حماية البيئة لهذا الأسلوب.

ويجادل مؤيدو خطط انتاج الزيت الصخري – وما يعرف بنفط الرمال أيضاً – في أن التقديرات الاحتياطية شبه المؤكدة منه تصل الى 3.3 تريليونات برميل في الولايات المتحدة وكندا فقط، بينما يصل الرقم بالنسبة الى النفط التقليدي الى 1.37 تريليون برميل فقط.

يذكر أن الكثير من نفط العالم يوجد على شكل رمال القار، وهو موجود بصورة رئيسية في كندا (في ألبرتا) وفنزويلا وفي دول مختلفة في الشرق الأوسط. أما في الولايات المتحدة فإن رمال القار توجد بشكل رئيسي في شرقي يوتاه ومعظمها في الأراضي العامة.

ووفق مصادر هذه الصناعة، فإن هذا النوع من النفط يشكل في الوقت الراهن ما يصل الى حوالي 40 في المئة من إنتاج كندا من النفط، وتتوسع عمليات انتاجه في ذلك البلد بسرعة كبيرة، وقد أصبحت عمليات استخراجه جذابة على شكل بديل للنفط التقليدي.

وتنطوي عمليات استخراج النفط الصخري على جوانب سياسية أيضا، حيث تنعكس على علاقات الدول المستوردة مع البلدان المنتجة التي كانت تتمتع بتأثير واضح على دوائر صنع القرار في الغرب الصناعي. 

back to top