أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مثال الآلوسي أن الحكومة العراقية الحالية تختلف عن سابقتها، واعتبر أن «داعش» صناعة طبيعية لتنظيم «القاعدة».
ودعا الآلوسي خلال لقاء خص به «الجريدة» على هامش زيارته للكويت، إلى التحقيق في تهريب سجناء من سجن أبوغريب وغيره خلال العهد السابق. وفيما يلي نص الحوار:• بكل صراحة كيف تلمس أوضاع العراق اليوم؟- أعلم جيدا، وألمس ذلك من خلال وجودي في أروقة الساسة العراقيين، أن رئيس الحكومة حيدر العبادي يسعى جاهدا إلى بناء دولة مؤسسات وإلى خلق حوار، ولهذا لدينا اليوم حالة جديدة في العراق، ولا نستطيع أن ننجح إلا في ظل نجاح الرئاسات الثلاث الجمهورية والوزراء والبرلمان، ونحن في البرلمان سنوفر كل القوانين المهمة مع الرقابة، لذا هناك فرق كبير بين الماضي في عهد نوري المالكي وبين الحاضر، والبرلمان ما هو إلا قوة داعمة لكل ما يخدم العراق والشعب العراقي.• إلى الآن لم يشعر العراقيون بعراقهم كدولة. فما رأيكم؟- هذا صحيح، لأنه لو كانت هناك دولة كما نرغب لما استطاع تنظيم "داعش" الإرهابي إسقاط ثلاث محافظات بهذه السرعة الكبيرة. وعلي أن أقول أن الشرق الأوسط كله يتحرك اليوم من أجل الخلاص من "داعش"، فالمتغيرات كبيرة جدا الآن مع فشل الربيع العربي، إلا أن هناك حقيقة واضحة يجب أن يعلمها كل الساسة، أن الشعوب العربية جمعاء أدركت أنها تستطيع التحرك من أجل الحرية. وأنا متفائل بأنه سيأتي شرق أوسط جديد لا كما يتخيل البعض أن الربيع العربي مؤامرة، فهو ليس بمؤامرة، بل المؤامرة هي الانتقاص من حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات وعدم احترام الأقليات.• هل تغير الموقف الأميركي تجاه العراق اليوم؟- إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تخلّت عن العراق بتعمد وبشكل واضح جدا، وسياسة أوباما هي الابتعاد عن كل ما يتعلق بالعراق، ولكن هذا أدى إلى نتائج مأساوية في الشرق الأوسط. كنا نقول ومازلنا نردد أن العراق مركز استراتيجي وجغرافي ومالي وإنساني وتاريخي كبير، ولا يمكن أن يكون هناك شرق أوسط ناجح دون أن يكون هناك عراق ناجح. للأسف أوباما انتبه لذلك، ولكن بشكل متأخر جداً، ورغم انتباهه إلى هذه الأهمية لا يملك الرئيس الأميركي حتى الآن رؤية واضحة لكيفية التعاطي مع العراق، وهو مهتم أكثر بالنظام السوري وبالناخبين الأميركيين، وهذا حق سياسي، لكن لا يحق لأحد أن يجعل العراقيين ساحة تجارب للبيت الأبيض.نحن في العراق ندرك الحجم الأميركي، وأنا أنزعج جدا عندما أستمع إلى كلمة الاحتلال الأميركي والصليبي للعراق، فأميركا دولة عظمى، ونحن في العراق نريد أن نتعامل معها على هذا الأساس، لا من خلال استخدامنا واستهلاكنا في السياسات الأميركية.• تنظيم "داعش" صناعة مَن؟- "داعش" صناعة طبيعية لتنظيم القاعدة الذي تحول إلى قاعدة بلاد الرافدين، ومن ثم إلى دولة العراق الإسلامية وبعدها دولة العراق والشام. هذا تطور طبيعي للعمل الإرهابي. وهذا الأمر يجعلنا نردد ما كنا نكرره أن خطر الإرهاب سيتطور وينتشر ويتسع كثيرا، وأن المجرم "الزرقاوي" وهو أول قيادي لـ"القاعدة" في العراق نجح في عمل آلية التمويل الذاتية من خلال السرقات والابتزاز وخطف الرهائن وسرقة البنوك وهذه الآلية تطورت كثيرا في الموصل، والدولة ساكتة وصامتة بسبب عدم وجود المؤسسات، وكذلك بسبب سيطرة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وسيطرة زمرة مشبوهة على المؤسسات الأمنية في البلاد ما يدفعنا إلى السؤال الأكبر وهو "من ساعد السجناء على الهروب من سجن أبوغريب وبقية السجون؟!"، هذا يحتاج إلى تحقيق. رغم كل هذا أعتقد أن الأزمة الحالية ستنتهي، فـ"داعش" صورة لهجمة متخلفة بربرية وحشية، وهو موجود في كل الدول العربية، ولذا أنا أدعوها إلى الانتباه، وإلا فسينتشر ذلك التنظيم التكفيري الإرهابي ويتمدد، ونحن لا نريد ذلك لا للخليج ولا لأي دولة أخرى.• ما دوركم في البرلمان الجديد؟- بالتأكيد أساهم في مجلس النواب، وأريد خلق آليات جديدة ومتطورة لهذا العمل النيابي، وقد آن الأوان اليوم لفتح صفحة جديدة مع جميع دول الجوار، وعلى وجه الخصوص مع دولة الكويت، حيث يوجد تاريخ معين فيما بيننا، وهذا يحتاج إلى دعم وجهد الجميع، ورأيت وسمعت ولمست نية الكويت أميرا وحكومة وشعبا لتطبيق ذلك، لكن الجراح مازالت تحتاج إلى معالجة من كل الأطراف سواء في الكويت أو في العراق.
دوليات
الآلوسي لـ الجريدة•: العبادي يختلف عن سلفه
26-10-2014