إذا كان حديث السيد حسن روحاني عن مؤامرة للضغط على إيران بخفض أسعار النفط صحيحا فإن المتآمرين لا يفهمون في السياسة ولا يعرفون قوة تحمل الشعب الإيراني، فهو شعب عامل غير مرفه، وإيران لديها صناعة وزراعة وتستطيع مقاومة كثير من الضغوط المشابهة، وقد ضغطت الولايات المتحدة لتجويع الشعب الإيراني فلم يجع، وضغطت بكل الوسائل لتثنيه عن محاولته دخول العالم النووي فلم تنجح، وإن كان هناك فساد، كما عندنا، فإن تأثيره ضئيل على مستقبل البلاد، في حين نحن الشعب المدلل المرفه الذي يذهب كل دخله إلى المأكل والمشرب والسياحة، ودخل النفط يذهب في مشروعات عبثية وسرقات وفساد سنتضرر أكثر من إيران، تماما كما قال السيد روحاني، ويجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال، وإذا كنا لا نستطيع أن نرفض تهديد الدول الكبرى أو ابتزازها فعلينا أن نُبلغ إيران بذلك، ونعمل شيئاً للتصالح بين الأمم بدل الانصياع لأوامر هذه الدول وإثارة حنق وحفيظة جارة مسلمة مثل إيران.

Ad

لقد طالبت مراراً بتغيير السياسة تجاه إيران والتحول للتعاون والتنسيق معها والتفاهم حول كثير من الأخطار المحدقة بالشعبين العربي والإيراني، فما يحدث على الساحة لن يكون في مصلحتنا جميعاً، وعملية الضغط بالنفط ستؤدي إلى مزيد من التدهور، وهناك من يلعب في المنطقة لإشعال مزيد من نيران الفتنة الطائفية، وعندنا وعند إيران من يسعى إلى إشعالها، إما لتعصب أعمى أو لمصالح يجدونها في إشعال الخلاف، ولا بد من الجلوس مع إيران وحل كل المشاكل المعلقة بعد أن نتخلص من كل الضغوط الخارجية، ونتوجه لمصالحنا المشتركة وحاجتنا لبعض في دحر المخطط الشيطاني في المنطقة.

مخطط إشعال الفتنة الطائفية بالمنطقة أصبح واضحاً للجميع، وما يحدث في العراق من صراع طائفي لتقسيم العراق هو نموذج لما يراد لنا جميعاً، فأصحاب مشروع تفتيت المنطقة لم يتوقفوا بهزيمة مشروعهم في مصر واستمروا في العراق وسورية واليمن وليبيا ويريدون بقية المنطقة أن تشتعل.

إن تسليح الجماعات الطائفية سنّة وشيعة لا يتم اعتباطاً، وهناك من يخطط ويمول ويسلح تحت سمع وبصر كل عيون الفضاء والنظام المصرفي العالمي، فلنعِ الدرس ونرفض هذا المخطط علناً، ونعمل بكل وسيلة لقهر هذا المخطط، وهذا لن يتم إلا بالاتفاق والتعاون مع إيران.

الذين يرفضون التعاون قلة لدينا ولدى إيران، ولكن الصخب الإعلامي والتنظيمات المسلحة والقتل هنا وهناك تأتي في مصلحة المخربين وطالبي الفرقة وتجار السلاح، وبالتالي تصب في مصلحة مخطط التفتيت.

أنا لم أفهم أسباب انخفاض أسعار النفط قبل خطاب السيد روحاني، فإذا كان صحيحاً فلا بد من سرعة إصلاح الموقف والرجوع إلى تعديل الأسعار بما يوافق مصالحنا لا مصلحة من يريد الإضرار بنا وبإيران، وإذا كانت إيران لم ترفع صوتها في اجتماع "أوبك" السابق لمبررات أخرى فإنها قد بدأت تشعر بسوء ذلك القرار، وعلينا أن نقف معها في إيقاف التدهور وبسرعة، لمصلحتنا ومصلحة إيران والمنطقة كلها.