يسود لون واحد فقط في مدينة الرقة السورية التي يعتبرها تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف اعلاميا بـ"داعش" عاصمة لـ"دولة الخلافة"، هو الاسود الطاغي على كل شيء بدءا من قبعات وكوفيات الرجال مرورا بنقاب النساء وانتهاء بجوازات السفر.

Ad

ويدير تنظيم "الدولة الاسلامية" كل امور الحياة في الرقة، وشكل لهذه الغاية حكومة تضم وزراء لكل الحقائب التي يمكن تصورها: التربية والصحة والموارد المائية والكهرباء والشؤون الدينية والدفاع ويشغلون المباني التي كانت للحكومة السورية.

وكلف التنظيم قوتان منفصلتان لمراقبة النساء والرجال. كتيبة "الخنساء" وهي مؤلفة من نساء ينتمين الى التنظيم ويحملن السلاح ولهن الحق بتفتيش أي امراة تمشي في الشارع.

وكتيبة "الحسبة" التي تتولى نفس المهام مع الرجال، كما انها مكلفة ايضا فرض رؤية التنظيم للشريعة الاسلامية.

ويحظر الجهاديون على السكان الاستفادة من الأماكن العامة التي يملكون وحدهم حق الوصول اليها.

ولا يتردد عناصر التنظيم في تفتيش المنازل والهواتف والحواسب بحثا عن ادلة يعتبرون انها تشير الى ممارسات "غير اخلاقية". ويقوم التنظيم بجباية الضرائب حيث يفرض على التجار الذين يعانون اصلا الفقر بسبب الحرب دفع 60 دولارا شهريا.

ويقول احد الناشطين المقيمين في الرقة إن "اولئك الذين يعانون الفقر المدقع ولا يمكنهم ان يدفعوا عليهم الانصياع، فينضم الناس الى التنظيم لأنهم امام خيارين اإما الموت جوعا أو الانضمام".

ويبدو التنظيم بالنسبة للناشط ريان الفراتي الذي فر أخيراً من مدينة دير الزور حركة استعمارية "كما احتلت اسرائيل فلسطين مع المستوطنين". ويقول "هناك جهاديون اجانب، حتى اميركيون، يعيشون مع عائلاتهم حيث كنا نعيش من قبل".

واستحوذ الجهاديون على حقول النفط والغاز ومحطات توليد الكهرباء والسدود التي يتولون تشغيلها ويزودون عمالها برواتب اضافية فضلا عن الرواتب التي يتقاضونها من الحكومة السورية.

(بيروت ــ أ ف ب)