بجدارة واستحقاق حصد فريق القادسية لكرة القدم لقب النسخة 53 من بطولة سمو أمير البلاد على حساب السالمية، واستطاع الأصفر حسم المباراة بهدف من دون رد بتوقيع البديل سعود المجمد في الدقيقة 88 من عمر المباراة.

Ad

 توج فريق القادسية لكرة القدم بلقب النسخة 53 لأغلى البطولات بطولة سمو أمير البلاد واللقب السادس عشر له، وذلك بعد الفوز على السالمية بهدف من دون رد في المباراة التي جمعت بينهما مساء أمس على استاد نادي الكويت.

سجل هدف المباراة الوحيد سعود المجمد من ركلة جزاء في الدقيقة 88 من عمر المباراة التي صبت بصورة كبيرة في مصلحة القادسية بعد أداء مخيب من السالمية، الذي بدا متأثرا بالضغط الجماهيري الكبير خلال المباراة، في حين كان التركيز والرغبة القدساوية أكبر للتتويج بأغلى البطولات.

تفوق قدساوي

بسط القادسية سيطرته على شوط المباراة الأول، بفضل خبرة لاعبيه وتماسك خطوطه الثلاثة بشكل مثالي، واستطاع أن يهيمن على وسط الملعب، ومنع أي إمداد عن مهاجمي السالمية جمعة سعيد، وفيصل العنزي، بينما عانى السماوي حمى البداية التي أصابت لاعبيه بسبب قلة خبرتهم في المباريات النهائية، كما بدا أيضا تأثر اللاعبين بالضغط الجماهيري الكبير والمعسكر المعزول الذي دخله الفريق منذ أسبوع كامل قبل المباراة.

وبدا الفريق السماوي مهزوزاً بشكل كبير أمام الهجوم القدساوي الضاغط منذ بداية المباراة، ولم يحسن دفاعه ولا خط الوسط مراقبة مفاتيح لعب الأصفر، لاسيما بدر المطوع، الذي تحرك كثيراً في الشوط الأول، وشكل خطورة بالغة على المرمى السلماوي لكن دون فاعلية حقيقية.

كثافة في وسط الملعب

واعتمد القادسية على الكثافة في وسط الملعب بالاعتماد على أربعة لاعبين هم سلطان العنزي، وفهد الأنصاري، وطلال العامر، إلى جانب عبدالله شيهو، بينما لعب المطوع بحرية أمام هذا الخط، وعاون دانييل في المقدمة.

في المقابل اعتمد السالمية طريقة لعب هجومية 4-4-2، لكن عاب لاعبوه البطء في التحضير وعدم المساندة الهجومية للعنزي وسعيد، اللذين ظهرا في عزلة عن بقية الفريق في شوط المباراة الأول.

وجاءت انطلاقة الشوط لصالح السالمية بهجمة في الدقيقة الأولى، قادها عدي الصيفي من الجهة اليسرى، بعدها تسلم القادسية زمام المباراة بأكثر من هجمة واستحواذ على الكرة في وسط الملعب والهجوم.

هجوم دون فاعلية

وفي هجمة خطيرة للقادسية في الدقيقة 11، راوغ السويسري دانييل مدافع السالمية فهد الهاجري على حدود المنطقة، ومرر لشيهو الذي حولها لبدر المطوع الذي سدد كرة صاروخية مرت بجوار القائم الأيمن لخالد الرشيدي.

وواصل القادسية خطورته في المباراة، وسدد دانييل كرة قوية أنقذها الرشيدي بصعوبة، وأبعدها فهد الهاجري قبل أن تصل للمتابع عبدالله شيهو.

وحاول القادسية استغلال حالة "التوهان" التي مر بها السالمية خلال الشوط الأول وزاد من هجماته، أملا في هز شباك خالد الرشيدي، إلا أن الأمور ظلت على حالها، (محاولات قدساوية وتراجع سلماوي) من دون أن تهتز الشباك في الجانبين.

وفي ربع الساعة الأخير بعد أن بسط القادسية على مجريات المباراة أجرى مدرب السالمية محمد دهيليس تبديلا داخليا في مراكز اللاعبين داخل الملعب، وانتقل الصيفي إلى الجهة اليمنى ليتحسن أداء السماوي قليلا في المباراة.

وفي الدقيقة الأخيرة أتيحت لعدي الصيفي فرصة هدف محقق بعد مراوغة ناجحة داخل منطقة الجزاء، لكنه فضل التمرير لجمعة سعيد الذي أهدر الكرة بغرابة من داخل منطقة الست ياردات، بعد تدخل ناجح لعامر المعتوق الذي خرج مصاباً، ليحل خالد القحطاني بديلا عنه قبل صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي.

السالمية واصل الغياب

‏‫لم يتغير الوضع كثيرا في بداية الشوط الثاني، حيث واصل القادسية تفوقه في المباراة، وكاد فهد الأنصاري ان يسجل أول أهداف المباراة في الدقيقة 52 بعد مراوغة ناجحة داخل منطقة الجزاء وتسديدة أبعدها خالد الرشيدي بصعوبة قبل ان تعانق الشباك.

ولم تشهد بداية شوط المباراة الثاني أي تبديل على مستوى اللاعبين، كذلك الطريقة التي لجأ اليها كل مدرب في المباراة، واستمر تفوق الأصفر في وسط الملعب، وشكل خطورة بالغة على الحارس خالد الرشيدي.

وفي مغامرة من مدرب السالمية محمد دهيليس في الدقيقة 58 على حساب وسط الملعب أشرك نايف زويد صاحب النزعة الهجومية على حساب بدر السماك، لرفع الضغط المتواصل عن كاهل خط الدفاع والحارس خالد الرشيدي، الذي بات اللعب في اتجاه واحد وهو مرماه.

ونجح زويد إلى حد ما في تشكيل خطورة على فترات على مرمى القادسية، لكن الغلبة استمرت للقادسية، لاسيما أن الإرهاق حل على اللاعبين في السالمية، ليرى مدرب القادسية راشد بديح الوقت مناسبا لإجراء تبديل هجومي بدخول سعود المجمد على حساب دانييل.

ونشط القادسية في الربع ساعة الاخيرة لإنهاء المباراة لمصلحته قبل الدخول في حسابات الوقت الإضافي.

وسدد المطوع ركلة حرة مباشرة ابعدها حارس السالمية خالد الرشيدي من حلق المرمى، قبل ان تتاح فرصة لخالد ابراهيم داخل منطقة الست ياردات لكنها مرت بسلام على السالمية.

وطالب القادسية بركلة جزاء إثر سقوط بدر المطوع المنفرد بالمرمى لكن الحكم علي طالب أشار باستمرار اللعب، وأنذر سعود المجمد لاحتكاكه بالحارس الرشيدي، ليرد فيصل العنزي بهجمة مرتدة لكنه أرسل كرة عرضية لم تجد متابعا داخل شباك الحارس احمد الفضلي الذي لم يختبر في الشوط الثاني وربما المباراة بالصورة المطلوبة.

وفي الدقيقة 88 قاد بدر المطوع هجمة من وسط الملعب تبادل خلالها الكرة مع سعود المجمد الذي راوغ عادل مطر داخل منطقة الجزاء ليحتسب علي طالب ركلة جزاء تصدى لها سعود المجمد ووضعها في شباك الحارس خالد الرشيدي مسجلا هدف المباراة الوحيد.  وبعد هدف القادسية حاول السالمية إدراك التعادل لكن من دون فائدة، في حين اتيحت للاصفر فرص بالجملة لتعزيز النتيجة، لكن المباراة ظلت على حالها ليتوج القادسية بأغلى الألقاب في الموسم الحالي.

معلول غائب كالعادة!

كالعادة ومنذ توليه مهمة تدريب الأزرق غاب مدرب المنتخب الأول لكرة القدم التونسي نبيل معلول عن حضور المباراة على مدرجات استاد الكويت، رغم حضور الطاقم المساعد له إلى جانب مدير المنتخب فرج نفاع.

اليوسف: القادسية استحق اللقب... والحكم ممتاز

أكد رئيس نادي السالمية الشيخ تركي اليوسف أن القادسية استحق اللقب بالأداء الذي قدمه في المباراة النهائية.

وقال اليوسف بعد المباراة، ان السماوي لم يكن نداً سهلاً، لكن المباريات النهائية لا تشهد دائما المستوى الذي تنتظره الجماهير، مضيفا أن الموسم المقبل سيشهد استعدادا أفضل أملا في الوصول إلى منصة التتويج.

وأشار اليوسف، الذي يرأس كذلك جهاز الكرة في النادي، إلى ان جميع اللاعبين مستمرون مع الفريق، ما عدا بديل حيث لا تزال المفاوضات دائرة معه.

وأشاد بحكم المباراة علي طالب، معتبرا ان الأداء الذي قدمه في المباراة كان ممتازاً.

‏‫القحطاني رفض التوجه إلى المستشفى

لم يتمكن مدافع القادسية خالد القحطاني من الاحتفال مع زملائه اللاعبين بعد انتهاء المباراة، حيث سقط على إثر ضربة في الرأس، وهو ما استدعى وضعه في سيارة الإسعاف، تمهيدا لنقله الى المستشفى، وظهر قلق لاعبي الأصفر على زميلهم القحطاني الذي رفض التوجه إلى المستشفى ليتسنى له نيل شرف مصافحة سمو أمير البلاد.

فرحة قدساوية

انفجر ملعب الكويت بعد أن سجل المجمد هدف المباراة الوحيد، وظلت الجماهير تهتف حتى بعد صافرة الحكم علي طالب وإعلانه فوز الأصفر، وحرص العديد من اللاعبين على التوجه الى جماهير المدرج الهلالي لمبادلتهم التحية، في المقابل خيم الحزن على الجانب السلماوي، لاسيما ان الفريق لم يقدم المستوى المأمول منه في المباراة.

لقطات

• رفعت جماهير نادي القادسية صورة كبيرة "تيفو" لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مدوناً عليها "صباح قائد الإنسانية" إلى جانب شعار "الأصفر"، ولوحة كتب عليها "الزعيم الملكي". وصدحت تلك الجماهير بالهتافات و"الشيلات" على المدرجات وسط حضور لافت لروابط خليجية متعددة مثل رابطة مشجعي الأهلي السعودي، في وقت فرضت جماهير السالمية حضورها المميز على المدرجات يسار المقصورة وسط هتافات نالت استحساناً واسعاً.

• خالد الرشيدي حارس السالمية كان أول اللاعبين نزولاً إلى أرض الملعب قبل بداية المباراة بما يقارب ساعة كاملة، تلاه فريقه، بعد ذلك كان نزول أحمد الفضلي حارس القادسية، ثم دخل "الأصفر" إلى الملعب قبل بدء المباراة بـ 45 دقيقة.

• حظي سيف الحشان لاعب القادسية بهتافات كبيرة من جماهير الأصفر عقب نزوله الملعب لإجراء عملية الإحماء مع زملائه اللاعبين، وكان واضحاً حرص الجهاز الفني في القادسية على أن يجري جميع اللاعبين سواء الأساسيون أو الاحتياطيون عملية الإحماء. أما لناحية السالمية فقد نال الإيفواري كيتا تشجيعاً واسعاً من جماهير "السماوي".

• حضر فريقا العربي واليرموك في مقصورة المباراة لتسلم ميداليات المركز الثالث ونيل شرف مصافحة سمو أمير البلاد.

• حمل اللاعبون في الفريقين لوحة كبيرة أثناء عزف النشيد الوطني كتب عليها عبارة "معاً لجمع السلاح".

• كان التنظيم جيداً في ملعب المباراة، واستطاع الحضور الوصول بسلاسة إلى مقاعدهم، كذلك أدى رجال الإعلام مهمتهم دون مضايقات، باستثناء إصرار القائمين على المباراة على عدم نزولهم أرض الملعب إلا عقب المباراة والانتهاء من عملية التتويج.

• حرص حكام المباراة بقيادة الحكم الكويتي علي طالب على فحص الملعب كاملاً قبل انطلاق المباراة، ودونوا ملاحظاتهم مبكراً لإصلاح أي خلل قد يؤثر على المباراة.

• قدمت الهيئة العامة واتحاد الكرة وعدد من الأندية دروعا تذكارية إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وولي عهده سمو الشيخ نواف الأحمد.

•  حضر عدد من جماهير الكويت مع جماهير القادسية لدعم الأصفر، على غرار دعم الجماهير القدساوية للأبيض في الدوري.

•  رقصة إفريقية لفتت انتباه الجميع أداها مدافع القادسية الغاني رشيد صوماليا أمام الكاميرات عقب انتهاء اللقاء.

•  في المقابل، انخرط محترف السالمية الأردني عدي الصيفي في البكاء، وتدخل قائد الفريق الغائب عن اللقاء ناصر العثمان لتهدئته، لكن العثمان لم يتمالك نفسه ليستمر في البكاء.

•  أبدع تلفزيون الكويت في نقل المباراة بشكل لافت للنظر، سواء من خلال العديد من الكاميرات، التي كان من بينها الكاميرا التي حملتها طائرة، أو عبر استخدام التقنيات الحديثة في الاستوديو أثناء التحليل.

• حصل طاقم التحكيم الذي أدار اللقاء على توقيع سمو الأمير على الكرات التي حملوها بعد انتهاء اللقاء.

قالوا بعد المباراة

المطوع: ختامها مسك

أكد نجم القادسية بدر المطوع أن الفريقين كانا يعانيان بقوة ضغوطا نفسية وعصبية بسبب رغبتهما الجامحة في حصد اللقب، مضيفاً أن "الأصفر" بدأ الموسم بقوة من خلال فوزه بلقب كأس الاتحاد الآسيوي ثم "السوبر"، لكنه خسر في الدوري، ولقب كأس سمو ولي العهد، ليعوض في النهاية بالفوز بأغلى الألقاب.

وشدد المطوع على أن اللاعبين كانوا يمنون النفس بمصافحة سمو أمير البلاد فائزين باللقب الغالي، وتحقق لهم ما أرادوا، "لذلك ظهروا بمستوى جيد، وكانوا الطرف الأفضل في اللقاء".

المعتوق: ليلة قدساوية كاملة الدسم

من جانبه، قال عامر المعتوق: إن "الليلة جاءت قدساوية كاملة الدسم، بعد أن حسم الأصفر لقب كأس سمو أمير البلاد المفدى"، موجهاً الشكر لجماهير القادسية التي ساندت الفريق ودعمته بقوة، ولزملائه اللاعبين، وكذلك للاعبي السالمية الذين قدموا مستوى جيداً في الموسم الحالي.

أمان: الأفضلية للأصفر

بدوره، أشار حمد أمان إلى أن المباراة لم ترتق إلى المستوى المأمول، لكن الأفضلية جاءت لمصلحة الأصفر، بسبب التزام اللاعبين بالخطة التي وضعها المدرب راشد بديح، وحرصهم الشديد على تنفيذها بالحرف الواحد.

وقال إن "القادسية لم يظهر بمستوى جيد هذا الموسم، لكنني أعتقد أن ختام الموسم بتحقيق أغلى الألقاب أمر أكثر من رائع، وسيجعلنا نظهر بمستوى أفضل في الموسم المقبل".

الفضلي: مباراة حساسة

أكد حارس القادسية أحمد الفضلي أن المباراة جاءت حساسة جدا، نظرا لأهميتها، إذ سعى كلا الفريقين إلى اختتام الموسم بأغلى الألقاب، مضيفاً أن السالمية تراجع بشكل لافت للنظر خشية الخسارة.

ووجه الفضلي جزيل شكره إلى جماهير النادي لدعمها غير المحدود في اللقاء، مشدداً على أن المستوى الذي قدمه الفريق خلال المباراة النهائية جاء من التشجيع الرائع من الفريق.