البابا يدعو بوتين إلى القيام بـ "جهد صادق" من أجل السلام في أوكرانيا

نشر في 11-06-2015 | 10:23
آخر تحديث 11-06-2015 | 10:23
No Image Caption
المحادثات شملت الملف الأوكراني والوضع في الشرق الأوسط
حث البابا فرنسيس الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القيام بـ "جهد صادق" من أجل السلام في أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من لقاء الرئيس الروسي رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي وانتقاده العقوبات الغربية على بلاده.

وقال الفاتيكان في بيان إثر لقاء جمع بين بوتين والبابا أن "الحبر الأعظم أكد على ضرورة القيام بجهد كبير وصادق لتحقيق السلام في أوكرانيا، وتم الاتفاق على أهمية إعادة بناء مناخ من الحوار والتزام كل الأطراف بتطبيق اتفاقات مينسك".

ودام اللقاء بين بوتين والبابا في الفاتيكان نحو 50 دقيقة بحضور مترجمين.

وتابع البيان أن المحادثات شملت الملف الأوكراني والوضع في الشرق الأوسط.

ورأى البابا والرئيس الروسي أنه لا بد من أن تتوفر في الشرق الأوسط "الشروط اللازمة لبقاء كل مكونات المجتمع ومن ضمنها الأقليات الدينية وخاصة المسيحيين".

وقدم البابا إلى الرئيس الروسي ميدالية تمثل "ملاك السلام الذي ينتصر على كل الحروب ويتكلم عن التضامن بين جميع الشعوب"، بحسب ما نقل صحافيون عن البابا قوله عند تسليمه الميدالية لبوتين.

وبدت تعابير البابا في بداية اللقاء صارمة إلى حد ما ولم يبتسم، في حين كان أكثر ودية في نهاية اللقاء.

من جهته قدم الرئيس الروسي للبابا قطعة من القماش مطرزة بالذهب، قائلاً له "هذه هي كنيسة المخلص التي دمرت خلال العهد السوفياتي قبل أن يُعاد بناؤها".

وكان بوتين الذي يعرف عن نفسه بأنه أرثوذكسي ورع وصديق للكنيسة الروسية، التقى البابا الجديد في 15 نوفمبر 2013.

ومنذ ذلك الحين خرج النزاع في سورية تماماً عن السيطرة ووضع النزاع في أوكرانيا الفاتيكان والبابا أمام تحدٍ جديد يكشف هامش التحرك الضيق الممكن لهما.

وفي أوكرانيا ينتمي معظم المتمردين إلى الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو ويقاتلون أرثوذكسا آخرين وأيضاً كاثوليك (الكنيسة الوحدوية) تابعين لروما، ولم يكف الكرسي الرسولي والبابا عن دعوة الأوكرانيين إلى المصالحة ووقف الحرب بين "الإخوة" المسيحيين.

وعشية اللقاء، أعرب رأس الكنيسة اليونانية الكاثوليكية (وحدوية) في أوكرانيا المونسنيور سفياتوسلاف تشيفتشوك الثلاثاء عن أمله في أن يكون البابا فرنسيس "صوت المستضعفين".

لكن الفاتيكان ظل شديد الحذر في موقفه من هذه الأزمة ما أثار استياء الكاثوليك الوحدويين الذي كانوا يودون صدور إدانة مباشرة للسياسة الروسية في أوكرانيا.

وتأخر الرئيس الروسي نحو ساعة عن موعده مع البابا ووصل إلى روما قادماً من ميلانو (شمال) حيث التقى رئيس الحكومة ماتيو رينزي.

وفي ميلانو انتقد بوتين العقوبات المفروضة على بلاده، فيما اعتبر رينزي أن روسيا قوة كبيرة يحتاج إليها العالم.

وزار بوتين ميلانو لمناسبة يوم روسيا في المعرض الدولي، وكان رينزي في استقباله إضافة إلى جمع من السياح حمل كثيرون منهم أعلاماً روسية للترحيب به.

وشكل اجتماع بوتين برينزي ثم بالبابا فرصة جيدة لبوتين لكسر عزلته الدبلوماسية التي تزايدت منذ استبعاد بلاده من مجموعة الثماني لتعود إلى تسميتها السابقة لانضمام روسيا إليها وهي مجموعة السبع.

ولا تعتبر ايطاليا من "الصقور" في العلاقات مع روسيا إلا أنها وقعت البيان الشديد اللهجة الذي صدر الأثنين في ختام قمة قادة مجموعة السبع في بافاريا.

وأجمع قادة الدول السبع في البيان على ربط مدة العقوبات المفروضة على روسيا بـ "التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك" الموقعة في فبراير لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وبـ "احترام سيادة" كييف.

لكن رينزي أبلغ ضيفه أنه يأسف لهذا الوضع وأنه لا يزال يعتبر روسيا نقطة ثقل في الدبلوماسية العالمية.

وفي السياق نفسه، اعتبر رينزي أن احترام اتفاقات مينسك-2 هو "البوصلة والنقطة المرجعية" لتسوية الأزمة في أوكرانيا، آملاً أن يتيح التزام كامل بهذه الاتفاقات "استبعاد ما يشكل اليوم عنصر الخلاف الوحيد"، وقال "إذا عدنا إلى كل الملفات الأخرى، يمكن بالتأكيد أن تكون هناك تقييمات وحساسيات ومصالح قومية مختلفة، ولكن يبقى هناك تطابق عميق".

من جهته، أكد بوتين أهمية التوصل إلى تسوية "سلمية" للأزمة الأوكرانية، لكنه لاحظ أمام مجموعة من رجال الأعمال الإيطاليين أن العقوبات تضر أيضاً بالدول التي تفرضها، مشدداً على أن هذا الأمر ينطبق خصوصاً على ايطاليا التي كانت تربطها بموسكو علاقات اقتصادية وثيقة.

وقال الرئيس الروسي أن "الغاء العديد من المشاريع (العسكرية) المشتركة يعني أن الشركات الايطالية خسرت مليار يورو، كان يمكن أن تؤمن نشاطاً ووظائف، وهذا لم يحصل بسبب العقوبات".

وأضاف "أعوّل على أنه عاجلاً أم آجلاً لن تكون هناك هذه القيود التي نواجهها حالياً".

وبالنسبة إلى مجموعة الدول السبع التي استبعدت منها روسيا وتوعدت هذا الأسبوع بتشديد عقوباتها على موسكو، أكد بوتين على أن بلاده لم يعد لها "أي علاقة" بهذه المجموعة بعدما قرر أعضاؤها أنهم "لا يحتاجون إلى وجهة نظر بديلة".

ومساء الأربعاء غادر بوتين ايطاليا بعد أن التقى نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا، وفي مطار فيوميتشينو في روما التقى بوتين "صديقاً كبيراً" له هو رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلوسكوني الذي سبق وأن قضى وإياه سهرة في ميلانو استمرت حتى الثالثة فجراً في نوفمبر على هامش قمة اسيم بين أوروبا وآسيا.

back to top