الياس الرحباني
«لم أغيّر مساري الفنّي يوماً، ولا تزال الأغنيات التي قدّمتها منذ خمسين عاماً ماثلة في ذهن الجمهور من دون أي ترويج إذاعي أو تلفزيوني» يؤكد الياس الرحباني مشيراً في حديث سابق لـ «الجريدة» إلى أنه في بداياته الفنية تعامل مع الكبار.يضيف: «طلب مني وديع الصافي أغنية على ذوقي وأرادني أن أغنيها أمامه ليتعلّم منهاجها منّي، كذلك صباح عندما طلبت منّي أغنية أرادت أن أعلّمها إياها. للأسف هذه الاخلاقية في التعاطي مفقودة راهناً، لأن الفنان الحقيقي يعرف كيفية التعامل مع المؤلف الموسيقي ويدرك قيمة هذا الأخير فنياً، فيما أصبح الفنان المبتدئ يسألني»شو عندك بهالجوارير» وكأنني أبيع سلعاً، بينما يُفترض أن استمع إلى صوته أولا لأحدد مستواه وما يليق به.حول نصيحته للفنانين الجدد يتابع:»يحتاجون إلى منتج أولا كي لا يلجأون إلى وسائل غير مستحبّة بهدف تحقيق شهرة مثلما فعل بعضهم. فضلا عن أن الموهبة وحدها لا تكفي وتحتاج دراسة أكاديمية.مروان خوري{تعلمت الرقيّ من الكبار، لا يستفزني تقديم حفلة مع متعهد صاحب رؤية تقليدية، همّه الوحيد المكسب المادي}، يقول مروان خوري الذي يشرف اليوم على أكاديمية لتعليم الموسيقى، مشيراً إلى أن حفلاته ليست كثيرة في لبنان لأن النوعية التي يعرضها عليه المنتجون لا تناسبه أحياناً، وأن القضية عنده أبعد من ذلك، فهو يريد تقديم نفسه بطريقة مختلفة ومناسبة.يضيف: «المطلوب أن ترتبط أعمال الفنان بأحاسيسه وما يمكن أن يترجمه من خلال ثقافة موسيقية يجب أن ينقلها للجمهور، ويرتقي عبرها الى النجومية، هذا ما تعلمته من عمالقة كبار، الرحابنة، وديع الصافي، أم كلثوم وغيرهم ممن قدموا اعمالاً خالدة، كانت وستبقى على تماس مع أحاسيس الناس وتطلعاتهم».عما إذا كانت مهمته كفنان توجيه أذواق الناس باتجاهات معينة والارتقاء بها الى المستوى المطلوب، يتابع: «هي مهمة كل فنان، من يحاول مسايرة ذوق الناس يخطئ، خصوصاً أن الجمهور ليس واحداً، بل ثمة أناس لكل نوع موسيقي، فإن سار الفنان وراء السائد في السوق يتوقف عن التجديد».معين شريف {تعلمت من الكبار الالتزام واحترام الجمهور والذوق العام}، يوضح معين شريف الذي طالما اعتبره وديع الصافي ابنه الروحي وكان أفضل من أدى أغنياته، مشيراً إلى أن الفنان ليس بعابر سبيل في الفن بل يحمل رسالة ومسؤولية، عليه أن يكون على قدرها.يضيف أن وديع الصافي قدّم له دعماً معنوياً وفنياً وكان بمثابة المثال الأعلى له، لافتاً إلى أن الفنان الوحيد الذي ينافسه هو معين شريف نفسه الذي يسعى دائماً إلى تقديم الأفضل.يتابع: «أغني كل ما أحلم به من موضوعات سياسية ومواقف وطنية، وكذلك عاطفية وإنسانية، وأنا مرتاح لمسيرتي لأنني منسجم مع ذاتي»، واصفاً جمهوره بأنه مثقف ويعرف ماذا يسمع ويختار ما يقدم لأذنه. وحول نصيحته للجيل المقبل يقول: {رغم أن التيار ممكن أن يكون معاكساً، إلا أن على من يريد خوض غمار الفن أن يصر على أن يحكم الاحترام والثقة المتبادلة مع الجمهور مسيرته}.باسكال صقر«نجاحي ليس نتيجة جهد فردي بل بمساعدة الكبار الذين تعاونت معهم» تؤكد باسكال صقر ناصحة الجيل الجديد بضرورة تقديم أعماله بصدق وحب للفن والرسالة التي يحملها، مشيرة إلى أن الميزة التي جعلتها حاضرة في ذاكرة الجمهور، رغم غيابها المتقّطع، أنه أحب أغنياتها فاخترقت وجدانه، لأنها اعتمدت الصدق والاحترام له وللوطن، فتخطت الزمن وانتقلت من جيل الى جيل.تضيف: «لست مسؤولة وحدي عن هذه الاعمال، أشكر المؤلفين الكبار الذين تعاونت معهم، على غرار الياس الرحباني وأنطوان جبارة وملحم بركات وايلي شويري وزكي ناصيف ووجدي شيّا، فقد اجتهدنا معاً لتقديم عمل مميز وجميل يستمر في الذاكرة. هكذا تخطّت هذه الأغنيات الزمن حتى أن بعضها لا سيما الديني والوطني يدرّس في المناهج المدرسية.وعما إذا كان الفنان مسيّراً بإرادة جمهوره تتابع:» يجب أن يكون الفنان قدوة وينوّع في أعماله، فلا يلغي نوعاً من أجل آخر، لأن الجمهور يعشق الأنواع كافة، فأحياناً يريد الرقص والاستمتاع بالأغاني الشعبية، وأحياناً أخرى يريد أن يحلم من خلال الأغنيات الرومانسية».
توابل - مزاج
إحساس وصدق في الأداء
18-04-2015