3 اسئلة حول احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو

نشر في 19-02-2015 | 17:57
آخر تحديث 19-02-2015 | 17:57
No Image Caption
اثارت المحادثات المتوترة بين الحكومة اليونانية الجديدة ومنطقة اليورو حول تمديد موقت لبرنامج الدعم المالي، النقاشات مجددا حول خروج اليونان من منطقة اليورو. ما هي الرهانات الرئيسية لمثل هذا الاحتمال؟

1- هل ان خروج اليونان من منطقة اليورو ممكن؟

تشدد المفوضية الاوروبية على ان انتماء دولة الى الاتحاد النقدي هو امر "لا رجوع عنه"، مستندة في ذلك الى المعاهدات الاوروبية.

لكن "وعلى الرغم من عدم وجود بند" ينص على مغادرة دولة ما لمنطقة اليورو، فانه "يبقى من الممكن ايجاد حيثية قانونية" تسمح بذلك، كما راى يانيس ايمانويليديس من مركز الابحاث "مركز السياسة الاوروبية".

والخروج من منطقة اليورو قد يمر بالخروج من الاتحاد الاوروبي، وهي امكانية واردة من جهتها في المعاهدات.

وبشكل ملموس اكثر، وبحسب سيناريو تطرق اليه معهد جاك ديلور ويخضع للنقاش العلني في المانيا، فانه اذا توقفت اثينا عن الايفاء بالتزاماتها، سيكون امام منطقة اليورو والبنك المركزي الاوروبي وسائل فرض الخروج عبر تقليص امكانيات اعادة تمويل المصارف اليونانية، ما يجبر اثينا على طرح عملة موازية.

وهذا السيناريو غير مطروح في الوقت الراهن. وقد قرر البنك المركزي الاوروبي الاربعاء تمديد آلية القروض العاجلة التي تسمح للمصارف اليونانية بالاستمرارية لمدة اسبوعين.

ويطرح معهد جاك ديلور سيناريوين اخرين:

- قرار طوعي من اليونان باصدار عملتها الخاصة تكون قيمتها دون سعر اليورو، لكي تتمكن من تمويل السياسة الاجتماعية ووقف سياسة التقشف الذي وعد به رئيس الوزراء اليساري الجديد الكسيس تسيبراس الذي انتخب في نهاية كانون الثاني/يناير. لكن اليونانيين يواصلون في غالبيتهم دعم الانتماء الى اليورو. ومثل هذا السيناريو ليس جزءا من برنامج تسيبراس.

- خروج من اليورو "بشكل عرضي" وعلى اثر هلع مصرفي سيؤدي الى سحوبات كثيفة من الاموال وفرض رقابة على الرساميل لمنع حصول نزيف، واخيرا الى اصدار عملة موازية.

2 - ما هي عواقب مثل هذا الامر بالنسبة الى اليونان؟

ستتخلف اليونان عن سداد ديونها ولن يكون في وسعها الاقتراض من الاسواق المالية. والبلد الذي يعتمد بقوة على الواردات التي ستزداد كلفتها بشكل كبير، سيضع نفسه تحت رحمة "الصناديق الانتهازية"، او انه سيجبر على تعويم نفسه عن طريق دول مثل الصين او روسيا، وهو ما سوف يغير المعطى الجيوسياسي في اوروبا.

لكن اليونان ستكون ايضا حرة في خفض قيمة عملتها. ويرى الرئيس الفرنسي الاسبق فاليري جيسكار ديستان ان الاقتصاد اليوناني لا يمكنه النهوض من دون خفض قيمة عملته، وبالتالي خارج اليورو.

3 - ما هي عواقب مثل هذا الامر بالنسبة الى منطقة اليورو؟

يرى عدد من المحللين ان هذه العواقب ستكون اقل سوءا مما لو خرجت اليونان من الاتحاد النقدي في أوج الازمة في 2012، لان منطقة اليورو انشأت منذ ذلك الوقت صندوق انقاذ هو الآلية الاوربية للاستقرار، ويواصل البنك المركزي الاوروبي السهر على حماية العملة الاوروبية الموحدة.

لكن خروج اليونان سيبقى ذات كلفة بالنسبة الى الدول التي تملك الديون اليونانية وستقوم بشطبها.

ولا يستبعد في مثل هذه الحالة ان يكون لهذا الاجراء مفعول العدوى. وكتب الخبير الاقتصادي الاميركي باري ايشنغرين في صحيفة داي فلت الالمانية في نهاية الاسبوع الماضي يقول "عندما ستجد عائلات برتغالية او شركات اسبانية كيف تتحول يوروات الى دراخما، فانها ستسحب الاموال من حساباتها ما قد يؤدي الى هجوم على المصارف".

من جهته اعتبر ماثيو بيغاس من بنك لازار الذي قدم النصح للحكومة اليونانية، في كتابه الاخير "اشادة بالخروج عن المألوف"، انه اذا خرجت دولة ما، ولو صغيرة، من منطقة اليورو، سيكون ذلك نهاية العملة الموحدة.

back to top