تركيا تنقل رفات سليمان شاه وتبقي الضريح داخل سورية

نشر في 23-02-2015 | 00:09
آخر تحديث 23-02-2015 | 00:09
• 96 دبابة ومدرعة تركية شاركت في العملية
• دمشق: عدوان سافر أُعلمنا به ولم نوافق عليه
وسط استمرار تدهور الأوضاع في سورية، قررت تركيا استعادة رفات سليمان شاه والد مؤسس الإمبراطورية العثمانية عثمان الأول في عملية واسعة لإجلاء حراس الضريح الواقع في منطقة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بحلب قتل خلالها جندي تركي.

نفّذ الجيش التركي ليل السبت- الأحد عملية واسعة داخل الأراضي السورية تمكن خلالها من استعادة رفات سليمان شاه والد مؤسس الإمبراطورية العثمانية عثمان الأول وإجلاء عشرات الجنود الذين كانوا يحرسون ضريحه الواقع على ضفاف نهر الفرات في محافظة حلب المحاصرة، والذي يعتبر أرضاً تركية وفقاً للمعاهدات الدولية.

وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن العملية، التي نفذت في منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش" أعادت بدون معارك 40 جندياً تركياً كانوا يحرسون الضريح على بعد نحو 35 كم من تركيا، موضحاً أن القرار جاء بسبب تدهور الوضع حول الجيب التركي الذي تبلغ مساحته بضع مئات من الأمتار المربعة.

96 دبابة ومدرعة

وأكد داود أوغلو، في لقاء مع صحافيين في مقر قيادة الجيش، أن "العملية أطلقت عند الساعة 21,00 (19,00 ت غ) بمرور 572 جندياً عبر مركز مرشدبينار الحدودي" جنوب شرق البلاد، مضيفاً أن 39 دبابة دخلت الأراضي السورية ترافقها 57 مدرعة أعادت رفات الشخصية التركية مؤقتاً إلى تركيا لتدفن لاحقاً في سورية.

وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن قوة تركية أخرى، مصحوبة بالدبابات، دخلت في نفس الوقت، إلى محيط قرية آشمة في سورية، وسيطرت على قطعة أرض بالمنطقة، ورفعت العلم التركي عليها، تمهيداً لنقل رفات سليمان شاه إليها، مشدداً على أن "تركيا لم تحرم أي من حقوقها في ما يتعلق بالقانون الدولي، وكنا مستعدين للرد بأقوى طريقة على أي هجوم يمكن أن يستهدف قواتنا".

مقتل جندي

وإذ عبر داود أوغلو عن ارتياحه "لحسن سير" العملية العسكرية، التي كانت "تنطوي على مخاطر كبيرة"، أكدت قيادة الجيش، في بيان على موقعها الالكتروني، أن جندياً تركياً قتل في عملية التوغل، التي جرت في عمق أكثر ثلاثين كيلومترا داخل الأراضي السورية.

وقالت رئاسة الأركان التركية إنه العملية لم تشهد أية اشتباكات، إلا أن أحد الجنود سقط نتيجة حادث وقع خلال المرحلة الأولى، موضحة أنه "تم نقل الأمانات التي تحمل قيمة عالية، والتي تركها لنا أجدادنا إلى تركيا بشكل مؤقت، تمهيداً لنقلها إلى آشمة وذلك بسبب المشاكل الأمنية في والضرورات العسكرية".

العلم التركي

وبثت محطات التلفزة التركية صوراً لجنود أتراك يغرسون خلال ليل السبت ـ الأحد العلم التركي في الموقع الجديد لضريح جد مؤسس السلطنة العثمانية، الذي قتل في البادية السورية في القرن الثالث عشر أمام زحف المغول، في منطقة تكتسي أهمية سياسية ودبلوماسية بالنسبة لأنقرة الراغبة في إظهار أنها "لم تخسر" أمام الجهاديين.

تنسيق مع الأكراد

ورغم تأكيد داود أوغلو أنه لم يتم أي تنسيق مع أي من القوى المتصارعة في هذه المنطقة، التي تستعد لأن تكون مسرحاً لمواجهات دامية خلال الأيام القليلة المقبلة، أكد المرصد السوري أن دخول القوات التركية إلى منطقة جسر قره قوزاق على نهر الفرات، جرت بعد إبلاغ وحدات حماية الشعب الكردي، لتجنب أي تصادم خلال اشتباكها في نفس التوقيت هي وفصائل أخرى مساندة لها مع "داعش".

وأوضح المرصد أنه سبق تنفيذ العملية، قطع جميع خطوط الاتصالات الخلوية التركية عن منطقتي كوباني وجرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي.

عدوان سافر

وأكدت دمشق أن «وزارة الخارجية التركية أبلغت القنصلية السورية في إسطنبول نيتها نقل ضريح سليمان شاه إلى مكان آخر»، لكنها وصفت التوغل التركي بأنه «عدوان سافر»، محملة أنقرة المسؤولية المترتبة على تداعياته.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله، إن «تركيا، التي لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، لم تنتظر موافقة الجانب السوري على ذلك كما جرت العادة» بموجب اتفاقية بين البلدين.

وأضاف المصدر أن «ما يثير الريبة حول حقيقة النوايا التركية ان هذا الضريح يقع في منطقة يوجد فيها تنظيم داعش الارهابي في محافظة الرقة (شمال) والذي قام بتدمير المساجد والكنائس والأضرحة، لكنه لم يتعرض لهذا الضريح»، معتبراً أن هذا الامر «يؤكد عمق الروابط القائمة بين الحكومة التركية وهذا التنظيم الارهابي».

غارات مكثفة

وغير بعيد عن منطقة العمليات التركية، استغل النظام السوري تحسن الأحوال الجوية وأمطر بعشرات الغارات مدينة حلب وذلك غداة قتلها العشرات رمياً بالرصاص في بلدة رتيان.

وتمكن المرصد السوري من توثيق تنفيذ طائرات الرئيس بشار الأسد الحربية والمروحية، 117 غارة على مناطق سورية عدة، خلال الـ 24 ساعة الفائتة، حيث استهدفت أيضاً بالصواريخ والبراميل المتفجرة محافظات ريف دمشق واللاذقية ودرعا وإدلب وحماة ودير الزور والقنيطرة.

انفجار القرداحة

إلى ذلك، أكد المرصد أن الانفجار، الذي وقع أمس الأول في وسط مدينة القرداحة بريف اللاذقية مسقط رأس عائلة الأسد وأسفر عن مقتل 4 أشخاص، ناجم عن عملية انتحارية نفذها سائق سيارة إسعاف داخل مرأب مشفى القرداحة برفقة شخص آخر.

وقال المرصد إنه "لم يعرف ما اذا كان الشخص الذي كان بجانبه هو الانتحاري ام كان هناك شخص آخر داخل سيارة الإسعاف"، مؤكداً مقتل "جنديين وممرضة وموظفة في المشفى، إضافة الى سقوط عدد من الجرحى".

وخضعت السيارة لتفتيش على حاجز قبل مدخل المشفى، من دون أن يتم رصد المتفجرات، ثم انفجرت لدى اقترابها من المشفى، من دون أن يعرف ما إذا كانت المتفجرات محمولة من أحد راكبي السيارة أو كليهما أو مخبأة جيداً داخلها.

ولم يسبق للمدينة التي تعرضت مناطق محيطة بها مرات عدة لسقوط قذائف صاروخية مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة في ريف محافظة اللاذقية، أن شهدت انفجارا من هذا النوع داخلها.

(دمشق، أنقرة، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

عائلات الفتيات البريطانيات تناشدهن العودة

وجهت عائلات ثلاث طالبات بريطانيات في المرحلة الثانوية توجهن إلى إسطنبول للالتحاق بصفوف تنظيم "داعش" في سورية، نداءات مؤثرة مساء أمس الأول إليهن للعودة إلى بيوتهن.

وغادرت الفتيات اللواتي تربطهن علاقة صداقة خديجة سلطانة (17 عاماً) وشميمة بيغوم (15 عاماً) وأميرة عباسي (15 عاماً) منازلهن في شرق لندن الثلاثاء، وسافرن على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية إلى اسطنبول في تركيا التي تشكل عادة معبراً للناشطين الغربيين إلى سورية.

ووافقت عائلة أميرة عباسي على كشف هويتها على أمل اقناعها بالعودة الى المنزل. وقالت، في نداء نقلته الشرطة، "أنت فتاة قوية وذكية وجميلة ونأمل أن تتخذي القرار الصائب. نرجو أن تعودي الى المنزل".

وبينما أكدت عائلة سلطانة أنها "تعيش كابوسا حقيقياً" منذ رحيل ابنتها، حذرت عائلة بوغوم الفتاة من أن "سورية مكان خطر". وأضافت: "نتفهم رغبتك في مساعدة الذين تعتقدين أنهم يعانون فيها، لكن يمكنك مساعدتهم من منزلك، ولا حاجة إلى أن تعرضي نفسك للخطر".

وأوضحت الشرطة البريطانية أن الطالبات الثلاث، المتفوقات في الدراسة، تبعن صديقاً لهن ذهب في ديسمبر إلى سورية للانضمام الى "داعش"، وذكرت وسائل الإعلام أنهن خضعن للاستجواب في إطار تحقيق حول اختفاء صديقهن، لكنهن لم يكن يعتبرن أشخاصاً يمكن أن يتبعوا الطريق نفسه.

back to top