«داعش» يحكم حصاره على كوباني والآلاف يفرون من أمامه

نشر في 22-09-2014 | 00:06
آخر تحديث 22-09-2014 | 00:06
No Image Caption
• مواجهات بين أكراد والأمن التركي على الحدود
• أردوغان: يمكن أن نغير موقفنا من «التحالف الدولي»
واصل تنظيم "داعش" زحفه باتجاه الحدود التركية باسطاً سيطرته على عشرات القرى الكردية، وتمكن أمس من إحكام حصاره على مدينة كوباني التي تعتبر ثالث أكبر مدينة كردية في سورية، وفر أكثر من 70 ألف شخص من وجه التنظيم الذي أُفيد بارتكابه انتهاكات فظيعة بحق السكان.

أحكم تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً بـ"داعش" أمس الحصار على مدينة كوباني (عين العرب) القريبة من الحدود السورية ـ التركية والتي تعد ثالث تجمع للأكراد في سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن عناصر هذا التنظيم المتطرف الذين سيطروا على اكثر من 64 قرية في منطقة كوباني منذ مساء الثلاثاء احرزوا مزيدا من التقدم، وهم موجودون في بعض الأماكن على بعد عشرة كيلومترات فقط من المدينة.

وأكد مصطفى عبدي، وهو ناشط وصحافي سوري كردي من كوباني يتنقل باستمرار الى الحدود التركية، "أن التنظيم يتقدم من الجهة الشرقية لكوباني". وقال إن "الشوارع خالية تقريبا ويخيم عليها شعور بالقلق والترقب"، مضيفا ان مدنيين "بينهم عجائز ومعوقون تم اعدامهم في القرى"، لكنه اكد عدم وجود حصيلة حتى الآن.

وأشار الى أن "السكان يحاولون العودة الى قراهم من أجل جلب بعض الحاجيات الا انهم يشاهدون على بعد مئات الامتار عناصر التنظيم الذين يسرقون منازلهم".

واضاف الناشط الكردي "ان غالبية النساء والاطفال غادروا كوباني ولكن هناك الاف الرجال المسلحين الذين يريدون الدفاع عن البلدة حتى آخر قطرة دم". الا انه استدرك متسائلا "لكن ماذا يمكنهم فعله امام الاسلحة الثقيلة التي يملكها التنظيم؟".

وقال عبدي: "نحتاج الى طائرة اميركية واحدة لقصف هؤلاء الهمج، اين التحالف ضد الارهاب؟ (الذي تقوده الولايات المتحدة) يجب عليهم انقاذ الشعب الكردي".

إبادة

وقال سياسي كردي من تركيا زار كوباني أمس الأول إن سكان المدينة أبلغوه أن مقاتلي الدولة الاسلامية يذبحون بعض الناس في تقدمهم من قرية الى أخرى.

وقال ابراهيم بينيجي نائب حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للاكراد في تركيا لـ"رويترز": "هذه ليست حربا بل عملية إبادة جماعية، فهم يدخلون القرى ويقطعون رأس شخص أو شخصين ويفرجون أهل القرية عليها". وأضاف: "حقيقة هذا وضع مخجل للانسانية"، داعيا إلى تدخل دولي. وتابع أن خمسة من زملائه من أعضاء البرلمان ينوون الاضراب عن الطعام خارج مكتب الامم المتحدة في جنيف للمطالبة بتحرك.

70 ألفاً فروا

ويواصل المدنيون الأكراد في المدينة وضواحيها الهرب نحو تركيا خوفا من عمليات انتقامية، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقد لجأ نحو 70 الف كردي الى هذا البلد المجاور منذ الخميس، كما ذكرت الامم المتحدة أمس.

وروى لاجئون من القرى أن الجهاديين قصفوا ودمروا المنازل وقطعوا رؤوس السكان الذين لم يغادروا.

وأسفرت المعارك التي ما زالت مستمرة في ضواحي كوباني، منذ مساء الثلاثاء، عن مقتل 37 مسلحا داعشيا على الأقل و27 من الأكراد.

حزب العمال

وجدد حزب العمال الكردستاني  الذي أمضى نحو ثلاثين عاما في القتال من أجل الحكم الذاتي لأكراد تركيا دعوته الى شباب الأكراد في جنوب شرق تركيا لحمل السلاح والتوجه إلى كوباني لانقاذها.

وقال الحزب في بيان على موقعه على الانترنت "إن دعم هذه المقاومة البطولية ليس مجرد دين في أعناق الاكراد بل كل شعوب الشرق الاوسط، فالاكتفاء بتقديم الدعم ليس كافيا ولابد أن يكون المعيار هو المشاركة في المقاومة، وأضاف البيان: "لابد أن تغرق فاشية الدولة الاسلامية في الدم الذي تريقه، وعلى شباب شمال كردستان (جنوب شرق تركيا) أن يتدفق في موجات على كوباني".

مواجهات على الحدود

وتجمع المئات من ألبان الأكراد تضامنا ليوم ثالث على الجانب التركي من سور الأسلاك الشائكة الذي يفصل بين جانبي الحدود قرب مدينة سروج حيث عبر كثير من اللاجئين.

وأطلقت قوات الأمن التي حاولت الحفاظ على النظام الغاز المسيل للدموع، ومدافع المياه وبدأ بعض المحتجين يقذفونها بالحجارة لابداء استيائهم.

أردوغان

الى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس إن تركيا لم تدفع فدية مقابل افراج تنظيم "داعش" في العراق عن 49 رهينة أتراك بينهم دبلوماسيون، كان اسرهم التنظيم خلال هجومه على مدينة الموصل في 11 يونيو الماضي. وأكد اردوغان إن "مفاوضات دبلوماسية" ادت الى الافراج عن عشرات الرهائن، وقال للصحافيين في مطار انقرة قبيل توجهه الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة "لم تكن هناك ابدا مساومة من اجل المال، لكن مفاوضات دبلوماسية وسياسية فقط وهذا انتصار دبلوماسي".

وردا على سؤال بشان احتمال ان يكون حصل تبادل لرهائن بمقاتلين من التنظيم المتطرف اجاب اردوغان "ليس مهما ان يكون حصل تبادل او لم يحصل، المهم هو ان الرهائن عادوا ولموا الشمل مع اسرهم".

وكان اردوغان قال امس الأول إن الرهائن الاتراك اطلق سراحهم ضمن "عملية انقاذ سرية" نفذتها القوات الخاصة التركية.

وتركيا العضو في الحلف الاطلسي هي احد ابرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

 وكانت ترفض حتى الان المشاركة في معارك ضد "داعش" متذرعة خصوصا بالقلق على مصير مواطنيها الذين كانوا يحتجزون رهائن. وقال اردوغان امس ان تركيا يمكن ان تغير موقفها ولو جزئيا بعد الافراج عن الرهائن.

 واوضح: "كان يمكن ان نقول نعم حين طلب منا المشاركة في التحالف (الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية) لكن ما كنا نستطيع فعل ذلك حينها، قلنا لهم لا يمكننا القيام بأي شيء الى حين تسوية ملف الرهائن".

واضاف "لقد قلنا انه لا يمكننا القيام بدور في التحالف لكن يمكننا التوصل الى خارطة طريق بعد مفاوضات مكثفة مع اعضاء التحالف". واكد انه بحث مع الرئيس الأميركي موضوع انشاء منطقة عازلة بين تركيا وسورية.

موسكو ودمشق

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي جون كيري بأنه يجب على واشنطن الالتزام بـ»الاحترام غير المشروط للسيادة السورية خلال انجاز خطط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يشمل استخدام القوة» ضد «داعش».

على صعيد آخر، أكد النظام السوري أمس مجدداً أنه تخلى عن الأسلحة الكيماوية، محذراً من تزويد المعارضة بهذا السلاح لتبرير أي عدوان عليه، بحسب وزارة الخارجية السورية.

(دمشق، أنقرة ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top