جملة عوامل دفعت المنتجين إلى طرح أعمالهم في مواسم بديلة عن شهر رمضان، أبرزها الظلم الذي تتعرّض له مسلسلات كثيرة في شهر رمضان لعدم قدرة المشاهدين على متابعتها بسبب الكم الهائل الذي يعرض على الشاشات في توقيت واحد، مع أن الأبطال من النجوم، بالتالي صعوبة تسويقها إلى المحطات الفضائية في العرض الثاني، باعتبار أنها لم تحقق نجاحاً في عرضها الأول.

Ad

من أبرز المسلسلات التي أخفقت في عرضها الأول على شاشة رمضان  «الإكسلانس» لأحمد عز و{الحكر» بطولة فتحي عبد الوهاب، وقد دفع هذا الواقع المنتجين إلى تغيير قناعتهم بشأن اعتبار الموسم الدرامي الرمضاني الأوحد، وتشجيعهم إقامة مواسم درامية أخرى خلال العام، لا سيما مع اتخاذ الفنانين قرارات بالمشاركة في أعمال درامية في مواسم أخرى تحصل على حقها في المشاهدة، مع تراجع مشاهدة الدراما التركية وزيادة متابعي الأعمال الدرامية المصرية والعربية الجديدة.

أبرز هولاء النجوم يسرا، فبعدما اعتاد الجمهور مشاهدتها في مسلسل من بطولتها على شاشة رمضان، أعلنت أخيراً أن تجربتها الدرامية الجديدة ستكون خارج سباق رمضان بعد استقرارها على سيناريو جيد. يذكر أن الجزء الثاني من مسلسل «سرايا عابدين» سيعرض الشهر المقبل على قناة «أم بي سي».

كذلك، قررت إيمي سمير غانم الابتعاد عن الدراما الرمضانية والتركيز في الجزء الثالث من مسلسلها الدرامي «هبة رجل الغراب» الذي يجري التحضير له راهنا، ليعرض عقب انتهاء الشهر الكريم.

تحرر من الضغوط

رانيا يوسف التي يعرض لها راهنا مسلسل «الصندوق الأسود» تعتبر أن الحضور على شاشة رمضان له مذاق خاص مع الجمهور، خصوصاً أن نسبة المشاهدة تكون مرتفعة  فيه، مشيرة إلى حرصها على الحضور  الرمضاني من خلال عمل واحد على الأقل، لما يمثل من عادة مميزة بالنسبة إليها لا تفضل التخلي عنها.

تضيف أن العرض الدرامي خارج رمضان له مميزات، من بينها نجاح العمل الجيد في الحصول على نسبة مشاهدة مرتفعة من الجمهور الذي لا يكون مضغوطاً لمشاهدة كمّ من الأعمال في فترة زمنية قصيرة، لافتة إلى حرصها على المشاركة بأعمال تعرض خارج رمضان أيضاً، ومعبرة عن سعادتها بالمواسم المتعددة للدراما، نظراً إلى تنوع الأعمال الفنية وتقديم مزيد منها، لافتة إلى أن «الصندوق الأسود» الذي يعرض راهنا حقق ردود  فعل جيدة.

تعزو داليا البحيري الارتباط بالموسم الدرامي الرمضاني إلى المنتجين ولا دخل للفنانين فيه، خصوصاً أن تجارب المواسم الموازية حديثة العهد نسبياً، نتيجة الاعتقاد الخاطئ بأن المشاهدة تكون في رمضان فحسب، مشيرة إلى أن تجربتها في مسلسل «في غمضة عين» والنجاح الذي حققه كان لهما الفضل في تشجيع المنتجين على طرح أعمالهم في المواسم الموازية.

حول عرض «خيانة عصرية» خارج رمضان، تؤكد البحيري أنها تهتم بجودة العمل، بغض النظر عن توقيت العرض، ذلك أن العمل الجيد ينجح في أي توقيت يطرح فيه، لافتة إلى أنها تشعر براحة في العرض خارج السباق الرمضاني مرتبطة بالهروب من ضغط التصوير وعدم الاضطرار للموافقة على جودة أقل في بعض المشاهد بسبب ضيق الوقت أحياناً.

اختيار الأفضل

يلاحظ  ماجد المصري أن المواسم الجديدة فرصة للمؤلفين كي لا يكونوا  محكومين بتوقيت محدد للانتهاء من كتابة أعمالهم، مشيراً إلى أن تجارب الدراما الطويلة وعرض أعمال ثلاثين حلقة خارج رمضان حققا مكانهما على الساحة الفنية.

يضيف أنه يفضل أداء دور جيد في عمل يعرض خارج رمضان بدل دور أقل في عمل رمضاني، مؤكداً أنه بات للفنانين القدرة على اختيار الأفضل من خلال مشاريع درامية متعددة يتم إنتاجها سنوياً.

من جهته يوضح حسن الرداد أن توقيت العرض لا يستطيع وحده ضمان نجاح أي عمل درامي، بل الأهم، بالنسبة إلى الممثل، التركيز على القصة والحبكة الدرامية التي تقدّم في المسلسل.

يتابع أن تجربة عرض دراما تلفزيونية طويلة خارج رمضان أثبتت نجاحها، لافتاً إلى أن تغير معايير العرض ووجود قنوات مشفرة تسعى إلى تقديم أعمال درامية لجمهورها طوال العام حققا انتعاشة في عرض الأعمال خارج رمضان.