أقيمت أمس الأول ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي فعالية بعنوان «منارة ثقافية كويتية للإعلامي الراحل بدر المضف»، في مكتبة الكويت الوطنية، ألقت الضوء على مساهماته الرائدة في مجالي التلفزيون والإعلام.

Ad

وشارك في الفعالية بورقتي بحث مدير عام مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية علي الريس، والزميل الناقد عبدالستار ناجي، وأدارتها الإعلامية القديرة أمل عبدالله، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني د. بدر الدويش.

وتضمنت عرض فيلم تسجيلي عن المضف، وتقديم شهادات لنجله رامي المضف والمخرج أحمد البقشي عن شخصيته وسيرته الحافلة بالعطاء. واستهلت الإعلامية أمل عبدالله الحديث بالقول: «نحتفل اليوم بالمنارة الإعلامية للراحل الزميل بدر المضف، فهو رجل كان فعله أكثر من قوله، متعدد المناشط لم يكن إداريا فقط بل كان مخرجا ومعدا، ومارس كل أمور العمل الفني».

من جهته، ذكر علي الريس، في ورقته «بدر المضف... الأستاذ والزميل والمبدع»، أنه أحد رواد العصر الذهبي للإعلام في الكويت، وكان حريصا خلال توليه مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك على تطوير مفردات التعاون الفني والإعلامي، معتمدا على أجيال الحرفتين الإعلامية والفنية بالكويت ودول مجلس التعاون.

وأضاف أن الراحل كان يمتلك طموحا لا نهاية له، حيث ظل شغوفا بالعمل الإعلامي حتى يومه الأخير في مشواره الإنساني، فاستحق تقدير من عاصروه واعجاب الجيل الجديد على ما قام ببنائه.

قسم السينما

بدوره، أشار عبدالستار ناجي، في ورقته «بدر المضف... الكويت والشباب والزمن الجميل أبرز مفردات أعماله»، إلى أن الراحل تولى إدارة أول قسم خاص للسينما في مبنى التلفزيون، والذي تم تجهيزه آنذاك بأحدث المعدات والآلات السينمائية، وأنتج من خلاله الكثير من الأفلام الوثائقية والتسجيلية.

وأكد اعتزاز المضف خلال مسيرته بإنتاج قسم السينما بتلفزيون الكويت أول فيلم روائي عام 1965 بعنوان «العاصفة»، والذي ينظر إليه كنقطة انطلاق لتاريخ السينما بالكويت، الذي عالج قضية الكويت ما بعد النفط، بطولة عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي، وإخراج محمد السنعوسي.

ولفت إلى ان حضور الراحل برز من خلال إدارته لعدد من الإدارات والأقسام في تلفزيون الكويت، إضافة إلى منصبه كمدير تنفيذي لمؤسسة الانتاج البرامجي المشترك، حيث ذاع صيت رسائلها التعليمية والصحية والتراثية إلى أنحاء العالم العربي خاصة برامج «سلامتك» و»نحن معك» والأفلام البيئية و»التحول الكبير» الذي عُرض على قناة «ديسكفري».

وشدد على حرص الراحل على حضور المواهب الكويتية الشابة، إذ تمثل هذا في تقديمه عددا من الأسماء الكويتية الشابة في تلك المرحلة، ومن بينهم المطربة المعتزلة عالية حسين، مبينا أن «حواراته مع كبار الفنانين في التلفزيونات كان لها صدى طيب، حيث كنا أمام خبرة إعلامية عريضة تمتلك مخزونا من المعلومات تنم عن معرفة جيدة بمحاوريه من خلال الوظائف والمواقع التي عمل لها».

برنامج وثائقي

ومن بين شهادات زملائه، قال المخرج هاشم الشخص: «كان الراحل يشارك زملاءه المشورة فترة توليه إدارة التلفزيون، حيث اهتم بتوثيق الأفلام الكويتية القديمة، وتاريخ الكويت، وأنتج برنامجا وثائقيا عن الفنان الراحل عبدالله الفرج تحت عنوان رواد الغناء والموسيقى مع زميله المبدع الموسيقار يوسف المهنا».

من جانبه، لفت فوزي التميمي إلى تجربة الراحل الرائدة في إنتاج البرامج المنوعة، مثل برنامج «الكلمة والنغم والحوار»، تلك التجربة التي غيرت تفكير الكثير من مخرجي المنوعات، وجعلتهم يخرجون من التقليد القديم إلى النوع المميز.

وفي نهاية المنارة، قدّم د. الدويش درعا تكريمية لأسرة الراحل تسلمها نجله رامي المضف.