في خطوة لتصحيح المسار للقوات الأمنية العراقية بعد إخفاقها من قبل، استطاعت السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية في محافظة صلاح الدين، وفي طريقها لتحرير مصفاة بيجي التي تحاصرها عناصر تنظيم داعش.

Ad

استعادت القوات العراقية أمس السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، والقريبة من كبرى مصافي النفط، بعد أشهر من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ»داعش» عليها.

وقال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم إن «القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة بالكامل على مدينة بيجي، بعدما فر مسلحو داعش» منها.

وأكدت مصادر عسكرية سيطرة القوات الأمنية على بيجي ومتابعة تقدمها شمالا لفك الحصار عن المصفاة التي لا تزال تحت سيطرة القوات العراقية، إلا أنها محاصرة من قبل «داعش» وتتعرض لهجمات. وقال ضابط برتبة لواء في الجيش إن «القوات تتجه لتحرير مصفى بيجي، وتقوم بتحرير قرية البوجواري الواقعة على الطريق الى المصفاة».

وشدد رائد في قوات التدخل السريع، التابعة للشرطة، على حدوث «اشتباكات متقطعة مع إرهابيين يتحصنون في مواقع داخل قرية البوجواري».

وتشكل السيطرة على بيجي أحد أبرز النجاحات العسكرية في الحملة ضد التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق.

قتلى «داعش»

وأفادت مصادر أمنية عراقية أمس بأن 16 شخصا من عناصر تنظيم «داعش» بينهم قياديون قتلوا في قصف لقوات التحالف الدولي في إحدى المناطق التابعة لمحافظة صلاح الدين.

وفي كركوك ذكرت مصادر أمنية عراقية أمس أن 20 شخصا من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا وأصيب 8 من عناصر البيشمركة الكردية في اشتباكات مسلحة بين الطرفين في إحدى القرى غربي كركوك.

الجنرال ديمبسي

وكان رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي قال أمام جلسة استماع في مجلس النواب أمس الأول، إن «إرسال قوات أميركية صغيرة للقتال مع القوات المحلية يبقى خيارا يمكن النظر فيه، خصوصا عندما تشن القوات العراقية والكردية هجوما مضادا لاستعادة مدينة الموصل أو مناطق على طول الحدود السورية».

التطوع في الأنبار

واعلن قائد عمليات محافظة الانبار اللواء الركن قاسم المحمدي أمس فتح باب «التطوع المفتوح» لابناء عشائر المحافظة ضمن قوات الجيش في قاعدتي الحبانية وعين الاسد شرق وغربي الرمادي، بينما دعا عشائر الانبار الى «التهيؤ لحمل السلاح للوقوف مع القوات الامنية لتحرير مدن المحافظة من تنظيم داعش».

وأكد عدد من أعضاء مجلس محافظة الأنبار دعمهم لقائد عمليات الأنبار الجديد اللواء الركن قاسم المحمدي.

المرجعية الدينية

إلى ذلك، رحبت المرجعية الشيعية في العراق بما وصفته «الانفتاح» على دول الجوار.

وقال ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء أمس، إن «الساحة شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تحركا خارجيا لمسؤولين في الدولة ضم مختلف الفرقاء، بهدف الانفتاح على دول الجوار وفتح صفحة جديدة من علاقات التفاهم والتعاون»، معتبرا ان «تلك التحركات خطوة صحيحة». وأعرب عن أمله أن «تلقى هذه الجهود تجاوبا مناسبا في تعاضد الجهود».

وكان بيان صدر عن الرئيس العراقي فؤاد معصوم، عقب لقائه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في السعودية مساء الثلاثاء الماضي، اكد أن العاهل السعودي اشاد بالسيستاني.

في سياق آخر، أعربت المرجعية الشيعية عن أملها ان يكون قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي الأخير بإعفاء وإقالة عدد من القيادات الأمنية خطوة لإصلاح المنظومة العسكرية.

وقال الكربلائي إننا «نأمل أن يكون تغيير القيادات الأمنية والعسكرية خطوة في سبيل إصلاح المنظومة العسكرية في البلاد، واعتماد البناء المهني لمؤسسات الدولة»، مشيرا الى أن «من جملة الأسباب التي أدت لتدهور الأوضاع الأمنية أخيرا هو الفساد المالي والإداري».

وحث القيادات العليا في البلاد على «تضافر جهودهم، والتحلي بالشجاعة في تشخيص مواطن الفساد ومحاربته»، محذرا من أن «الفساد اذا بقي في مستوياته الحالية فإنه لا يترجى للعراقيين مستقبل زاهر في الاستقرار الأمني والسياسي والتنمية الاقتصادية».

(بغداد - أ ف ب، د ب أ)

اتفاق النفط خطوة أولى لحل خلاف أربيل وبغداد

اعتبر وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي أمس أن الاتفاق الأولي الذي توصل اليه مع حكومة إقليم كردستان العراق حول بعض القضايا العالقة المتعلقة بالنفط والموازنة خطوة لحل خلافات كانت تهدد «الوحدة الوطنية».

وتوصل عبدالمهدي خلال اجتماعه مع رئيس حكومة كردستان نيجيرفان البرزاني في أربيل أمس الأول، الى اتفاق على تحويل 500 مليون دولار الى الإقليم من الرواتب المستحقة لموظفي الاقليم مقابل وضع الأخير 500 ألف برميل من النفط يوميا في تصرف الحكومة المركزية، وذلك بعد زيارة لنائب رئيس الجمهورية اياد علاوي الى اربيل وهو كان قد تعهد بحل الخلافات بين اربيل وبغداد.

ويشكل الاتفاق «خطوة أولى» لحل الخلافات بين الطرفين حول مواضيع شتى، بينها الموارد الطبيعية وتقاسم السلطة والأراضي المتنازع عليها، وحصة الإقليم من الموازنة. وقال عبدالمهدي في بيان انه «تم الاتفاق مع الأخوة في حكومة الإقليم على بدء أولى الخطوات لإعادة بناء الثقة وحل الخلافات بشكل شامل وعادل ودستوري، بعد أن تصاعدت الأزمة، وشكلت شرخاً يهدد ليس المصالح الاقتصادية والأمنية والسياسية فحسب، بل يهدد الوحدة الوطنية ايضاً»، مضيفا أن الخلافات بين الطرفين التي ازدادت حدة منذ بداية 2014 أدت الى «خسارة الخزينة العراقية لإنتاج النفط من الإقليم وصادراته وخسارة الإقليم لتسلم مستحقاته من الموازنة العامة».

ورأى أن الاتفاق ليس «حلاً نهائياً، لا لقضية المستحقات المتبادلة، ولا لقضية الصادرات والانتاج، بل يفتح الطريق للبدء بوضع حلول شاملة».

(بغداد - أ ف ب)

واشنطن ترحب بإصلاح الجيش

عبر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس الاول عن تفاؤله بأن يسمح عزل عشرات القادة العسكريين العراقيين برفع معنويات الجيش وجذب السنة الى محاربة تنظيم «داعش» مع تجدد الجهود الأميركية لتدريب قوات الأمن العراقية.

وقال هيغل أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي إن «هذا الوزير الجديد للدفاع وهذه الحكومة الجديدة يقومان بإعادة بناء قيادة القوات الأمنية العراقية»، مشيراً بذلك الى وزير الدفاع العراقي الجديد خالد العبيدي (سني).

ولفت الى أن عزل 36 قائدا عسكريا لأسباب مرتبطة بـ «مكافحة الفساد»، يدل على إصلاح «رأس» القيادة العسكرية، موضحا أن وزير الدفاع العراقي يتجه نحو تشكيل حرس وطني يعطي سلطات أوسع للعشائر السنية في محافظة الأنبار غرب البلاد.

ورأى أن رئيس الحكومة حيدر العبادي اتخذ «خطوات في الاتجاه الصحيح» للانفتاح أكثر على السنة، لكنه أكد ضرورة القيام بمزيد من الإصلاحات السياسية.

(واشنطن - أ ف ب)