{التحرير} أولى القنوات التي غيرت جلدها استبدلت اسمها بـ {تن} منطلقة بشكل جديد ومختلف على أمل أن تلفت الأنظار إليها، بعد انحدار شعبية {التحرير} في آخر أيامها بسبب الأزمات المتتالية التي واجهتها.

Ad

تعاقد مجلس إدارة {تن} مع إعلاميين ورموز الفن والرياضة، وبعد انطلاقتها الجديدة وظهر على شاشتها الراقصة فيفي عبده واللاعب المعتزل محمد بركات، بالإضافة إلى الإعلاميين: رامي رضوان، عمرو عبد الحميد، عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار الأسبق بمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.

{العاصمة} و{الناس}

توافق مالكو قناة {العاصمة} - الضياء سابقاً - على الاسم الجديد بعد فترة طويلة من التردد، ففي بادئ الأمر كانت {الضياء} تقتصر على لقاءات حصرية مع مالكها سعيد حساسين خبير الأعشاب، بالإضافة إلى برنامج آخر يتحدث عن الجن والمس الشيطاني، علاوة على تأجيرها ساعات للراغبين في تقديم مواد إعلانية أو إعلامية، وعندما أراد صاحبها تغيير الاسم قرر أن يكون dbc في بادئ الأمر،  لكن في النهاية تم الاستقرار على {العاصمة}.

تعاقد مجلس إدارة {العاصمة} مع الإعلامية منى الحسيني لتكون رئيسة للقناة التي اتفقت بدورها مع إعلاميين من بينهم: سيد علي والصحافي ممتاز القط، وفنانين من بينهم: نهال عنبر، طلعت زكريا، محمود معروف وعزمي مجاهد.

أما قناة {الناس} السلفية فغيرت هويتها للمرة الثانية، عندما بدأ إرسالها عام 2006 كانت فنية وترفيهية، وبعد عام من انطلاقتها  تحوّلت إلى قناة دينية بصبغة سلفية متشددة، وظلت كذلك حتى إغلاقها في 3 يوليو 2013، وفي الأسابيع الماضية فوجئ الجمهور بعودة إرسال القناة بالاسم نفسه مع اختلاف طفيف في تصميم شعارها.

ترافقت الحملات الدعائية لـ {الناس} بموسيقى، وهو ما كانت ترفضه الإدارة السابقة، لكن الأمر تغير بعدما بيعت القناة لأحد رجل الأعمال الذي سيظهرها بإطلالة صوفية، وبإشراف عام من مفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة، وتم الاتفاق مع الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية، لتقديم برنامج «رحلة مع الكتب» لتشجيع القراءة والمعرفة وبناء حاسة النقد العلمي لدى الجمهور.

سوق الإعلام

يرفض الدكتور عماد جاد، رئيس مجلس إدارة «تن»، الاتهامات الموجهة للقناة بأنها غيرت اتجاهها وباعت ثورة يناير وتنصلت منها، مؤكداً أن تغيير الاسم لا يدل على شيء من هذا القبيل، خصوصاً أن  كلمة «تن» تختصر قنوات التحرير، موضحاً أنهم لجأوا إلى هذا التغيير بعد  دراسة سوق الإعلام المصري والعربي جيداً.

يضيف: «الإعلاميون الذين تعاقدنا معهم يتمتعون بسمعة جيدة ومن أصحاب الكفاءة، وقد أنعشوا القناة بخطة برامجية جديدة، تتنوع بين الترفيه وقضايا اجتماعية وسياسية، ليشعر الجمهور باختلاف الشكل»، موضحاً أنهم يراهنون على مهنية هؤلاء الإعلاميين الذين يستطيعون إطلاق أي قناة، مشيراً إلى أن «تن» تتعهد بالحفاظ على الهوية المصرية، وأن القيمين عليها اتفقوا على  رفض المسلسلات التركية.

بدورها توضح نهال عنبر، مقدمة «عنبر الستات» على قناة «العاصمة»،  أن برنامجها يحاكي  احتياجات المرأة من صحة وجمال ورجيم وحمل  وقضايا أخرى، فضلا عن  مشكلات اجتماعية، على غرار الإدمان والتحرش، مؤكدة أن هذه النوعية من البرامج تلقى رواجاً لأن القضايا التي تطرحها  تهم الجميع.

تضيف أن هذه التجربة شيقة، بالنسبة إليها، خصوصاً  أنها تنجذب وتتفاعل مع هذه النوعية من البرامج التي لا تهتم بجمال للمرأة فحسب، بل تعرض قضايا شائكة، مشيرة إلى أنها ستقدم حلولاً في نهاية كل حلقة من خلال خبراء الاجتماع، ومؤكدة أن «العاصمة» تضم كوكبة من نجوم الإعلام القادرين على جعلها رقم واحد بين القنوات الفضائية العربية.

ثقة وصدق

يرى د. سامي الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، أن جسر الثقة بين الوسائل الإعلامية والمشاهد يبنى بمرور الوقت ومع شعور الأخير  بأن هذا الكيان صادق في ما يقدم، موضحاً أن تغيير بعض القنوات في شكلها ومضمونها قد يكسبها مشاهدين جدداً ويزيد ارتباطهم بها، مطالباً القنوات الفضائية والقيمين عليها بمراعاة الأمانة والمهنية في ما يقدمون.

يضيف: «سئم الجمهور الإعلام الحكومي على مدار فترات سابقة، لانحيازه المباشر للحاكم، ولا يرضى أحد أن يستبدل الانحياز للحاكم في الإعلام الحكومي بأموال رجال الأعمال في القنوات الخاصة»، مشيراً إلى أن بعض أصحاب القنوات الخاصة لا يبحث إلا عن مصلحته الشخصية، مطالباً بوجود بند في تعاقد الفضائيات مع المذيعين يوضح سياسة القناة وتوجهها، ليضمن التزام الإدارة بعدم تغيير السياسة، وفقا لرغبات المالكين  وقت يشاؤون.