أكد محمد المطيري ان استراتيجية «مؤسسة البترول» تهدف إلى جعل مصفاة الزور مجمعاً يضم كلاً من المصفاة ومجمع البتروكيماويات ومنشأة استيراد الغاز المسال، وثمة تفكير بإنشاء شركة مستقلة تدير المجمع كله، بينما تدير «البترول الوطنية» المشروع إلى حين إنشاء الشركة.

Ad

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني ان أسعار النفط ستبقى بنفس المستويات خلال الفترة القادمة بحدود ٦٥ دولارا للبرميل، مبيناً ان تلك المستويات ستظل على معدلاتها حتى تستقر أوضاع العالم الاقتصادية أو تحدث انتعاشة أو تتغير سياسة الدول المصدرة للنفط في "أوبك".

واوضح العدساني في تصريح صحافي على هامش مؤتمر ومعرض النفط الثقيل، الذي عقد امس، ان إنتاج الكويت من النفط في الوقت الراهن يقدر بحوالي ٢.٩ مليون برميل يوميا، والإنتاج في معدلاته الطبيعية ولا يوجد خفض بالوقت الراهن، مشيرا الى ان إنتاج منطقة الوفرة الكلي يبلغ نحو ٢٠٠ الف برميل يوميا منها ١٠٠ الف برميل لشركة شيفرون السعودية ومثلها لشركة نفط الخليج، وإنتاج الوفرة يسير وفق خططه حسب العمليات ولا يوجد خفض في كميات الإنتاج حاليا.

واضاف ان استراتيجية المؤسسة لا تتحدث عن عام أو عامين لكنها تمتد الى عام 2030، مشيرا الى ان الخطط التي تنفذها المؤسسة طويلة الأجل وتبني مشروع النفط الثقيل يمتد الى عشرين عاما، مؤكدا ضرورة ان تبدأ المراحل الأولى لإنتاج النفط الثقيل في المرحلة الحالية لتظهر نتائجها مستقبلا.

وأشار الى انه ليس من المعلوم متى يعود الإنتاج في حقل الخفجي، موضحا ان الطلب العالمي على الطاقة يضعنا كمنتجين للنفط أمام التزامات ومسؤوليات كبيرة، وقد وضع القطاع النفطي ممثلاً في مؤسسة البترول الكويتية، ومجموعة شركاتها التابعة، وفي مقدمتها شركة نفط الكويت استراتيجية طموحة، تتضمن تنفيذ مشاريع جديدة لتطوير حقولنا النفطية، بهدف زيادة القدرة الإنتاجية، ومن ذلك تطوير حقول النفط الثقيل، حيث يجري حالياً حفر آبار استكشافية جديدة في شمال البلاد.

وفيما يتعلق بالمؤتمر، ذكر العدساني في كلمته، ان المؤتمر يطرح قضية على درجة كبيرة من الأهمية، فالنفط الثقيل بات اليوم واحداً من الأهداف الاستراتيجية لمعظم شركات النفط العالمية، وهو كذلك بالنسبة لنا هنا في دولة الكويت، حيث يولي القطاع النفطي اهتماماً متزايداً بتطوير النفط الثقيل، ووضع البرامج الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.

وتابع العدساني بقوله ان القطاع النفطي الكويتي يسعى إلى التعامل بكفاءة مع التحديات التي تواجه عملية إنتاج النفط الثقيل، وهو يمضي بالفعل على طريق الاستفادة المثلى من مخزون البلاد من هذا النفط، مؤكدا ان هناك دراسات تجري في الوقت الراهن لتفعيل تجربة إنتاج النفط الثقيل حيث ان النتائج النهائية للتجربة ستحدد مستقبل المشروع.

النفط الثقيل

وبدوره، أكد الرئيس التنفيذي في شركة نفط الكويت هاشم هاشم أن الشركة ماضية قدما في تنفيذ المرحلة الأولى لإنتاج النفط الثقيل التي تهدف إلى إنتاج 60 ألف برميل يوميا، بالإضافة إلى المرحلتين الثانية والثالثة والتي سيتم البدء فيهما مستقبلا، إذ يتوقع ان تتم ترسية المرحلة الأولى بحلول نهاية الشهر الجاري على أن يتم بدء الأعمال خلال الخطة الزمنية المرصودة للإنتاج حسب البرنامج الزمني الموضوع أغسطس 2018 لبدء التشغيل.

وذكر هاشم ان الشركة ماضية في تنفيذ المرحلة الثانية من تطوير الغاز الحر، وهي تعمل على إجراء الدراسات والتخطيط للمرحلة بهدف وصول إنتاج الكويت من الغاز الحر إلى 500 مليون قدم مكعبة يوميا بحلول 2020، لافتاً الى ان كلفة المرحلة الأولى من النفط الثقيل تبلغ 4.2 مليارات دولار.

وعن مدى تأثير النفط الصخري على إنتاج النفط الثقيل لاسيما ان تكلفة إنتاجه تعتبر مرتفعة نوعا ما، قال هاشم ان اقتصادات النفط الثقيل مجدية، مؤكداً أن الشركة ماضية قدماً في تنفيذ كافة مشاريع النفط الثقيل.

وأشار الى ان مؤتمر النفط الثقيل يعتبر من المؤتمرات المهمة التي تنظمها الكويت للمرة الثانية بمشاركة كبرى الشركات العالمية والخليجية، مشيرا إلى أنه فرصة سانحة لاكتساب الخبرات ونقل التكنولوجيا من خلال تبادل أوراق العمل والمعلومات.

وشدد هاشم على أن استراتيجية الشركة لإنتاج النفط الثقيل تأتي ضمن استراتيجيتها الطموحة لإنتاج 4 ملايين برميل بحلول 2020، موضحا أن النفط الثقيل يعتبر جزءا مهما من برنامج الاستراتيجية لاسيما مع احتواء الكويت لكميات ضخمة منه.

مستشار مالي

ومن ناحيته، ذكر الرئيس التنفيذي في شركة البترول الوطنية محمد غازي المطيري أن الشركة انتهت من تعيين المستشار المالي لتمويل مشروع الوقود البيئي وهو الآن في بداية التقييم وخلال منتصف يناير 2015 سوف يزودنا بالخطة العامة للممولين.

ومضى المطيري قائلا ان استراتيجية المستشار تهدف حالياً الى الحديث مع الجهات الممولة الحكومية ومن ثم البنوك على أن تنتهي خلال أسبوعين من الجهات الحكومية الممولة الخارجية ومن ثم الانتقال للبنوك العالمية.

وأضاف أن كافة المشاريع لها دراسات كمية ونوعية ودراسات لمعالجة السلبيات، مبينا أن الشركة تقوم بصفة دورية بتحديث الدراسات وفقاً للمشاريع التي يتم إنشاؤها أو التي يتم البدء فيها.

وأشار الى أنه تم إغلاق الحزمة الرابعة من الحزم الرئيسية لمصفاة الزور والخاصة بإنشاء الخزانات، حيث  ان الحزمة رقم 5 سيتم إغلاقها في 6 يناير 2015 وعن الحزم 1، 2 ، 3 أشار الى أن إغلاقها سيكون في 13 يناير 2015 موضحا أن عملية التقييم الفني للعطاءات تستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر على أن يتم إعلان الفائز للحزمة الرابعة في شهر مارس 2015.

وقال المطيري ان استراتيجية المؤسسة تهدف إلى جعل مصفاة الزور مجمعا يضم كلا من المصفاة ومجمع البتروكيماويات ومنشأة استيراد الغاز المسال، حيث يدور التفكير حالياً حول إنشاء شركة مستقلة تدير المجمع كله، بينما تدير شركة البترول الوطنية المشروع لحين إنشاء الشركة، لافتا إلى أن الميزانية المرصودة لمشروع مصفاة الزور تقدر بـاربعة مليارات دينار.

وعن مشروع استيراد الغاز ذكر أن المشروع في مرحلة الدراسات الأولية وسينتهي المستشار الفني من الدراسات الأولية بنهاية ديسمبر الجاري، مبيناً أن طاقة المشروع 3 مليارات قدم مكعبة يومياً، إذ وصلت دراسة دمج مجمع البتروكيماويات مع المصفاة الى مراحل متقدمة ويجري تحديد الجدوى الاقتصادية والكلفة المتوقعة للمنشأة.

السوق العالمي

بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي لشمال الكويت في شركة نفط الكويت عماد سلطان ان النفط الثقيل يلعب دوراً أساسياً وبشكل متزايد في تلبية احتياجات السوق العالمي للنفط، ويتطلب مستوىً عاليا وغير اعتيادي من الجهود والخبرات لتطوير الغاز الثقيل وإنتاجه اقتصادياً، إذ تشهد منطقة الشرق الأوسط تاريخاً حافلاً بالتحديات والفرص المصاحبة لتطوير النفط الثقيل وإنتاجه، حيث ان بعض حقول النفط الثقيل منتجة وبعضها قيد التقييم والتطوير.

وأوضح سلطان في كلمته ان عنوان هذا المؤتمر "ابتكارات النفط الثقيل لا حدود لها"، ويستقطب هذا الحدث ثروة من الابتكارات التي جعلت من الممكن تحقيق تحسينات مهمة في مجال استكشاف، وتطوير، وإنتاج، وتكرير النفط الثقيل في مناطق معروفة، فضلاً عن المناطق النائية والصعبة على هذا الكوكب.

وذكر ان اللجنة استقبلت أوراق عمل فنية ذات جودة عالية من 25 شركة في المنطقة وحول العالم من 15 دولة. ومن بين 180 ملخصا، تم انتقاء 60 ورقة ستقدمها شركات النفط المحلية وشركات النفط العالمية، وشركات الخدمة، والمؤسسات الأكاديمية، وقطاعات أخرى لتساهم بتقنياتها وأبحاثها في قطاع الغاز الثقيل.

وقال ان الحدث سيغطي 11 جلسة فنية، حيث ستركز إحدى الجلسات على الغاز الثقيل وقطاع الاستكشاف والإنتاج، وقطاع التكرير والتسويق، وسيقوم بتقديم المحاضرات متحدثون من شركة نفط الكويت، والشركة الكويتية لنفط الخليج، وشركة البترول الوطنية الكويتية.

كما سيشمل المؤتمر على دورتين تدريبيتين على مدى يومين حول استخراج النفط الثقيل ورفع جودته، كما سيضم معرضاً بمساحة 1200 متر مربع تُستعرض فيه التقنيات، والخدمات، والمعدات والأدوات الأكثر تطوراً. وستتيح جميع هذه الأنشطة فرصاً للتواصل، والتعارف وتبادل المعرفة حول أحدث الابتكارات وما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع النفط الثقيل.

تطوير الإنتاج

قال مدير مجموعة معاينة الآبار في شركة نفط الكويت سعيد شاهين ان شركة نفط الكويت لديها جهود كبيرة من أجل تطوير إنتاج النفط الثقيل وفقا لاستراتيجية شركة نفط الكويت ٢٠٢٠ والتي تهدف الى انتاج 60 الف برميل يوميا من النفط الثقيل وتصل إلى 270 الف برميل يوميا بحلول 2030.

وأوضح ان مجموعة معاينة الآبار هي المسؤولة عن عمليات الرفع الصناعي للانتاج و"سيكون على عاتقنا تشغيل المضخات الميكانيكية التي ستعمل على رفع النفط الثقيل الى السطح ولذلك سنقوم باستقدام نحو 1800 مضخة سيتم تركيبها في 2018".