الأمن أم الحرية؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
فأكثر الدول استقراراً هي أكثر الدول حرية.بل إنه ومن واقع الدراسات الموثقة فإن أكثر الدول التي تعاني من حالة أمنية ضعيفة ومترهلة هي تلك الدول التي تطبق أنظمة أمنية صارمة، وبالذات ضد الذين يعبرون عن آرائهم بطريقة سلمية. الحرية والأمن قيمتان يجب أصلاً ألا تتم مقارنتهما ببعضهما، أو أن يكونا موضوعاً للمقارنة، فوضعهما في كفي مقارنة يوحي بأن تدهور الأمن هو ناتج عن تزايد الحرية، بينما تفيد كل الاستقراءات والدراسات العلمية بأنه كلما زاد القمع وكبح الحريات فإن النتيجة المحتملة هي عدم استقرار وتهديد للأمن.المعادلة إذاً مقلوبة على رأسها، ومطلوب تعديلها وجعلها تسير على قدميها بالوجهة الصحيحة، تأسيساً على قاعدة أن الحرية ضمن قواعدها العامة هي الضامن للأمن وليس العكس.وتصبح المسألة أكثر قسوة وتدميراً للمجتمع عندما يتوافق الرأي السياسي مع الرأي الأمني في المعالجة الأمنية للحريات، وبالتالي تقييدها وملاحقتها، لأغراض سياسية.لا علاقة للحريات بالأمن وتراجعه، فإن تراجع الأمن فابحثوا عن سبب آخر لتدهوره، والأسباب هنا كثيرة، ولن يكون منها الحرية.