أظهر خروج منتخبنا الأول لكرة القدم من بطولة "خليجي 22" بهذا الشكل وبهذه النتيجة الكبيرة، علامات تعجب كبيرة عن أسباب هذا المستوى السيئ الذي قدمه المنتخب في البطولة.  

Ad

كشفت بطولة "خليجي 22" المقامة حاليا في الرياض سوأة منتخب الكويت لكرة القدم البطل التاريخي لهذه الكأس بحمله اللقب 10 مرات كان آخرها في "خليجي 20" في اليمن، ولم ينجح الأزرق في خليجي الرياض على الإطلاق في تقديم المستوى المنتظر على الرغم من تصدر المجموعة حتى الجولة الأخيرة من الدور التمهيدي.

 فكان الفوز على العراق في الوقت بدل الضائع بتسديدة للموهوب فهد العنزي عملا فرديا، ولولا حسن الطالع لخرج الأزرق في مواجهة العراق مهزوما بعدد وافر من الأهداف، ووقتها ورغم الفرحة الكبيرة للجماهير الكويتية تمت الإشارة إلى أن الأزرق لا يبشر، وأن الفوز على العراق فوز وهمي، لكن الجميع تأمل خيرا أن تتعدل الأمور في مواجهة الإمارات، وأن يكون الفوز على العراق فاتحة خير على الأزرق للتعملق من جديد في دورات الخليج.

 لكن أوراق التوت بدأت في التساقط سريعا عن الأزرق، ولولا الفروقات الفردية لبدر المطوع في مواجهة الإمارات لخرج الفريق بفضيحة لا تقل عن خماسية عمان الأخيرة، فالأزرق أمام الإمارات عاد من دون تدخلات فريدة وفي غفوة من المنتخب الإماراتي خطف يوسف ناصر هدفا من كرة بالمقاس لبدر المطوع، والذي كان في يومه وسجل هدفا ثانيا أنقذ الأزرق.

 وما تحقق في مباراة الإمارات لا ينسب للجهاز الفني بقيادة فييرا، لاسيما أن تصحيح الأوضاع جاء سريعا داخل الملعب من اللاعبين، ومن دون تدخل فييرا، حيث جاءت أهداف المباراة الأربعة في الشوط الأول.

وجاءت مواجهة المنتخب العماني، ذلك المنتخب الذي يعاني الأمرين منذ فترة طويلة بسبب غياب أبرز لاعبيه للإصابة، وهو ما استدعى وجود هاني الضابط وعمره بات قريبا من منتصف الأربعينيات، لكن رغم هذا نجح المنتخب العماني في إزاحة الستار تماما عن كل العيوب الموجودة في الأزرق مع المدرب البرازيلي فييرا، فدفاعات المنتخب واهية، والوسط كارثة من العيار الثقيل، والهجوم تائه ومعزول عن باقي الفريق، وهو ما ظهر جليا في انطلاقات بدر الكرة الكويتية نحو مرمى العملاق علي الحبسي، حيث كانت تغيب المساندة في ظل عدم قدرة أكثر من لاعب مجرد "الركض" في الملعب.

علامات تعجب!

علامات تعجب كثيرة صاحبت تشكيلة فييرا أثناء "خليجي 22" ومنذ المباراة الأولى أمام العراق، فالمدرب دفع بالتوليفة المتوقعة للأزرق باستثناء علي مقصيد الذي أصر فييرا على الدفع به في وسط الملعب وهو مركز غير مركز مقصيد، والغريب في الأمر أن مقصيد لم يشارك في بقية مباريات الدورة على الرغم من أن مركزه الأصلي في الجانب الأيسر أمام فهد عوض ظل شاغرا في مواجهتي الإمارات ومن ثم عمان، حيث تم الاعتماد على فهد العنزي أهم الأوراق الرابحة القليلة في منتخب الكويت، والذي قضى عليه فييرا في هذا المركز.

 والأغرب من هذا وذاك أن فييرا كان مدركا لعدم قدرة العنزي على الأداء في الجانب الأيسر، بدليل انه عدل من خطته للمباراة بعد خراب مالطا أمام عمان بإشراك وليد علي في الجانب الأيسر، وإعادة فهد العنزي إلى الجانب الأيمن لكن بعد فوات الأوان.

كذلك جاء الاعتماد على عبدالعزيز المشعان في مواجهتي الإمارات وعمان بشكل أساسي محيرا، فالمشعان مع كامل الاحترام لموهبته، لم يكن جاهزا بالشكل الذي يخول له خوض مباراة منذ البداية عطفا على عدم مشاركة اللاعب بشكل أساسي منذ أكثر من عام، وبدا على المشعان تواضع مستوى اللياقة البدنية، لكن المدرب فييرا أصر أيضا على الإبقاء على المشعان، وأيضا قام باستبداله بعد فوات الأوان أمام عمان.   

وفيما يخص مشاركة المهاجم يوسف ناصر، وهو مهاجم أيضا لا غبار عليه، لكنه بات حدوتة هذه الدورة، فاللاعب لم يتوقف عن الشكوى من الإصابة والوعكات الصحية منذ انطلاق البطولة ومع ذلك كان يشارك في كل مباراة.

أما فيما يتعلق بعجز فييرا على إدارة المباريات فكان الأمر جليا في عدم جرأته على اتخاذ القرار المناسب باستبدال مساعد ندا في مواجهة عمان الأخيرة، فندا كان بعيدا عن مستواه تماما، وتأثر اللاعب صاحب الخبرة الطويلة والمميزة بحصوله على الإنذار الثاني، وهو ما سيحرمه في المشاركة في نصف النهائي في حال الصعود، وبدا ندا الى جانب الصاعد الواعد خالد إبراهيم نقطة ضعف قاتلة لتتلقى شباك نواف الخالدي ثم حميد القلاف الهدف تلو الآخر لتنتهي مسيرة الأزرق في البطولة بفضيحة من العيار الثقيل.

لم ينجح فييرا من استخدام الأسلحة المتاحة له بالشكل السليم، فالأجنحة الزرقاء والمتمثلة في فهد عوض، وفهد الهاجري لم تقم بأي دور هجومي، لاسيما فهد عوض الذي لم يرسل أي كرة عرضية للمهاجمين في البطولة حسب الإحصاءات، في حين حاول فهد الهاجري لكنه كان وحيدا في الجانب الأيمن بسبب التدوير العجيب لفييرا لفهد العنزي في الجهة اليسرى، كما كانت الأجنحة الهجومية للأزرق سواء عبدالعزيز المشعان أو فهد العنزي مقصوصة في ظل تراجع لياقة المشعان، ووجود العنزي في غير مكانه، والخلل الأكبر لمنتخب الكويت كان في وسط الملعب في ظل عدم ثبات توليفة اللاعبين في هذا المركز الحساس، والذي يعد "ترمومتر" أي فريق يبحث عن الفوز أو التعادل أو حتى الخسارة كما هو الحال في منتخب الكويت!

اختيار مدرب وطني

لن تكون الفرصة سانحة للأزرق في كأس آسيا للظهور بأي مستوى، لاسيما في ظل استمرار فييرا، وأولى بالاتحاد الذي يشتكي دوما نقصَ الدعم المالي على الرغم من ملايين الدنانير التي تدخل خزينة الاتحاد في العديلية من رعاية فيفا، وأيضا من هيئة الشباب، أولى به الاعتماد على مدرب محلي طالما عجزوا عن توفير مدرب صاحب رؤية فنية ثاقبة تستطيع تطوير منتخب الكويت، على الأقل سيكون المدرب الوطني قادرا على شحن همم اللاعبين، ولن يكون أسوأ من فييرا على صعيد اختيار التوليفة المناسبة، أو حتى إعطاء خطة المباراة.

المنتخب عاد إلى البلاد

عادت بعثة منتخب الكويت مساء أمس، قادمة من الرياض، بعد الخروج من الدور التمهيدي لخليجي الرياض، ومن المقرر أن ينخرط اللاعبون في تدريبات أنديتهم حتى الاستدعاء الذي سيسبق كأس آسيا، في حين ستشهد الأيام القليلة المقبلة، بعد هدوء عاصفة خروج منتخب الكويت بالخماسية العمانية، تحديد مصير الأجهزة الفنية والإدارية لمنتخب الكويت.